بمناسبة الاسبوع العالمي للرضاعة الطبيعية ..الدكتور خالد غيلان لصحيفة ( 14اكتوبر ):
لقاء/ وهيبة العريقي :لا يخفى على أحد ما تضيفه تغذية الرضع ببدائل الرضاعة من أعباء معيشية لكلفتها العالية . إذ يحتاج الطفل من الحليب الصناعي خلال الأشهر الستة الأولى من عمره حولي ( 40) علبة من الحجم الصغير وهذا يعني كلفة مالية عالية تزيد على ( 60.000ريال) يضاف إليها كلفة معالجة الطفل إذا مرض بسبب استخدام بدائل الرضاعة الطبيعية.ولا غرابة في أن لعلب الحليب الصناعي جاذبية وبريقاً زائفاً يغري الكثيرين لشرائها لأطفالهم الرضع.. وشتان بين هذا والحليب المجفف التي لا تضاهي فوائده الفوائد الصحية والغذائية لحليب الأم الفريد في خصائصه ومزاياه.لقاءؤ نا مع الدكتور/ خالد غيلان سعيد - استشاري طب الأطفال ، تزامن مع الأسبوع العالمي للرضاعة الطبيعة الذي يصادف إحياءه في الفترة من (1 - 7 أغسطس 2008م) وفيه تصحيح الكثير من الاختلالات والعادات التي ارتبطت بالإرضاع المهملة للرضاعة الطبيعية وترسيخ للوعي الصحي بهذا الجانب المهم في الحياة الأسرية المؤمن للطفولة حياة صحية أمنة.فإلى ما جاء في هذا اللقاء رضاعة خالصة * يتردد على مسامعنا ذكر الرضاعة الطبيعية الخالصة أو المطلقة .. فما المغزى من هذا الاصطلاح تحديداً وما يحمله من دلالات؟** تتجلى الرضاعة الطبيعية بحرص الأم على إرضاع طفلها من ثدييها رضاعة خالصة منذ ولادته حتى الشهر السادس دون أي إضافات غذائية أخرى أومشروبات.وبعد الشهر السادس يمكن إعطاؤه إلى جانب الرضاعة الطبيعية أغذية مساندة أخرى بشكل تدريجي يتلاءم مع سنه حتى بلوغه عامين من العمر.ولكي تتحقق الفوائد المرجوة لما ذكرت، يجب الشروع في الإرضاع من الثدي بدءاًَ من الساعة الأولى من الولادة فهذا يساعد على زيادة إنتاج الحليب.؟علاوة على أن الثدي في الأيام الأولى بعد الولادة يفرز سائلاً رأنقاً مائلاً للصفرة يسمى (اللبأ) الذي يعتبر أفضل وأنفع غذا ءللمولود، ويساعد على حمايته من الأمراض المعدية، لاحتوائه على أجسام مضادة لبعض الأمراض. وأيضاً يفيد الجهاز الهضمي للطفل وفي تعويده على تقبل الغذاء وهضمه.ولا حاجة للمولود لأية أغذية أو مشروبات أخرى لدى انتظار زيادة إدرار حليب الأم، فهي تشعره بالشبع وبالتالي لا يرضع ما يكفيه من حليب الثدي اللازم لنموه وتطوره ولتامين المناعة لديه ضد الكثير من الأمراض. كما أنها تعمل على تقليل إدرار حليب الثدي، وكل ما على الأم إشباع طفلها من حليبها أن ترضعه . كما أنها تعمل على تنقله إلى الثدي الآخر حتى يكمل حليب الثدي الأول لأن أول الحليب كثير الماء لا يمنح الطفل الشبع . بينما آخر الثدي غني بالدهون التي تشبع الطفل.وكل ما على الأم هنا ، أن تترك طفلها يكرر الرضاعة كثيراً كلما رغب في ذلك سواء في الليل أو النهار وليس بأقل من ثماني رضعات في اليوم والليلة وليكن في اعتبارها أن بكاء الرضيع لا يعبر دائما عن حاجته للحليب، فقد يكون مبللا أو ما شابه، أو أنه يعاني من المغص أو الألم في موضع من جسمه أو لرغبته في أن يحمل ويحتضن أو لمص ثدي أمه ليشعر بالأمان والاطمئنان.[c1]بعد الشهر السادس[/c]* الشروع في إعطاء الطفل الرضيع مكملات الرضاعة من أغذية تلائم سنه وهضمه وتفيد جسمه /، قد ذكرت بأنها بعد الشهر السادس ؟ ما أهمية ذلك؟ ولماذا تكون في الشهر الثالث والرابع؟