أنفلونزا الخنازير.. حقائق تعريفية وتقارير
إعداد/ ابتسام العسيري منذ منتصف هذا العام تقريبا سمعنا بانتشار وباء انفلونزا الخنازير في العالم ، ولم نكد نفيق من أنفلونزا الطيور حتى داهمنا وباء جديد!! انتابني الضحك قليلا حين سمعت عن هذا المرض ، ودارت في رأسي عدد من الأفكار عن حقيقة هذا المرض ، نوعه وأعراضه وهل للخنازير فعلا يد في انتقاله خاصة وأن بلادنا تخلو من هذه الحيوانات التي يعد لحمها محرما في الشرع الإسلامي فكيف إذا ينتقل هذا المرض إلى الإنسان في ظل عدم وجود خنازير ؟ هذا جانب ومن جانب آخر ونحن مع بداية العام الدراسي الجديد لم يخف الكثيرون قلقهم على أبنائهم من الإصابة بهذا المرض ووجدت محاولات لتأجيل الدراسة حتى يتم اتخاذ الإجراءات والتدابير .. لهذا قمنا بجولة لاكتشاف حقيقة هذا المرض ، وما هي الإجراءات الإحترازية التي تتخذها بلادنا للوقاية منه..[c1]تعريف[/c] هو مرض صدري حاد شديد العدوى يصيب الخنازير، ينتج عن واحد من الفيروسات العديدة لأنفلونزا الخنازير من النوع “أ”، وتعتبر نسبة انتشار المرض عالية، بينما تنخفض نسبة الوفيات ( 1- 4%)، وتنتشر الفيروسات بين الخنازير عن طريق الرذاذ، والاتصال المباشر وغير المباشر، والخنازير الحاملة للمرض التي لا تظهر عليها الأعراض.. وتقوم العديد من الدول بشكل روتيني بتحصين الخنازير ضد أنفلونزا الخنازير.وفيروسات أنفلونزا الخنازير هي في العادة من النوع الفرعي “هـ1 ن1”، لكن أنواعا فرعية أخرى تنتشر بين الخنازير (على سبيل المثال: هـ1 ن2 ، هـ3 ن1 ، هـ3 ن2) كما يمكن للخنازير أيضا أن تصاب بفيروسات أنفلونزا الطيور، والأنفلونزا الموسمية التي تصيب الإنسان، إضافة لفيروسات أنفلونزا الخنازير، ويعتقد أن الفيروس (هـ3 ن2) قد انتقل إلى الخنازير أولا من الإنسان.وفي بعض الأحيان تصاب الخنازير بأكثر من نوع من الفيروسات في وقت واحد؛ ما يسمح لجينات تلك الفيروسات بأن تختلط؛ و يؤدي إلى ظهور فيروس للأنفلونزا يحتوي على جينات من أكثر من مصدر، وعلى الرغم من أن فيروسات أنفلونزا الخنازير هي عادة من أنواع متخصصة تصيب الخنازير فقط ، فإنها تتخطى حاجز النوع لتسبب المرض للإنسان .[c1]تاريخ المرض[/c] يفترض بعض العلماء أن أول وباء لأنفلونزا الخنازير انتشر بين البشر حصل عام 1918، حيث ثبت إصابة الخنازير بالعدوى مع إصابة البشر، إلا أنه لم يثبت بشكل قاطع من تلقى العدوى أولاً. و تم التعرف على أول فيروس أنفلونزا كمسبب للأنفلونزا لدى الخنازير عام 1930،و خلال الستين سنة التي تلت هذا الاكتشاف كان فيروس H1N1 هو الفيروس الوحيد المعروف لإنفلونزا الخنازير. و بين عامي 1997 و 2002 تم التعرف على ثلاثة أنماط جديدة من فيروسات أنفلونزا الخنازير في أمريكا الشمالية. فبين العام 1997 و 1998 انتشر الفيروس H3N2 الناتج من عملية إعادة تشكيل الفيروس من فيروس يصيب البشر و آخريصيب الطيور و الخنازير، و منذ ذلك الحين يعتبر الفيروس H3N2 أحد المسببات الرئيسية للأنفلونزا لدى الخنازير في أمريكا الشمالية. ثم نتج من إعادة تشكل H1N1 وH3N2 تكون فيروس جديد وهو H1N2. و في عام 1999 ظهر نمط جديد من الفيروسات وهو H4N6 الذي نتج من عبور بين الأصناف من الطيور إلى الخنازير، وسبب فاشية صغيرة و تم تحديدها في مزرعة في كندا. أكثر الفيروسات المسبب لأنفلونزا الخنازير انتشاراً هو الفيروس H1N1، و هو أحد الفيروسات التي انحدرت من وباء أنفلونزا 