جولة رمضانية في الأسواق الرمضانية (3-3)
[c1]فضل مبارك[/c]اختلفت عادة استقبال رمضان هذا العام في عدن عنها في حضرموت وعن الاعوام السابقة ولقد احدث الجو السياسي المشحون بالقلق والانتظار لنتائج الانتخابات الرئاسية والمحليية فعلة الملحوظ في اسواق عدن التي بدت على غير عادتها مع دنو وحلول الشهر الكريم من حيث التزاحم الملحوظ في مثل هذه الايام من كل عام.حيث بدت الاسواق اقل ازدحاما عن كل عام عادة غير مألوفة في عدن مع استقبال رمضان.يقول عبدالله الحدي (صاحب بقالة) : 'اثر انشغال الناس بالانتخابات وانتظار نتائجها سلبا على حركة السوق التجارية وشار بيده الى خلو الارصفة من االباعة الذين كانوا يتزاحمون على كل شبر فيها يعرضون بضائعهم الرمضانية وقال انظر كيف تبدو السوق فارغة حتى نحن التجار لم يكن استعدادنا بذات القدر عندما لحظنا ضعف الاقبال، لكننا نأمل في اليومين القادمين (اوائل رمضان) مع انتهاء الانتخابات ان تتغير حالة السوق ويشهد حراكا.وقد كان لقرار الحكومة بدفع راتب شهر اضافي لكل موظف في الجهاز الاداري في الدولة (اكرامية شهر رمضان وهدية انتخابية) اثره الطيب والايجابي في التخفيف من اعباء وهموم كثير من الاسر التي عادة ما كانت تنظر الى (مصاريف) شهر رمضان كهم ينوء به كاهلها نظرا لما يترتب على مائدة رمضان من ضرورات واضافات على غير المألوف من اصناف الطعام والشراب تطلب اعباء مالية . .قال وحيد الاغبري : 'الحمد لله فرجت من حيث ما كنا نحسبها، وقد جاءت الاكرامية مثل ليلة القدر و(شلت) عنا اعباء رمضان'.وتحرص الاسرة العدنية ان تكون مائدتها عامرة بما لذ وطاب من اصناف المأكولات وانواع الحلويات ومشروبات قل ان تجدها ضمن مائدة باقي ايام السنة.ويؤخذ التنافس بين ربات البيوت مداه للابداع في مفردات مائدة رمضان وتضمينها بانواع جديدة من المأكولات والمشروبات حيث تتسابق كثير من الاسر الى التفنن في مقتنيات المائدة ولو على حساب اشياء اخرى وتتحمل فوق طاقتها غير عابئة بان الله 'لايكلف نفساً الا وسعها' وان الله سبحانه وتعالى قد نهى عن التبذير حيث يلحظ اسراف الكثير وقيام كثير من الاسر ب(تكعيف) نفسها اكثر من اللازم ومع ذلك فان الاسر تجد لنفسها مبررا ولا ترى في ذلك ضررا تقول رجاء سعيد ::::: 'هذا رمضان لايأت في السنة الا مرة واحدة ولابد ان تكون مائدته مختلفة ومغايرة وان تتوفر فيه ما لاتتوفر لغيره من اشهر السنة'.وهكذا هو حال رمضان والذي لايختلف شأنه في كثير من تفاصيله في اي مجتمع عربي عن غيره من حيث الاستعدادات له، وكما ميزه الله سبحانه وتعالى عن باقي اشهر السنة فكذلك تميزه الاسر وان كان من نواح اخرى غير تلك التي امر الله سبحانه وتعالى والتي يظل حرص الاسرة العربية والاسلامية عليها قائما ايضا.