لقد أصبح نصب خيام الأعراس في الطريق ظاهرة مقلقة وأزمة يعاني منها كل من يقطن في الشارع الذي تقام فيه هذه الخيمة، وعلى الرغم من أن هذه الظاهرة ليست وليدة اليوم أو الساعة فقد كبرنا ونحن نراها وكنا نفرح كثيراً بسماع الأغاني ورؤية الكبار وهم يرقصون ويمرحون لكن ما يحدث اليوم من أصحاب بعض الأعراس يعد مشكلة حقيقية تظل تؤرقنا منذ تنصب الخيمة ولا نتنفس الصعداء إلا عندما تتم إزالتها , والغريب في الأمر هو غياب الدور الرقابي للأجهزة المسئولة عن أمن وأمان المواطن .إن العرس مناسبة سعيدة يعيشها أصحابها ومن حق كل عريس أن يفرح بليلة العمر مع أهله وجيرانه وأصدقائه ولكن السؤال الذي يطرح نفسه هو هل يعقل أن تظل مكبرات الصوت مفتوحة حتى الساعة الرابعة فجراً ويظل الجيران المحيطون بخيمة العرس في حالة أرق وسهر وتعب من أصوات الغناء والموسيقى ؟أين حق الجار؟ وما ذنب الأطفال وكبار السن ، ومن يعاني من المرض وهو منتظر اللحظة التي تنتهي فيها معاناته؟.إن ما يحدث مشكلة كبيرة يجب أن تسن من أجلها القوانين والإجراءات المنظمة لسير الاحتفال بالأعراس ويجب أن يؤدي عقال الحارات دورهم في ذلك قبل منح أي ترخيص.نحن لسنا ضد الظاهرة ولكن ضد سوء الاستخدام وعدم احترام السكان المجاورين الذين منهم من يذهب لعمله أو مدرسته.ولكل تلك المعاناة أناشد الجهات المسئولة بوضع أسس وقيود رقابية يراعى فيها حق المواطنين الذين يقطنون بجوار أي خيمة تقام للأعراس وفق النقاط العريضة الآتية:- مكان الخيمة الذي يغلق أكثر من شارع ويعيق حركة السير فلا يجد المرء منفذاً للدخول بسيارته كي يصل إلى منزله.- الصوت العالي والمكبرات التي يجب أن تغلق قبل الساعة الحادية عشرة مساءً ولأهل العرس أن يسهروا ويسمروا براحتهم بصوت لا يصل إلى جيرانهم.- منع الألعاب النارية التي تصاحب وصول العريس وتزعج الكبار والصغار.- حبذا لو تم تحديد أيام الإجازة الرسمية كيوم الخميس موعداً لهذه الأفراح لأن اليوم التالي سيكون إجازة ولن يضطر الجار إلى إستلام إنذار لتأخيره عن العمل كونه لم يستطع النوم طيلة الليل وهو يسمع أغنية (يا ورد يا كاذي، وعلم سيري، والخضر جنني ... إلخ).- تفعيل دور عاقل الحارة من خلال رقابته على إقامة الخيمة في الحارة التي تحت مسئوليته.- وضع غرامات مالية لكل مخالف وخارج عن حدود الذوق وإحترام الجار.إننا ننسى أو نتناسى أن نراعي مشاعر الغير أحياناً وعندما نناقش قضية ما نطلب النظام واحترام القوانين ونستشهد بنظام الغرب والدول المتقدمة بينما نفتقد إلى أساسيات التعامل فيما بيننا وفي مدن عديدة تجد الشرطة قد حضرت بمجرد أن أحد جيران عمارة ما رفع صوت التلفاز وتجد الشرطة قد حررت له مخالفة, بينما نحن في بلدنا نرفع صوت المكبرات حتى الفجر ونفرح ونمرح بينما جيراننا يعانون ويغلقون آذانهم بوسائدهم منعاً للصوت العالي والضجيج المزعج الذي يصل ويخترق حتى سدادة الأذن.إنني أناشد الجهات المختصة بتفعيل دورها وإغاثتنا ، فهل من مغيث!!؟.
أخبار متعلقة