1918. و لكن كان انتقال الفيروس من الخنازير إلى البشر نادر الحدوث حيث تم تسجيل 12 حالة في الولايات المتحدة منذ عام 2005. قدرة الفيروس على الانتشار بين الخنازير دون البشر أدى إلى بقاء الفيروس مع تلاشي المناعة المكتسبة ضده لدى البشر، ما قد يكون السبب في سهولة انتشار الفيروس بين الناس في الوقت الحالي. [c1]عدوى 1918[/c]فيروس الأنفلونزا الأسبانية H1N1 التي تسببت بمقتل ما يقارب 5 ملايين شخص أصيبت به أيضاً الخنازير في الفترة نفسها. لكن الأبحاث لم تستطع تأكيد المصدر الأساسي للفيروس . [c1]عدوى 1976[/c] أصيب 14 جنديا من قاعدة فورت ديكس في الولايات المتحدة الأمريكية في فبراير من عام 1976 بعدوى أنفلونزا الخنازير. و أدت هذه الحادثة إلى موت أحد الجنود، بينما احتاج 13 الباقون إلى دخول المستشفى لتلقي العلاج. و أدت المخاوف من انتشار الوباء إلى طلب الرئيس جيرالد فورد بتحصين جميع سكان الولايات المتحدة ضد الفيروس H1N1. لكن تأخر تطبيق برنامج التحصين و حصل 24 ٪ فقط من السكان على التطعيم المناسب.[c1]عدوى عام 1988[/c]في سبتمبر عام 1988 أدت عدوى أنفلونزا الخنازير إلى وفاة امرأة حامل في ولاية ويسكونسن الأمريكية بالإضافة إلى مئات الإصابات، وقعت الإصابة عقب زيارتها إلى مكان عرضت فيه خنازير، و قد وجد أن نسب الإصابة ما بين تلك الخنازير كانت 76 %، و قد أصيب زوج المرأة المتوفاة بالمرض إلا أنه تماثل للشفاء لاحقاً.[c1](سواف) عام 2007[/c]في 20 أغسطس 2007 قامت إدارة الزراعة في الفلبين بالتحذير من انتشار (سواف) لأنفلونزا الخنازير بين مزارع الخنازير في بعض مناطقها. و بلغ معدل وفاة الخنازير إلى 10 % [c1]عدوى 2009[/c]سبب عدوى 2009 فصيلة جديدة من فيروس H1N1 حيث لم يتم تحديدها من قبل. بدأ انتشار عدوى أنفلونزا الخنازير بين البشر في فبراير 2009 في المكسيك حيث عانى عدة أشخاص من مرض تنفسي حاد غير معروف المنشأ، و أدى المرض إلى وفاة طفل يبلغ من العمر 4 سنوات، فأصبح أول حالة مؤكدة للوفاة بسبب الإصابة بأنفلونزا الخنازير، لكن لم يتم ربط وفاته بالمرض حتى أواخر شهر مارس 2009. و تبع ذلك انتشار المرض بصورة سريعة حتى صنفته منظمة الصحة العالمية بالمستوى الخامس من تصنيف الجوائح (المرحلة الخامسة: العدوى باتت منقولة من شخص إلى آخر و قد سببت حدوث إصابات في بلدين مختلفين موجودين في منطقة واحدة حسب توزيع المناطق المعتمد من منظمة الصحة العالمية). و كان للمكسيك والولايات المتحدة و كندا العدد الأكبر من الحالات. و بلغ عدد الحالات حسب إحصاءات منظمة الصحة حتى يوم 10 مايو 2009م 162380 حالة مؤكدة أو غير مؤكدة بإنفلونزا الخنازير، منها 1154 حالة وفاة في 168 دولة. كان يظن أن الفيروس H1N1 المسبب للعدوى نتج من إعادة تشكل أربعة أنواع من فيروس الأنفلونزا أو هي اثنان يصيبان الخنازير و واحد مستوطن لدى الطيور و واحد يصيب البشر. لكن آخر الدراسات تشير إلى أن الفيروس نتج من إعادة تشكل فيروسين مستوطنين لدى الخنازير. [c1]أعراضه[/c]حسب مراكز مكافحة الأمراض واتقائها (CDC) فإن أعراض أنفلونزا الخنازير في البشر مماثلة لأعراض الأنفلونزا الموسمية وتتمثل في ارتفاع مفاجئ في درجة الحرارة وسعال و ألم في العضلات و إجهاد شديد ، ويبدو أن هذه السلالة الجديدة تسبب مزيدا من الإسهال والقيء أكثر من الأنفلونزا العادية. و لا يمكن التفريق بين الأنفلونزا الشائعة و بين أنفلونزا