ليس الرقم (199) هو الرقم المقصود الذي قد نستغيث به عند طلب النجدة من رجال الأمن ، بل أصبح اليوم الرقم (199) رقماً مخيفاً ومفزعاً يصنع أكثر من علامة سؤال وتعجب ، فقد وصلت عدد الحالات المصابة بفيروس أنفلونزا الخنازير إلى(199) حالة ، في بلد حرم عليه لحم الخنازير ، إن ( الوباء) المميت القادم من مشارق الأرض ومغاربها المسمى علمياً بفيروس (إتش 1 إن 1 ) ، كان بالأمس مجرد حالة قادمة من مغارب الأرض عبر مطار صنعاء الدولي ، وكانت حالة والسلام ، لكنه اليوم أصبح وباء ينفث سمومه بين أوساط المواطنين عبر المخالطة والمجالسة والمسامرة دون أن يعلم المواطن من أي نفس نفث هذا (الفيروس) . وعلى الرغم من كل الاجتماعات والمتابعات الصحية للحيلولة دون انتشار هذا الفيروس إلا أن المواطن لم يلمس من الجهات المسؤولة سوى التصريحات الإعلامية واللقاءات التشاورية ، وآخر هذه اللقاءات هو الذي يعقد اليوم الأحد في العاصمة صنعاء ويضم عموم مكاتب التربية والتعليم في المحافظات لتدارس خطورة هذا المرض مع قرب بداية العام الدراسي 2009 / 2010م وافتتاح المدارس أمام التلاميذ والطلاب ، والأكيد مسبقاً أن هذا اللقاء سيخرج بقرار تأجيل موعد بدء العام الدراسي إلى أسبوع أو أسبوعين أو شهر ، وكأن المسؤولين عن صحة المواطنين سيجدون الحل الأمثل لوقاية الطلاب من هذا الفيروس خلال فترة التأجيل لعامهم الدراسي ، ألم يكن من الأجدر والأفضل ( أن نضيء شمعة خيراً من أن نلعن الظلام) ، فنقوم بحملات صحية وتطهيرية وعمليات رش في كل المدارس والصفوف والأماكن المزدحمة بالمواطنين بدلاً من أن نلطم كفاً بكف في اجتماعات ولقاءات لا جدوى منها ، سوى الحسرة وقلة الحيلة، أمام جهاز مختبري واحد للفحص موجود في المختبر المركزي في صنعاء وحسب تصريح الدكتور / عبد الحكيم الكحلاني مدير عام الترصد الوبائي الناطق باسم اللجنة العليا لمكافحة أنفلونزا الخنازير أنهم سيسعون إلى توفير جهازين آخرين في كل من عدن والمكلا ، إلى جانب سعي الحكومة إلى اتخاذ كافة التدابير اللازمة لحماية مواطنيها.ألم يكن الأجدر والأفضل إلى جانب تدريب كوادر من وزارة الصحة والسكان ووزارة التربية والتعليم على الإجراءات التي سيتم اتخاذها في المدارس، أن تقوم وزارة الصحة مشكورة بحملات إرشادية وتوعوية وتثقيفية بخطورة هذا ( الفيروس) وطرق انتشاره وعلامات ظهوره عند الإصابة به ، وكيفية الوقاية منه ، بدلاً من أن تتسول اللقاحات أو توزع اتهامات القصور لهذا أو ذاك.ألم يكن الرقم (199) مشجعاً لحملات صحية وتوعوية وإعلامية وإرشادية مكثفة في المدارس والمستشفيات والأسواق والتجمعات السكانية أم أن الظلام خير من أن نضيء شمعة.
الرقم 199 حالة
أخبار متعلقة