عمر السبع تقع مدينة عدن ضمن المُناخ الصحراوي الجاف الذي ينذر فيه تساقط الأمطار، والأمطار التي تسقط على عدن قليلة وشحيحة وعموماً تسقط الأمطار على مدينة عدن في فصلي الصيف والشتاء بسبب تأثير الضغوط عليه، ففي فصل الصيف في الأشهر يونيو - يوليو - أغسطس تكون كمية الأمطار قليلة وتتراوح ما بين 3 - 11 ملم، وفي فصل الشتاء في شهري يناير وفبراير يحدث اختلاف في الضغوط بين اليابس والماء فيؤدي إلى أن تلتقي كتل الهواء المتضادة عند مضيق باب المندب وخليج عدن فتسقط كمية من الأمطار الإعصارية التي تتراوح ما بين 24 - 50 ملم.كان أهل عدن منذ القدم يعانون ويفكرون في كيفية الحصول على مياه نقية، لهذا كان آباؤنا الأوائل أول ما فكروا فيه والمدينة محصورة بين الجبال بناء خزانات المياه التي تلقف مياه الأمطار والتي عرفت في تاريخ اليمن باسم الصهاريج، التي لا تزال آثارها شاهدة على أبنائها حتى اليوم.كما ارتبطت عدن منذ الأزل بمياه لحج الجوفية.. وبعد الاستعمار الإنجليزي لعدن في عام 1839م، أنشأت المستعمرة أول محطة لتقطير مياه البحر في كريتر في عام 1876م أسفل جزيرة صيرة وتعتبر أول محطة تحلية في العالم.وفي عام 1929م قام المستعمر البريطاني بحفر بئرين في منطقة الكمسري بالشيخ عثمان وكان يتم استخراج المياه الجوفية بواسطة الجمال وتنقل عبر سافية مكشوفة إلى خزان في جبل حديد.. ونظراً للطلب المتفاقم للماء تم في خمسينات القرن العشرين الماضي حفر بئرين في كل من بئر ناصر وبئر أحمد .. وأغلق حقل الشيخ عثمان لتعرضه للملوحة .. وفي سبعينيات القرن العشرين الماضي ونظراً لأزمة المياه في مدينة عدن تم حفر بئر جديدة في مناطق الرواسب الفيضية شمال دلتا أبين لتموين عدن بالماء.ولا ريب بأنّ مدينة عدن تحتوي على كثيرٍ من الآبار الداخلية التي توجد في المساجد والشوارع وبعض المنازل.وبهذا تكون مدينة عدن ممولة بالمياه من عدة مصادر، أما المصادر الذاتية فتشمل حقل بئر أحمد ومحطة تحلية المياه (الحسوة) فلاً إلى الآبار الذاتية في مساجد كريتر والتواهي والروضة ودار سعد.. أما لمصادر الخارجية فتشمل حقل بئر ناصر، وحقل الروى أعالي دلتا أبين.ويعتبر حقل بئر أحمد المصدر الرئيسي لمياه عدن ويقع الحقل في المنطقة الساحلية في اتجاه جنوب آبار لحج.. وقد تمّ حفرة في خمسينيات القرن العشرين الماضي عندما أشتد الطلب على الماء، وبدأ الإنتاج للبئر في عام 1956م.اما حقل بئر ناصر ويقع في محافظة لحج في الجهة الجنوبية الشرقية ويعتبر من أقدم الحقول الممولة لمدينة عدن وأهمها.إذ تروي الأخبار التاريخية أنّ المستعمر وقّع مع السلطان علي عبد الكريم العبدلي أمير لحج في عام 1954م، افتاقية لحفر آبار لحج لتمويل مدينة عدن بالماء وقد تراوح عدد الآبار ما بين 24 - 40 بئراً وكان أقصى إنتاج 20.5 مليون متر مكعب في عام 1987م.ويشير المهندس عبد الله عبد الفتاح الجنيد مدير عام المؤسسة المحلية للمياه محافظة عدن :إنّ حقل بئر ناصر ما زال هو الحقل الرئيس الذي يمول محافظة عدن بالمياه وما زال محافظاً على استقرار المنسوب المائي فيه ونوعية المياه والآبار العاملة حالياً في حقل بئر ناصر 32 بئراً فقط، وأي زيادة في عدد الآبار سيؤثر سلباً على مستوى المنسوب المائي ونوعيته.