طرابلس (لبنان)/14 أكتوبر/نزيه صديق: انتشرت وحدات للجيش اللبناني في ثاني أكبر مدينة في لبنان أمس الاثنين في مسعى لوضع حد للاشتباكات الطائفية المستمرة منذ يومين والتي قتل خلالها مالايقل عن تسعة أشخاص وتسببت في تقويض اتفاق لإنهاء الأزمة السياسية في البلاد. وقال شهود أن جنودا ورجال شرطة في ناقلات جند مدرعة دخلوا مشارف مدينة طرابلس الشمالية التي شهدت معارك بين أنصار للحكومة السنية ومسلحين علويين مقربين من المعارضة التي تقودها جماعة حزب الله. وتراجعت المعارك مع انتشار القوات على الخط الأمامي بين منطقة باب التبانة السنية ومنطقة جبل محسن العلوية. وقال الجيش في بيان انه سيبدأ تطبيق إجراءات لإعادة الهدوء وحذر من أنه سيستخدم القوة إذا لزم الأمر لإنهاء أعمال العنف. ودعا زعيم كتلة الأغلبية النيابية سعد الحريري أنصاره في طرابلس للتعاون مع الجيش. وذكرت مصادر أمنية أن تسعة أشخاص على الأقل قتلوا كما أصيب50 شخصا في الاشتباكات التي اندلعت فجر أمس. ودمرت العديد من المنازل والمتاجر والسيارات خلال الاشتباكات التي وقعت في المدينة التي تسكنها أغلبية سنية. وتبادل الجانبان إطلاق نيران مدافع رشاشة وقنابل وقذائف مورتر. وفرت العديد من العائلات بحثا عن ملاذ امن في أجزاء أخرى في المدينة والقرى القريبة. ويهيمن على طرابلس ائتلاف الأغلبية الذي تقوده السنة والمناهض لدمشق المتحالفة مع المعارضة والتي يحكمها علوي. وأنهى لبنان الشهر الماضي أزمة سياسية استمرت 81 شهرا بتوصل الائتلاف الحاكم المدعوم من الغرب والمعارضة بقيادة حزب الله إلى اتفاق بوساطة قطرية. وكان الصراع أدى إلى أعمال عنف بين الجانبين هددت بانزلاق البلاد صوب حرب أهلية جديدة. ومنذ ذلك الوقت تقع حوادث أمنية صغيرة. وأثار التأخير في تشكيل حكومة وحدة وطنية وفقا للاتفاق الذي جرى التوصل إليه الشهر الماضي مخاوف من تدهور الوضع الأمني من جديد.