أقواس
[c1]لمناسبة الذكرى الأولى لرحيل الموسيقي أحمد عبدالله درعان[/c]مر عام كالبرق لم أعشه ولم يسجل في أيام حياتي منذ فقدانك الذي ترك لي ألماً لن تمحوه الأيام ولا الساعات..مر عام وأنت لست فيه ولم تحدثني كعادتك ولم أجد أي جواب لأي سؤال يخطر على بالي لأن إجابته معك ولأن فلسفتك المدهشة وأجوبتك السلسة تجرني لأن أسأل أي سؤال عن الموسيقى والحياة والأدب وكل علم من علوم الحياة التي ضاقت ذرعاً من ظلم الآخرين الذين تجردوا من معنى الرحمة والإنسانية التي لا نجدها إلا في صور معينة ووجوه نيرة تمد يد العون لمن يحتاجها وما احتجته أنت يا خالي العزيز هو الكلمة الطيبة.. ولكنك رغم ذلك كنت تواسي نفسك بكتاباتك وأوراقك وأحرفك التي تضع شكلاً مميزاً على كل ورقة كتبتها.مر عام.. أنت فيه كل يوم.. أراك وأسمعك.. أراك بأحلامي عندما أغمض عيني لأنسى عناء الأيام وأتذكر من عاش أياماً قاسية ولأرى أحلامي تتحقق شيئاً فشيئاً.. ولكنني كم تمنيت أن تكون معي أو بالأحرى معنا لتراني وأنا أحقق أول حلم في حياتي وهو دخولي كلية الطب.. لكن قدر الله وكلمته سبقت كل أمنية وقول و فعل.مر عام.. وأنا أكتب مثلك.. أتذكرك جيداً ولم أنسك ولم أنس الأيام التي تركتها لي حية بخطواتك وأحلامك وأمانيك..خالي العزيز.. أحمد درعان..إن أشياء كثيرة حدثت بعد غيابك.. ربما روحك سمعت بها عندما تجولت في أرجائي ولكن لست وحدي من يكن لك الحب.. فالجميع يحبونك حتى إذا لم يشعروك بحبهم ولم يشعروا بقيمتك إلا بعد افتقادك وكما يقال: “لا يشعر المرء بقيمة الشيء إلا بعد فقدانه”. ونحن نعيش الآن افتقادك، ذكرياتك الجميلة التي تركت في نفسي متحفاً يزوره الجميع ممن أحبك وأراد لك كل خير..مر عام.. وأنا لم أزر قبرك ليس لأني ضعيفة الإيمان أو لأنني لا أحب زيارة القبور وإنما عقلي لم يتقبل بعد أنك تحت التراب لأنني أرى روحك كلما نظرت إلى نفسي.. وأقرأ الفاتحة على روحك وروح جدي الذي هو أبي ومن رعاني..أخيراً.. أسأل الله أن يسكنك الجنة واعلم أن ذكرك الطيب يجتاح كل شيء.. وكل شيء.. يمر.. إلى أن يأتي يوم وينتهي فيه كل من سبب لك الألم وكل من حرمك من وظيفتك وكل من قسا عليك.. تذكر يا خالي أن الله يمهل ولا يهمل..