الخنازير إلاّ عن طريق فحص مختبري يحدد نوع الفيروس، لهذا حث الCDC الأطباء في الولايات المتحدة على وضع أنفلونزا الخنازير ضمن التشخيص التفريقي لكل المرضى المصابين بأعراض الأنفلونزا الذين تعرضوا لشخص مصاب بأنفلونزا الخنازير أو كانوا في أحد الولايات الأمريكية المصابة بالأنفلونزا. [c1]الوقاية[/c] للوقاية من المرض ينصح بالتالي: غسل الأيدي بالماء والصابون عدة مرات في اليوم. تجنب الاقتراب من الشخص المصاب بالمرض. ضرورة تغطية الأنف والفم بمناديل ورق عند السعال. أهمية استخدام كمامات على الأنف والفم لمنع انتشار الفيروس. تجنب لمس العين أو الأنف في حالة تلوث اليدين منعا لانتشار الجراثيم. إذا كنت تعاني أنت أو أحد أفراد أسرتك من أعراض تشبه أعراض الأنفلونزا أبلغ الطبيب المعالج .يجب تشخيص الإصابة سريعاً بأخذ عينة من الأنف أو الحلق لتحديد ما إذا كنت مصاباً بفيروس أنفلونزا الخنازير. غسل اليدين بعد ملامسة السطوح بشكل مستمر.[c1]تزايد حالات الإصابة بأنفلونزا الخنازيرفي بلادنا[/c] وفي بلادنا أعلنت وزارة الصحة العامة والسكان أن عدد الحالات المسجلة في اليمن وصل إلى 192 حالة منها ست حالات وفاة حتى نهاية سبتمبر الماضي ولا تزال الإحصائيات مستمرة في رصد المرض وتحديد الحالات المصابة وبحسب الدكتور عبدالحكيم الكحلاني الناطق الرسمي باسم اللجنة العليا لمواجهة الجائحة العالمية إن جميع الحالات المكتشفة هي ليمنيين نتيجة المخالطة ، وقد تم إعطاء الحالات الجديدة العلاج اللازم وإخضاعها للعزل الطبي .[c1]جدل حول تأجيل العام الدراسي[/c] وبهذا الشأن حدث دار بخصوص تأجيل بدء العام الدراسي في بلادنا كما هوالحال في عدد من الدول العربية التي ترى أن تأجيل العام الدراسي أو حتى فكرة التعليم المنزلي هو إجراء احترازي ضد انفلونزا الخنازير حتى لا ينتشر بين الطلاب .. ولهذا اتخذت كل من وزارتي التعليم العالي والتربية والتعليم اجراءات إحترازية ضد المرض في الجامعات والمدارس منها بحسب ما قاله باصرة وزيرالتعليم العالي لصحيفة 26سبتمبر أن الوزارة ستقوم بالتنسيق مع وزارة الصحة العامة والسكان بتنفيذ خطة إحترازية في الجامعات يتم من خلالها تنظيم : محاضرات توعوية في الجامعات لأعضاء هيئة التدريس والموظفين والطلاب وتوزيع منشورات وملصقات في مختلف الأماكن والساحات ولوحات الإعلانية في الجامعات توضح أعراض المرض وطبيعته وخطورته وطرق انتقاله وإرشادات الوقاية منه. تشكيل لجنة في كل جامعة وتحديد مشرفين صحيين في الكليات وتفعيل دور المراكز الصحية داخل الجامعات والعيادات الطبية في الكليات وكذلك تفعيل دور كليات الطب والعلوم الصحية والمستشفيات التعليمية الجامعية بالإضافة إلى الاستفادة من طلاب الامتياز في مجال الطب البشري والتمريض. وكان وزير التربية والتعليم الدكتور عبدالسلام الجوفي أشار إلى أن وزارته ستشترك مع وزارة الصحة العامة والسكان في تنفيذ برنامج عمل توعوي وقائي لمجابهة وباء أنفلونزا الخنازير وأية مخاطر محتملة لهذا الوباء مع بدء العام الدراسي الجديد. وقال الجوفي في تصريح سابق لـ”المؤتمرنت” أن غرفة عمليات مركزية مشتركة بين الوزارتين تعمل على مدار الساعة بهذا الصدد، وأن غرف عمليات غير مركزية تعمل في ذات الإطار بالتعاون بين مكاتب التربية والصحة في عموم المحافظات. وضمن خطة الوزارة تقسيم اليوم الدراسي إلى فترتين صباحية ومسائية، لتخفيف الازدحام في المدارس.