** ليست المسألة كما تظن . حيث توصي منظمة الصحة العالمية ومنظمة اليونيسيف بعدم إعطاء الطفل الأغذية المكملة للرضاعة الطبيعية إلا بعد الشهر السادس من عمره وأن يكون الاعتماد الكامل على حليب الثدي دون أية إضافات من أغذية أو سوائل طوال الأشهر الستة الأولى لعمر الطفل.فالأغذية التي تقدم للطفل الرضيع في مرحلة الستة الأشهر الأولى - أياً كانت - لا تعوضه ولا تغنيه عن حليب الثدي بل قد يصعب عليه هضمها ولأنها تشبعه فقد تؤثر على رضاعته من أمه لدرجة تقل معها عدد مرات الإرضاع وما يترتب عليه أيضاً من ضعف إدرار الحليب لدى الأم لقلة عدد مرات الإرضاع والنتيجة حرمان الطفل من حاجته الضرورية وكفايته الطبيعية من حليب الثدي الذي لا مثيل له، لما فيه من مزايا فريدة تلائم عمر الطفل ونموه المتسارع بما يؤمنه من عناصر الحماية أودعها الله فيه تنمي مناعة الطفل وتقي جسمه الكثير من الأمراض والاعتلالات الخطيرة ، ولذلك يعتبر التحصين الأول للطفل.وللرضاعة الطبيعية بعد الأشهر الستة الأولى من عمر الطفل أهمية كبيرة أيضاً . ففي المتوسط يحصل الرضيع في عمر ( 6-8أشهر) على حوالي (70%) من حاجته من الطاقة من حليب الأم ، وبدورها تنخفض إلى (55 %)في عمر (9 - 11شهراً) ثم إلى (40 %) في عمر (12-23شهراً).لذا يجب أن تعطى الرضاعة الطبيعية بعد الأغذية الأخرى للطفل في عمر (6 - 12شهراً) لضمان حصوله على كفايته من حليب الأم ولا أهمية لهذا بعد هذه المرحلة العمرية أي خلال لعام الثاني من عمر الطفل الرضيع.ووجبات الطفل المساندة يجب أن تنظمن الخضروات المقشورة والمطبوخة والمهروسة والحبوب والبقوليات والفواكه وبعض الزيت. بالإضافة إلى السمك والبيض والدواجن أو منتجات الألبان للتزود بالفيتامينات والمعادن.وبموجب التقديرات فإن تحسين ممارسات التغذية التكميلية المساندة للأطفال في المرحلة العمرية (6 - 24شهراً) من شأنه تقليص وفيات الأطفال تحت عمر خمس سنوات بنسبة (6 %) وفي حال أن قرنت بزيادة الرضاعة المقتصرة على الثدي وعدم إعطاء الطفل أغذية صلبة قبل بلوغه ستة أشهر يمكن - بإذن الله تفادي وقوع ( مليونين ونصف) من وفيات الأطفال أي ما يعادل (19 %) من النسبة الإجمالية وهذا بحد ذاته إنجاز كبير يفوق ما تحققه البرامج المتعلقة بمكافحة الملاريا والتطعيم وتعزيز الأغذية بفيتامين (أ) مجتمعة.hن أغلب الممارسات المتبعة في التغذية التكميلية غير مرضية فإما أن تعطى الأغذية بكميات صغيرة أو كبيرة أو أنها لا تكرر بشكل مناسب أو تكون ذات قيمة غذائية ضعيفة أو تعطى بشكل سلبياً جامداً خالياً من الإحساس والتفاعل الممزوج بالحنان.وعليه أنصح الأم بأن تحرص على تحضير وتقديم أغذية صحية مفيدة عند بدئها بإطعام طفلها الرضيع بعد الشهر السادس من عمره على أن تكون غنية في محتواها من مجموعة الأغذية المفيدة وبكمية قليلة ولا تحتاج إلى الكثير من المضغ حتى لا تربك جهازه الهضمي مثل ( الفواكه والخضروات المقشورة اللينة -الشبيزة - البقوليات - اللحم المهروس سهل الهضم أو السمك أو البيض)وعندما يبدأ الطفل بالزحف والمشي واللعب وتناول أغذية ومشروبات أخرى فمن المحتمل جداً تعرضه للمرض بين الحين والآخر وبالتالي يكون بحاجة إلى الكثير من حليب الأم لأنه مغذ وسهل الهضم لا يرفضه الطفل في حالة مرضه . علاوة على ذلك أن عملية الإرضاع تشعره بالطمأنينة والراحة.