نافذة
الحوار هو لغة الفكر السليم الخالي من أي اعتلال، وهو لغة النفوس الصحيحة الخالية من أية أمراض نفسية تخدش صفاء ونقاء ووجدان ومشاعر الروح الإنسانية في مسيرتها الحياتية جنباً إلى جنب مع عقلها الذي لايحيد عنها في سلوكها الجاد على الصراط المستقيم.لذلك فإن الكثير من المشاكل والتعقيدات الحياتية والتباينات والاختلافات التي يواجهها الإنسان مع إنسانه الآخر ، سواء على مستوى الفرد أو الأسرة أو المجتمع أو التكتلات وتحت أي مسمى ، ليس لها من سبيل للوصول إلى الحلول الجذرية والمرضية بمنأى عن اعتماد الحوار وسيلة وغاية في آن معاً. فالحوار يجب أن يكون على أسس ومعايير محددة وهي الاحتكام إلى القانون والدستور وتغليب المصلحة العامة على المصلحة الشخصية واحترام الثوابت الوطنية وعدم المساس بها أو الجدل حولها وصولاً إلى حواراً وطني شامل يمثل شرائح المجتمع اليمني ويهدف بالدرجة الأولى إلى بناء يمن جمهوري موحد وحياة تنموية شاملة ومستدامة. وبين هذا وذاك بون شاسع لن تضيق مسافته إلا باستجابة المعارضة لصوت العقل والمنطق والضمير الوطني وليس يقوم على العشوائية والفوضى والقفز فوق لغة المنطق ولغة القانون والدستور والثوابت الوطنية وصولاً إلى تحقيق أهدفه ، لكن هناك من يريد حواراً على طريقته الملتوية وتحقيق أهدافه ولو بالطرق غير المشروعة ، فالشعب يريد حواراً جاداً ومسؤولاً يتمتع بالمناخ الديمقراطي الذي تنعم به بلادنا (اليمن ) نريد حواراً وطنيا نابعا من أعماق روح الشعور بالمسؤولية بعيداً عن اختلاق الأزمات وافتعال الأعذار والهروب من الحقيقة والإخلاص للوطن . لقد عاشت بلادنا اليمن أياما مريرة في ظل الاستعمار البريطاني والامامة واستطاع شهداؤنا الإبطال تحريرها من كل ذلك فلا داعي أن نعود إلى الوراء ونعيش في أجواء مخيفة وغير آمنة ، ونريد أصحاب العقول السليمة الذين تكون عندهم دائما المصلحة العامة للوطن تقتضي الاحتكام لمنطق العقل في حل أي إشكاليات قائمة على الساحة السياسية ولتحقيق الأمن السياسي والاقتصادي والاجتماعي والسير بالحياة العامة إلى الاستقرار العام والتنمية والازدهار فيكفي بلادنا اليمن أزمات مفتعلة لاتخدم سوى أشخاص لايستطيعون أن يقفوا بكل شجاعة ضد أي خطأ .