اراكاتكاـماكوندو / متابعات :انتقل ماركيز الى بلدته بالقطار من مدينة سانتا مارتا على ساحل الكاريبي مع 300 شخص رغبوا في مرافقته في تلك الرحلة ومن بينهم بعض الفنانين والمطربين النجوم وأفراد أسرته إضافة الى وزير الثقافة الكولومبي.وذكرت جريدة "المستقبل" ان وسائل الإعلام المحلية وبعض وكالات الأنباء العالمية وصفت الموقف عند تدفق الحشود على القطار لملاقاة ماركيز لأنهم يعتبرونه خلّد هذه البلدة التي أصبحت مرادفاً لقرية "ماكوندو" المتخيّلة والتي قدمها ماركيز للعالم كله عبر روايته الشهيرة "مائة عام من العزلة"، وحمل بعضهم لافتات ترحب بابن البلدة ما اضطر قوات الأمن الى التدخل للسماح للكاتب بالنزول.وذكر أحد مرافقي ماركيز في رحلة القطار قوله وهو ينظر الى بلدته من النافذة: " أنظروا الى هذا، يقولون إنني اخترعت ماكوندو، إنني اخترعت الواقعية السحرية".طاف ماركيز بالبلدة على متن عربة يجرها حصان ومرّ على المكتبة الرئيسية والبيت الذي نشأ فيه ثم ما لبث أن عاد بالقطار بعد أن أمضى زهاء ساعات في البلدة حيث احتفل له مرافقوه بعيده الثمانين.وكانت السلطات الكولومبية قد خصصت نصف مليون دولار لترميم بيت ماركيز المهجور حالياً وتحويله الى متحف وطني، كما ثمة مشروع بتحويل اسم البلدة الى " أراكاتكا - ماكوندو"، ومن المعروف أن ماركيز بقي بعيداً عن كل المشاكل والحروب التي عاشتها وتعيشها بلده منذ حوالي 4 عقود، وهو يعيش في مكسيكو سيتي ولا يزور موطنه إلا بضعة أسابيع كل سنة يمتنع فيها عادة عن اللقاءات الصحفية، لكن آخر زيارة لمسقط رأسه كانت عام 1983 أي بعد عام تقريباً على فوزه بجائزة نوبل للآداب.وقد تميّز ماركيز عالمياً بتيار الواقعية السحرية التي ظهرت بشكل كبير في روايته " مائة عام من العزلة" حيث جعل كل أحداث الرواية وعبر أجيال في بلدة صغيرة اسمها ماكوندو وجعلها بلدة خيالية ببيوت سقوفها من الزنك ومشهد الجبل قبالتها لا تغيب عنه الثلوج طوال أيام السنة تماماً مثل الحال في بلدته.جعل سكان بلدته "ماكوندو" في الرواية يعنون من موسم أمطار لا تنتهي فيتفشى وباء مرض النوم في السكان، وقد استخدم ماركيز أسلوباً سحرياً معيناً يجعل الأجواء الفائقة التصور تبدو طبيعية في عيون شخصياته وهم يمارسون حياتهم اليومية بشكل عادي، وفي هذا الاطار ربط ماركيز المتخيّل والسحري بالواقعي العادي في لغة خاصة جداً ومتميزة، استحال تقليدها، لا في أميركا اللاتينية ولا في العالم، ويذكر أن كبار المنتجين والمخرجين السينمائيين عرضوا على ماركيز تحويل الرواية الى فيلم غير أنه رفض ذلك على الدوام.
|
ثقافة
جارسيا ماركيز يزور مسقط رأسه بعد ربع قرن من الغياب
أخبار متعلقة