يظن البعض أننا كتاب سلطة وأننا لانجرؤ على قول الحقيقة . وأننا نجامل وننافق من أجل المصلحة الشخصية وبالتالي لن نجرؤ على كشف العيوب والاختلالات والفساد . ولن نتجرأ في انتقاد المسؤولين خوفا منهم ومحاباة لهم وربما لمشاركتهم في الكعكة التي يتوهمون اننا نتقاسمها على حساب الوطن ومصالحه . تلك النظرة قاصرة وليست صحيحة فالكاتب الوطني الغيورعندما يتأكد من مسألة ما و خروقات واضحة وفساد فمن الطبيعي انه سوف ينشر نقده ويفضح المسؤولين عن الفساد مهما كبروا . وفي الوقت نفسه عندما تشتد الهجمة والمؤامرات على الوطن من الأوغاد والمخربين فاننا سنقف مع الوطن ولن نزيد جراحه. - (ستاد إب) الرياضي الذي ولد بعملية قيصرية بعد مخاض طويل وصل الى سبعة وعشرين سنة وهي فترة كان بالإمكان فيها انشاء عشرة ستادات رياضية في عشر محافظات مختلفة ولكن يبدو ان المحاباة بين الوزارة التي تحملت عبء مسؤولية إنشاء ذلك الاستاد والمحافظة أو ربما المحافظ قد ضربت بعرض الحائط كل الأمور الفنية الإنشائية وأوجدت لنا ستاداً رياضياً يخلو من الكثير من الأساسيات . تلك الكلمات سمعتها من الكابتن عبدالسلام الغرباني فأي مشروع هذا وكم من الملايين اهدرت فيه ومن ياترى المسؤول؟ ! يجب ان نحاسبه على تلك المهزلة وهذا هو الفساد بعينه فمن المسؤول ياترى ؟ ! . القصة نفسها أصبحنا نشم رائحتها في سيئون حيث يتم إنشاء (ستاد) رياضي يتسع لأكثر من ثلاثين أو أربعين ألف مشاهد في مدينة صغيرة لاتحتاج لاستاد رياضي يتسع لأكثر من 15 ألف مشاهد ونكون قد ضمنا تنفيذه في مرحلة واحدة بدل تعدد المراحل مرة المدرجات وأخرى الأضواء الكاشفة وثالثة التعشيب وهلم جرا من المراحل المملة والتي على أثرها يزداد أعداد المنتفعين من المقاولين وشلة الفاسدين وحسبي أنه سيولد ولادة قيصرية وهذه المرة ربما بدون أساسات أو بدون غرف تحكيم وما الى ذلك من أشكال الفوضى في التخطيط . كان من الأولى انشاء استاد صغير وإعطاء مدينة المكلا الأولوية في انشاء استاد رياضي يليق بها وبالحركة الكروية فيها وهذه كلمة حق أقولها رغم أنني من سيئون نفسها . وعلى المنوال نفسه نخلو مدن كبيرة كتعز والحديدة من استاد رياضي يفتخر به مواطنوها ويفرح بانشائه رياضيوها رغم علمي بوجود مخطط مدينة رياضية في المدن المذكورة إلا انه حتى الآن على الورق وان بدأ العمل في بعضها فانه لن ينجو من اسطوانة المرحلة الأولى والمرحلة الثانية وهكذا تسميات . ان التأخير في انشاء استادات رياضية في أهم المدن اليمنية كتعز والمكلا والحديدة انما يعبر عن فوضوية التخطيط في المجال الرياضي وفي المنشآت الرياضية . واذا كانت تلك المدن الكبيرة لم تفرح حتى اليوم بمنجز كهذا فمتى سيأتي الدور على عواصم البيضاء والمهرة ومأرب وشبوة ؟ . يقف المرء متعجبا كيف تم انشاء ستاد كبير بهذا الحجم وبالأضواء الكاشفة في مدينة ذمار وكم هي الفرق التي تمثل تلك المحافظة في دوري الدرجة الأولى ؟ لن أقول سوء تخطيط هنا ولكنها المحاباة . و التساؤل نفسه عن محافظة عمران التي يقام فيها استاد كبير أيضا . يبدو ان منشآتنا الرياضية يتم انشاؤها وفق هوى ومصالح شخصية لا أستطيع أن أوجه الاتهام الى جهة محددة ولكن يبدو أن هناك مصالح شخصية في سرعة إنشاء استادات رياضية وبأي طريقة كانت بل وبعضها بشكل عشوائي ستنكشف عيوبها مباشرة عند وصول أول وفد للفيفا ليطلع على ملاعبنا وقانونيتها حينها سنعرف اننا أولينا الكم أهمية قبل الكيف . وحينها آمل ألا يظهر علينا مسؤول في وزارة الشباب ليضحك علينا بقوله ان لدينا استادات رياضية في كل محافظة . واضح للجميع ان هناك عشوائية ومحاباة في انشاء الملاعب الرياضية وليس هناك تخطيط مبرمج . حيث كان من الأفضل انشاء استادات رياضية صغيرة وقانونية تتسع لعشرة الى خمسة عشر ألف متفرج في كل العواصم الرئيسية بدلا من الدخول في مسألة المراحل والتي يستفيد منها شلة المقاولين غير الأكفاء ومن المؤكد أن شلة أخرى تشاركهم في الوزارة المسؤولة عن انشاء وتخطيط هكذا مشاريع وربما يكون الشريك الثالث على رأس المحافظة . هكذا تبدو الصورة . فوضى محاباة عشوائية عدم تخطيط كل ذلك يؤدي الى فساد وهدر للمال . مسكين هذا الوطن الذي ننتمي اليه وبقدر فقره وشحة موارده نجد من ينهش في جسده دون خوف من ضمير ودون حساب ورقيب وسنظل على هذا المنوال ما دمنا بعيدين عن التخطيط والبرمجة وقريبين الى المحاباة والمجاملة والتي انكشفت لي بشكل واضح لا لبس فيه عندما كنت في الصين مشجعا لمنتخب الشباب فقد رأيت من ضمن الوفد أفراداً ليس لهم في الرياضة أدنى علاقة وقد سافروا من ضمن الوفد كدفعة ثانية سيحسب حسابهم في الاستفادة من هذه السفريات والعلاوات واليوم تكرر نفس الصورة تستثنى صحيفة كبيرة كصحيفة (14 أكتوبر) من اللجنة الاعلامية لخليجي 20 وهي الصحيفة التي لعبت وستلعب دورى قياديا إعلاميا في خليجي 20 ألا يخجل هؤلاء من أنفسهم عندما يزيحون هامات متخصصة ويضعون أفراداً ليس لهم علاقة البتة !؟ هذه المحاباة تدمر النسيج الوطني الوحدوي في الوطن وتزرع في الانفس الكثير من الضغينة والتفكير العنصري المقيت وصولا الى الفساد ، فهل من حسيب ورقيب يوقف هؤلاء ويحاسبهم؟! .
|
اشتقاق
الرياضة اليمنية محاباة وعشوائية وفساد !
أخبار متعلقة