الخط الساخن
عندما نقول «وراء كل رجل عظيم امرأة» يتبادر إلى الأذهان أن هذه المرأة هي “ الزوجة” بينما في الأصل هي «الأم» التي تشكل الشخصية هذه أو تلك «والعلم في الصغر كالنقش في الحجر» كذلك “ الأم «مدرسة إذا أعددتها أعددت شعباً طيب الأعراق» كثيرة هي الأقوال المأثورة لفلاسفة وشعراء التي تجمع على عظمة الأم والتي منها استمد عظماء الأمة نورهم مثلما يستمد القمر نوره من الشمس.إذن تظل الأم هي الأصل ، أجل الأم هي الأصل ونبع الحنان المتدفق المغذي للأرواح ومن حليبها نرضع لتجري في الشرايين الحياة ولا يدرك قيمة الأم التي هي أجمل هدية في الكون يهبك الله إياها إلا من افتقدها وغابت عن ناظريه ابتسامتها الحنونة ودفء عطفها الناضحة به جدران الحياة وزواياها قاطبة.ليالي السهر والرعاية والحنو ومكابدة المشقات من حمل وولادة ثم تربية وعواطف عظيمة جمة “ الأم” لا تتصنعها لكن نلمسها في فطرتها المألوفة والمعهودة .والمجال لا يتسع هنا لوصف هذا المخلوق الطاهر الحنون لان الوصف لا يفيه حقه..!فطوبى للذين يحتفلون اليوم بعيد الأم و يتحلقون حولها يقبلون يديها شاكرين المولى على هذه النعمة.أما الذين افتقدوها في الحياة ، فربما يكون هذا يوماً صعباً على نفوسهم المكلومة، وكان الله في عونهم.وعتابي إلى العاقين الذين طاوعتهم أنفسهم وهم على قيد الحياة أن يرموا بأمهاتهم وكذلك آباؤهم في دور الرعاية .. أو هجرانهم في منازلهم وعزلهم والتنصل من رعايتهم .. أقول لهم اتقوا الله في ما تعملون وتذكروا إن ماتت ضمائركم فكلمات الله ورسوله عن الوالدين مازالت تنبض بالحياة .. ارجعوا إليها .. وقبلاتي على جبين كل أم .. وسلامي وقبلاتي إلى حبيبتي أم عبد القوي طيب الله ثراها .. إلى قبرها والتي افتقدها هذا اليوم بشدة .. ولا اقدر أن أزيد على ذلك لكبر حزني عليها بل أقول لها إنني افتقدك يا حبيبتي.