في افتتاح الملتقى الأول لكتاب الدراما اليمنية
عدن/ ذكرى جوهر / تصوير/ علي الدرب:تختتم اليوم بعدن فعاليات الملتقى الأول لكتاب الدراما اليمنية والذي بدأ أعماله أمس بحضور الإخوة وزير الإعلام حسن أحمد اللوزي ومحافظ محافظة عدن رئيس المجلس المحلي أحمد محمد الكحلاني والدكتور عبدالله الزلب مدير عام المؤسسة العامة اليمنية للإذاعة والتلفزيون ولفيف من كتاب الدراما اليمنية ومن الأشقاء العرب من مصر وسورية والسعودية وقطر والإمارات.وقد بدأت جلسات الملتقى بتشكيل أربع مجموعات عمل ناقشت محور الكتابات السردية في اليمن وتحويلها إلى سمعية وبصرية والدراما وشروط إنتاجها إذاعياً وتلفزيونياً بالإضافة إلى محور أولويات القضايا التي تعالجها الدراما والمجموعة وواقع الدراما في اليمن والتي تشمل 30 مداخلة لعدد كبير من الأدباء والمثقفين والمؤلفين من مختلف محافظات الجمهورية تتناول واقع الدراما التلفزيونية والإذاعية والكتابة الدرامية وشروط تحولها إلى أعمال انتاجية والجوانب الدرامية في الأدب الشعبي اليمني والعلاقة بين المؤلف وقنوات الإنتاج المؤسسي والقطاع الخاص ودوره في العملية الإنتاجية ومشكلات الدراما اليمنية ورؤية واقعية نحو المستقبل.وفي افتتاح الملتقى ألقى الأخ/ وزير الإعلام كلمة أكد فيها أن عدن هي رائدة النضال الوطني والمشكاة الأولى للحرية وحاضنة الأحرار عدن البكارة الإبداعية ومنارة الصحوة والفن.وقال إن عدن التي نرتقى منها وبها صعوداً إلى الوطن المهد ونبلغ فيها إلى منتهى اليمن وفي رحابها ائتلق معراجنا التاريخي العملاق إلى ذروة الوحدة.. الأصل والجوهر والسرمد.. لذلك يحلو لنا فيها أن نناقش ونتحاور حول الدراما اليمنية وذلكم الركن الجوهري الهام من أركان العمل الإعلامي والبناء الثقافي.وأضاف الأخ وزير الإعلام إن هذا الملتقى وهو يرصد حجم وحقيقة المشهد الدرامي وانتاج الدراما في الوطن العربي كخلفية يتم الاتكاء عليها للاستفادة ومن ثم هو يطل على مسيرة حثيثة ودائبة في العمل الدرامي في بلادنا وما واجهته من التحديات والمعوقات، سواء في الإنتاج الدرامي الإذاعي أوالتلفزيوني يحاول أن يتبصر الطريق وعسانا نتمكن في النهاية من الوصول إلى تصورات وتوصيات وقرارات إيجابية تخدم ما أشرنا إليه وهو استهلال تاريخ جديد للانتاج الدرامي، والاستفادة من العطاء السردي للعديد من المبدعين القاصين والروائيين في وطننا اليمني والوطن العربي.وأكد اللوزي أن الدراما تلعب دوراً في التنمية الثقافية وفي الرقى بالمستوى الثقافي ومستوى الوعي الإنساني لدى المشاهد والمتلقي.. موضحاً في هذا الصدد أننا لانزال نفتقد لهذا السلام الحيوي الهام الذي لابد أن نتمكن من أن نمسك به من كافة عناصره لكي تحقق الغايات التي يتطلبها اليمن الجديد ومجتمع التعددية السياسية، مجتمع الحرية والديمقراطية الإنتاجية ومكافحة الأمراض وكوابح التطور وبخاصة مشاكل الثأرات ومشاكل الفساد وقضايا الغلو والتعصب والارهاب وغيرها من الأمراض التي تنخر جسم المجتمع الجديد.وأعرب وزير الإعلام عن تطلعه إلى تقديم أعمال درامية واقعية تحاكي التاريخ اليمني والحياة اليمنية المعاصرة وتحاول أن تجيب على كثير من الأسئلة الملحة تجاه تحديات التغيير والتنمية..وأضاف الوزير اللوزي قائلاً: فن الدراما من أهم الفنون التي تزين وجه الشاشة الصغيرة والحياة المسرحية بل إنها المادة الأولى الأكثر قرباً إلى وجدان المشاهد ومن أجلها يمكن أن ينفق الإنسان في أي مرحلة عمرية كان بعد سن التمييز الوقت الطويل ليتمتع وليتعلم وليرى نفسه في مرآة الحركة والصورة والتعبير اللصيق بقضاياه واهتماماته وبكينونة مختلفة عن المواد الإعلامية الأخرى التي تزدحم بها ساعات البث والدورات البرامجية.. مبينا أن هذا الفن بما يمتلكه من قوة التأثير والمساحة الفنية، التي يمكن أن يقدم فيها الأفكار والملاحظات والمعلومات بل والتوجيهات وربما النصائح وإطلاق الحكمة والأفكار اللاذعة والنقد القوي النافذ هو ماجعله حياة في الحياة التي نعيشها.