ويمكن زيادة كمية ونوعية الأغذية تدريجياً للطفل الرضيع للوصول إلى تناول وجبتين إلى ثلاث وجبات يومياً دون زيادة كي لا تستبدل حليب الأم ولا تؤدي إلى خفض حليبها . كما بالإمكان زيادة عدد مرات الوجبات من ثلاث إلى أربع وجبات يومية في مرحلة لاحقة من عمر الرضيع باقترابه من سن الفطام على أن تكون مغذية ومناسبة وسهلة التحضير ويحبذ أن يتناولها الطفل بنفسه كقطع الفواكه أو الخبز أو الجبن مع استمراره في الرضاعة من الثدي حسب الطلب.ومن المؤكد أن هناك اختلافاً وتبايناً في التوقيت والاستعداد لتناول الأطعمة من رضيع لأخر فبعض الرضع يكون لديهم حماس أكبر للبدء في تناول الأطعمة الأخرى عند عمر ستة أشهر والبعض الآخر لا يتقبلها مباشرة.ولا دعي للخوف أو القلق في هذه الحالة فالرضاعة الطبيعية المتكررة حسب الطلب كفيلة بمد الطفل بجميع احتياجاته من الطاقة حتى الشهر الثامن من عمره ولا باس من تكرار المحاولة بأسلوب التدليل والترغيب.[c1]المزايا والفوائد[/c]* لننتقل إلى الجانب المكمل لما ذكرت حول فوائد الرضاعة الطبيعية .. كيف تقيمون مزايا هذا الإرضاع وفوائده للأم والطفل؟**لا تشكل البدائل الأخرى للإرضاع كالحليب الصناعي وحليب البقر وجميع المشروبات والأنواع المختلفة من أغذية الأطفال على المقومات والعناصر الغذائية بالمعايير التي يحتويها حليب الثدي سواء حصل عليه الرضيع من أمه أو من مرضعة أخرى أو ما كان منه معتصراً من الثدي ففيه من الكفاية لمد الطفل بكل ما يحتاج إليه من غذاء وماء حتى عمر ستة أشهر دون الحاجة إلى إعطاء أغذية أو مشروبات إضافية.ومن الخطأ إعطاء الطفل اللهاية لإلهائه عن البكاء إلى جانب زجاجات الحليب لاختلاف مصها عن مص الثدي وبالتالي تسببها في أحداث تشوهات في نمو أسنان الطفل وفي إنقاص إنتاج حليب الثدي فضلاً عن أنها ناقلة للأمراض ومسبب رئيسي للإسهال لسهولة وسرعة تلوثها.بينما تقلل الرضاعة بالحليب الصناعي من كمية الحليب التي يرضعها الطفل من صدر أمه فهي تشعره بالشبع مما يؤدي إلى إدرار حليب أقل مما كان عليه في السابق.وعلى خلاف حليب البقر أوالحليب الصناعي الذي يفسد في غضون ساعات إذا ما وضع خارج الثلاجة يظل حليب الأم مدة لا تقل عن ثماني ساعات وفي حال أن كانت الأم لا تستطيع البقاء مع طفلها أثناء عملها فيمكنها في هذه الحالة عصر ثدييها لاستخرج الحليب ومن ثم حفظه في إناء نظيف ومغطى في مكان بارد أو حتى معتدل خارج الثلاجة ليقدم للطفل أثناء فترة غيابها بالكوب والملعقة .إن من الفوائد تجود بها الرضاعة الطبيعية التي على الأم التي تقتصر على إرضاع طفلها فقط على حليب الثديين أنها تساعد على تأخير الحمل بنسبة (98 %) بتأجيلها الدورة حتى الشهر السادس بعد الولادة وذلك إذا حرصت الأم على إرضاع طفلها ليس بأقل من (8مرات) في الليل والنهار ولم نعطه أية أغذية أو مشروبات أخرى فكلما رضع منها الطفل أكثر طال وتأخر عودة الدورة الشهرية لديها كما تساعد هذه الرضاعة على تقليص الرحم وعودته إلى وضعه السابق قبل الحمل وتقلل من النزيف الغزير والالتهاب واضعة عن الأم العناء والجهد في تحضير وتنظيف وتعقيم الرضاعة.وبالنسبة للطفل فحليب الأم الأفضل والأنسب للطفل منذ ولادته وحتى اكتمال عامه الثاني لدرجة تغنيه عما سواه من الحليب بأنواعه المختلفة مؤمناً له الحاجة الكاملة من الغذاء والماء خلال الستة الأشهر من الأولى من عمره مهما كانت الأجواء جارة أو باردة.