أما حقل الروى في محافظة أبين فقد ارتفعت الكميات المسحوبة لمحافظة أبين إلى أكثر من 50 من إنتاج الحقل.أما حقل تبن فلم ينتج سوى 10 من إنتاجيته السابقة البالغة ألف متر مكعب في الساعة وأنّ مرد هذا النقص الشديد في مستويات الإنتاج انعدام الأمطار وشحتها في السنوات السابقة للمناطق المغذية لهذه الأحواض، فضلاً عن الحفر العشوائي وارتفاع المعدلات السكانية والعمرانية والأنشطة التجارية والصناعية المتعددة.إنّ عدد الآبار الممولة للمياه لمحافظة عدن قد بلغت 84 بئراً في الحقول المختلفة ونتج سنوياً ما مقداره 36 مليون متر مكعب وفي عام 2005م، تم حفر عشرة آبار جديدة في منطقة بئر أحمد لمواجهة زيادة طلب الماء للعاصمة الاقتصادية والتجارية.. فالتعداد السكاني لمحافظة عدن في عام 2004م أشار إلى أنّ عدد سكان محافظة عدن 590.413 نسمة.وتشير المؤسسة العامة للمياه في م/ عدن أنّ عدد توصيلات المياه في المحافظة 87.252 توصيلة وأنّ عدد المستفيدين من توصيلات خدمات المياه 523.512 نسمة، وأنّ متوسط الاستهلاك للفرد في الشريحة المنزلية 70 لتراً للفرد كل يوم، وأنّ التغطية في خدمات المياه في م/ عدن يشكل 83.ويُقام حالياً مشروع مياه أبين الإستراتيجي في حقل آبار جعار المتميز بالجودة العالية لخصائص المياه الصالحة للشرب، وذلك بهدف ضمان استقرار تموينات المياه لمحافظة أبين التي شهدت نواً سانياً وعمرانياً متزايداً في الآونة الأخيرة، إذ بلغ عدد السكان 80.000 نسمة، وارتفاع معدلات الطلب على استهلاك المياه، كام سيوفر هذا المشروع توفير كميات إضافية من المياه لمحافظة عدن.الملاحظ أنّ عدن تعتمد على المياه الجوفية في الحصول على مياه شرب نقية تعتمد على النظام المغلق بدءًا من المصدر إلى المستهلك، ويعد هذا النظام أفضل الأنظمة من حيث سلامة المياه.وتستخرج المياه من آبار اسطوانية محكمة الإغلاق بواسطة مضخات غاطسة كهربائية في الآبار وتضخه إلى خزانات ومن ثمّ إلى مناطق الاستهلاك وتعتمد مياه الشرب في مدينة عدن على نظام تعقيم يستخدم فيه غاز الكلور لتعقيم المياه بالكلور ومشتقاته وقد زوّدت شبكة المياه لمدينة عدن بعدة نقاط لضخ الكلور إلى الماء قبل وصوله إلى المستهلكين حيث يتم تعقيم المياه قبل ضخها إلى خزانات التوزيع التي تقوم بحفظ مياه نقية وخالية من الملوثات ومطابقة للمواصفات العالمية، من حيث كمية العطارة والرقم الهيدروجيني والمواد الصلبة المذابة وعسر الماء وكمة النتراث والصوديوم والكبريتات والكلورايد.إنّ الوضع الحالي لاستهلاك المياه في محافظة عدن يشير إلى حدوث مشكلة في مياه عدن وأنّه لابد من رقابة الأحواض المائية باستمرار في عدن وأنّه لابد من الاستفادة من مجمع تحلية مياه البحر وضرورة توفير أجهزة رصد إليكترونية لتحديد الانفجارات الأنبوبية وإصلاحها في حينها لتقليل الفاقد في المياه وأنّه لابد من استخدام المياه العامة المستهلكة في المساجد لاستخدامها في المجالات الصناعية وري الأشجار والحدائق المنزلية وأنّه لابد من دراسة آبار مدينة عدن القديمة وتنظيفها وتجهيزها.
|
ابوواب
تاريخ الماء في مدينة عدن تاريخ نهضتها
أخبار متعلقة