وأوضح أنه لا تنقصنا القضايا، كما أن غاية الترفيه والتسلية هي غاية اجتماعية ونفسانية نبيلة مطلوبة أيضاً فيما نقدمه من أعمال في ضوء تجسيد واضح لهذا العمل الذي أول ما يتطلب توفير الإمكانيات الكبيرة.. مبيناً أن أمام العمل الدرامي حقولاً رحبة وممتدة وواسعة مازالت بكراً علينا أن نتقدم لحرثها واستنباتها لنصل إلى النماء المرجو في كافة جوانب حياتنا وترقية مجتمعاتنا سياسياً واجتماعياً وثقافياً واقتصادياً.وقال: الأعمال الدرامية غنية بمادة زاخرة من التوجيهات والمواعظ والارشادات، وربما المعالجات التي يعجز عنها الطبيب النفسي ولكنها كانت بأسلوب آخر غير المباشر وغير التلقين وغير التوجيه الذي ينفر منه الإنسان كما في بعض المواعظ التي تقدم من أعلى المنابر أو في الاتصالات الجماهيرية في المحافظة.. واصفاً الفكرة الواحدة في العمل الدرامي الواحد بمثابة المطهر من أدواء كثيرة داخل المجتمعات.. منوهاً بأن جزءاً كبيراً من انتصارات الحياة المهمة في المعارك الذاتية العميقة التي تقتصر على الأفراد والمجتمعات وتستعصي على الحلول المباشرة، نجحت فيها الدراما كما نجح العرض المسرحي.وقال: صار خطر وقوع المشاهد العربي في أسر القنوات الأخرى والأعمال الأخرى الموظفة برسائل محددة تجاهه وتجاه كافة المجتمعات الأخرى واضحاً ومستشرباً فتلك حقيقة واضحة وهناك تنافس مكشوف وقوي مؤثر ومدمر ومع ذلك يجب الا نخاف ويجب أن نفكر فيما يجب ان نعمل وخاصة وامتنا العربية تمتلك الإمكانيات المادية ونمتلك الرأسمال العربي القادر لأن يوظف في هذا الاتجاه ونمتلك القدرات الإبداعية الهائلة ونمتلك أدوارت التقنية المعاصرة.واعتبر وزير الإعلام الدراما الفاكهة الدسمة في المائدة السمعية البصرية لأنها تجدب كل الشرائح الاجتماعية وتستقطب اهتمامات كافة الفئات.. مشيراً إلى تحديات البث الفضائي الماثلة أمام كافة القنوات التلفزيونية العربية، والتي يمكن أن تلفظنا إلى الهامس أو تسقطنا إلى الحدود الدنيا من المشاهدة، وخاصة أمام المتلقى العربي إذا لم نحقق نهضة وثورة في العمل الدرامي التلفزيوني لأنها المادة التي سوف توفر للمواطن احتياجه الماس.كما القى الأخ/ أحمد محمد الكحلاني كلمة أشار فيها إلى أهمية هذا الملتقى الذي يكشف فاعلية وحيوية في قدرة كتاب الدراما الإذاعية والتلفزيونية على التمسك بحقهم في إعادة صياغة وتشكيل الثقافة العربية المستمدة من حضارتنا العظيمة والقيم الدينية.وأوضح دور كاتب الدراما الإذاعية والتلفزيونية هو أهم الأدوار الشمولية لتوجهاته واتساع حدود تأثيراته وتعدد مجالات حركته التي تمتد إلى مختلف قطاعات الحياة بدءاً من الثقافة التي تثري الشخصية الوطنية والقومية ومروراً بالاقتصاد والقانون والتربية وانتهاء بالسياسة وغيرها.ومن جانبه القى مدير عام المؤسسة العامة للإذاعة والتلفزيون رئيس اللجنة التحضيرية كلمة أوضح فيها أن انعقاد الملتقى يأتي متزامناً مع ما يشهده الإعلام اليمني والمرئي والمسموع من توسع عبر البث الفضائي لقناتين جديدتين هما (يمانية، وسبأ) وإنشاء عدد من الإذاعات المحلية في محافظات صعدة والمهرة وقريباً شبوة وسقطرى.وأعرب الزلب عن أمله بأن يتم خلال هذا الملتقى تحديد الرؤى والأفكار الهادفة إلى تطوير الدراما المسموعة والمرئية في اليمن وتحديد الأولويات للتوجه نحو بناء مؤسسي للإنتاج الدرامي.حضر الافتتاح أمين عام المجلس المحلي بعدن عبدالكريم شائف ووكيل وزارة الإعلام أحمد ناصر الحماطي ورئيس جامعة عدن الدكتور عبدالوهاب راوح ومدراء عموم المكاتب التنفيذية بالمحافظة ورؤساء قطاعات المؤسسات الإعلامية وجمع كبير من الأدباء والمثقفين وضيوف الملتقى.