منبر التراث
[c1]مع الطلاب اليمنيين[/c]تحدث إلى عدد من الطلاب اليمنيين الذين يدرسون في المغرب الشقيق وفي هذا الحديث أعربوا عن حبهم العميق للمغرب وعلى وجه الخصوص أساتذتهم الدكاترة المغاربة الذين يكنون لليمن ولليمنيين كل التقدير والحب والذين دائما يذكرونهم بأن قبائل المغرب العربي ترجع الكثير منها إلى أصول يمنية ومنها قبيلة صنهاجة أكبر القبائل وأهمها على الإطلاق في المغرب . [c1]بعد انهيار سد مأرب[/c]وفي الحقيقة أن قصة القبائل اليمنية في بلاد المغرب بصفة عامة والمغرب الشقيق بصفة خاصة قصة لها معان عظيمة تدل على عمق الترابط بين اليمنيين والمغاربة في الأزمنة الموغلة في القدم . فكتب التاريخ تروي أنه بعد انهيار سد مأرب العظيم في سنة 450 ميلادية . تفرقت القبائل وبطونها وأفخاذها إلى مختلف بقاع المعمورة وقتئذ ومنها المغرب العربي وفي تلك البلدان استقرت وعاشت وصارت جزءا لا يتجزأ من حياة القبائل المغربية وأسهمت بدور فعال وكبير في الحياة السياسية ولاقتصادية فيها . [c1]قبيلة صنهاجه اليمنية[/c]وتقول المصادر التراثية المغربية أن قبيلة صنهاجة تعود جذورها إلى صنهاج بن حمير بن سبأ . وقال أبو فراس عبد العزيز اللمزوزي الشاعر المغربي الشعبي في أرجوزته في التاريخ المسمى بنظم السلوك في الأنبياء والخلفاء والملوك بأن أصول المرابطون في المغرب ترجع إلى القبائل اليمنية : " مرابطون أصلهم من حمير ×××× قد بعدت أنسابهم عن مضروأن صنهاج أبو حمير ×××× وهو أبنه لصلبه لا العنصر ". وقيل أن " صنهاجة فخذ من هواره وهواره فخذ من حمير يمانيون " . بل أن بعض المصادر الإسلامية تقول أن أصول طارق بن زياد تعود إلى اليمن .[c1]تحت مجهر البحث التاريخي[/c]وكيفما كان الأمر ، فإن هجرة القبائل اليمنية وبطونها وأفخاذها بعد انهيار سد مأرب في سنة 450ميلادية إلى شتى بقاع العالم القديم حينذاك ومنها بلاد شمال المغرب الأفريقي يحتاج من المؤرخين المحدثين ، والباحثين الحاليين إلى دراستها تحت مجهر البحث التاريخي ، وأنني أكاد أجزم بأن دراستنا وأبحاثنا تلك ستضيف لنا الكثير من المعلومات القيمة والجديدة عن العلاقة العميقة بين اليمن والمغرب عبر التاريخ . والحقيقة أنه يلفت نظرك إلى عادات وتقاليد السكان القانطين أحضان في صحراء المغرب بأنها مصبوغة بعادات وتقاليد القبائل اليمنية على سبيل المثال في الملابس الشعبية الأصيلة, والأهازيج وما شابه ذلك. ويقول بعض الأساتذة الدكاترة المغاربة في الجامعات المغربية المختصين باللغات القديمة : " أن هناك الكثير من المفردات اللغوية اليمنية القديمة تدخل في معجم القبائل المغربية التي تقطن جوف الصحراء المغربية ". [c1]مع وزارة الثقافة[/c]والحقيقة ، أنه لا يختلف اثنان ، أن وزارة الثقافة بقيادة الوزير الشاب خالد الرويشان يبذل جهودا جبارة في تحسين وتطوير الحياة الثقافية في بلادنا من ناحية وتوطيد العلاقة الثقافية بيننا وبين الآخرين وخصوصا الدول العربية من ناحية أخرى ولذلك نرجو من وزارة الثقافة أن تزيد من جرعة العلاقة الثقافية بين بلادنا والمغرب ، فالعلاقة التي تربطنا بالمغرب الشقيق وغيرها من بلاد المغرب العربي علاقة تاريخية ضاربة جذورها في الأزمنة السحيقة .