وهو سهل الهضم ويساعد على نمو الطفل بشكل أفضل كونه غنياً بالبروتينات والدهون والسكر والفيتامينات والحديد والماء ويمتاز بنظافته وخلوه من الجراثيم والميكروبات واحتوائه على أجسام مناعية مضادة تحمي لطفل من الأمراض وتساعد جسمه على مقاومة الالتهاب كالتهابات الجهاز التنفسي والتهاب الأذن الوسطى والرشح والسعال وكذلك سيعمل على الوقاية من الإسهال والاضطرابات الهضمية وسوء التغذية.كما يوفر للرضيع حماية كاملة من الإصابة بمرض الحصبة على مدى الأشهر الستة الأولى من عمره ويشعره بالدفء والحنان.ومما تشمله فوائده الأخرى أن الذين يرضعون من أمهاتهم يحصلون على عناية وانتباه مركز من قبلهن وهذا لا يحدث في حالة الأطفال الذين يرضعون من الزجاجة.وهناك أيضا فوائد مشتركة تعود بها الرضاعة الطبيعية على الأم والرضيع معاً إذ تبني علاقة حميمة بين الأم وطفلها منذ الولادة محدثة استجابات حسية وعقلية بصورة مشتركة فتكون العاطفة في أبها صورها.بالإضافة إلى أنها من الناحية الاقتصادية تعود بالنفع على الأسرة كون حليب الأم مجاناً وجاهزاً في كل الأوقات ويخفض النفقات اللازمة لشراء الأدوية لعلاج الأمراض التي يمكن الوقاية منها بالرضاعة الطبيعية.[c1]طريقة الإرضاع[/c]* لتكون الرضاعة الطبيعية ناجحة ومريحة.. ما النصائح التي توصون يها الأمهات في هذا الإطار ** كل أم بحاجة إلى المساعدة والنصح متى بدأت بالإرضاع للمرة الأولى .. عليها الاستعانة بامرأة خبيرة ممارسة بما يضمن حصول الطفل على ما يكفيه من حليب الثدي وتعلم الوضعية المناسبة والمريحة أثناء عملية الرضاعة ويلزم على الأم أن تتهيأ وتستعد لهذه المرحلة من خلال:_ الوثوق بقدرتها على الإرضاع المقتصر على الثدي ومن أنه أكثر أمناً وسلامة لطفلها الرضيع التأكد من أن الرضيع يلتصق بالثدي بطريقة صحيحة كي يرضع بشكل فاعلالحرص على أن تتخذ وضعية جلوس بوضعية تريحها وتريح طفلها أثناء الإرضاع مع وضع رأس الطفل على أحد ذراعيها وإسناد ظهره بذراعيها الآخر أن يكون ظهره عند مستوى أعلى من جسمه فإذا لم يناسبها الجلوس وبخاصة بعد الولادة أمكنها إرضاع مولودها وهي مستلقية على أحد جانبيها بحيث تسند ظهرها وظهر الطفل بالوسائد وقبل البدء بالإرضاع ينبه الرضيع إلى الحلمة بحيث تلامس إحدى وجنتيه وتنحني الأم ميلاً إلى الأمام وتسند بكفيها ثديها مع إحاطة الحلمة بإصبعها ( السبابة والوسطى) كي يتمكن رضيعها من التنفس ولا يتعرض للاختناق.[c1]تغذية المرضع[/c]* ما أهمية العناية بغذاء الأم الممارسة للرضاعة الطبيعية؟**كم هيمميزة الرضاعة الطبيعية فالأطفال الذين يرضعون من الثدي يجدون مذاقاً ونكهة الأطعمة التي تتناولها الأم وبالتالي يكونون أكثر تقبلاً للأطعمة التي هي بنفس نكهة الأطعمة التي تتناولها الأمهات وفي هذا تأكيد على الأهمية النوعية للأطعمة التي تتناولها الأم المرضعة كان تكثر من تناول الفواكه والخضروات الطازجة الغنية والمؤمنة للأملاح المعدنية والفيتامينات وأيضا من الأطعمة المدرة للحليب كالبروتينات الموجودة في اللحم والحليب ومشتقاته والأسماك والدجاج وكذا البقوليات مثل الفاصوليا والعدس والبازلاء بالإضافة إلى مواد الطاقة مثل النشويات والسكريات والدهون .وبالمقابل عليها الابتعاد عن البهارات الحارة والبسباس وعن التدخين وأن تبتعد كذلك عن المنبهات كالشاي والقهوة.