مشعل يحذر من انهيار السلطة وانتفاضة جديدة في فلسطين
فلسطين المحتلة/ وكالات:أرجعت مصادر مقربة من الرئيس الفلسطيني محمود عباس تعطل محادثات حكومة الوحدة إلى خلاف بين حركة التحرير الفلسطينية (فتح) وحركة المقاومة الإسلامية (حماس) حول الحقائب خاصة منها الداخلية .والتقى عباس ورئيس الوزراء مرتين دون أن ترشح معلومات حول نتائج اللقاءات, لكن إسماعيل هنية شدد على أن حركته ترفض حكومة وحدة على أساس المحاصصة, وإنما على نتائج الانتخابات التشريعية.. وكانت حكومة الوحدة وملف الأسرى في صلب لقاء جمع أمس الاول بالقاهرة مدير الاستخبارات المصرية عمر سليمان برئيس المكتب السياسي لحماس خالد مشعل.وذكر مصدر فلسطيني أن أحد الأسباب التي تعوق التوصل لصفقة حول الأسرى سعي إسرائيل لخفض عدد من يطلق سراحهم مقابل الإفراج عن جنديها الأسير جلعاد شاليط, في وقت يحاول فيه الفلسطينيون تحرير أكبر عدد ممكن.ويأتي تعثر المحادثات الفلسطينية في وقت استمرت فيه العملية الإسرائيلية في شمال قطاع غزة, مخلفة منذ الأربعاء 16 شهيدا سقط آخرهم صباح أمس برصاص جنود إسرائيليين قرب معبر المنطار على حدود القطاع وإسرائيل.وخلف الهجوم الإسرائيلي أيضا عشرات الجرحى, فيما أكدت سرايا القدس الذراع العسكرية لحركة الجهاد الإسلامي مقتل جندي إسرائيلي وجرح آخرين بتفجير عبوة بقوة إسرائيلية في مدينة الشيخ زايد في بيت لاهيا. كما جرح عدد آخر من الجنود الإسرائيليين عندما فجرت الفدائية فاطمة النجار (57) من كتائب القسام التابعة لحركة حماس, والتي شيعها الفلسطينيون أمس الاول في مخيم جباليا.إلى ذلك قال مسعفون فلسطينيون ان قذائف المدفعية الاسرائيلية أصابت منزلا وسيارة في شمال قطاع غزة أمس السبت مما تسبب في سقوط عدد غير محدد من الضحايا.
وقد رفضت إسرائيل عرضا فلسطينيا بوقف الصواريخ مقابل وقف العمليات الإسرائيلية, قائلة إنها لن تقبل بأقل من هدنة كاملة, متهمة الفلسطينيين بمحاولة كسب الوقت لإعادة تسليح أنفسهم عبر ما أسمته "أنفاق الإرهاب". وكا هنية قال إن عرض الهدنة الفلسطيني يضع الكرة في الملعب الإسرائيلي, فيما قال الناطق باسم الحكومة غازي حمد إن الفلسطينيين مستعدون لبحث هدنة شاملة إذا قبلت إسرائيل العرض الحالي.غير أن الناطق باسم حماس إسماعيل رضوان قلل من تصريحات هنية, قائلا إن الفصائل الفلسطينية اتفقت فقط على "تغيير إستراتيجيات المقاومة" إذا أوقفت إسرائيل عملياتها. وقد أكد رئيس كتلة فلسطين المستقلة البرغوثي أن العرض الفلسطيني مازال قائما واعتبره دليلا على أن الجانب الفلسطيني مبادر, عكس إسرائيل التي رفضت قبل أيام مبادرة أخرى تقدمت بها أوروبا. في سياق متصل قال رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الفلسطينية (حماس) خالد مشعل إن أمام المجتمع الدولي ستة أشهر لفتح الأفق السياسي أمام الفلسطينيين, وإلا عليه أن ينتظر انتفاضة ثالثة. وأوضح مشعل بمؤتمر صحفي مطول في القاهرة أمس أنه إذا كان يوجد بالولايات المتحدة وأوروبا من يريد خطوة سياسية في إدارة الصراع العربي الإسرائيلي فهذه فرصته لفتح أفق سياسي يمكن الفلسطينيين من دولة في حدود 4 يونيو 1967 تضم القدس وخالية تماما من الاستيطان, ويسيطر الفلسطينيون فيها على معابرها. وحذر من أنه إن لم تنتهز الفرصة واستمرت "الوعود الكاذبة" ستنهار السلطة -وهو ما لا تحبذه إسرائيل والولايات المتحدة- وسيبدأ الفلسطينيون انتفاضة ثالثة, مغلقين كل الدفاتر السياسية. وحث مشعل الدول العربية على كسر الحصار, وترجمة عملية لما اتفق عليه وزراء الخارجية بالجامعة العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي, لكنه نبه إلى أن قضية الفلسطينيين وطنية قبل أن تكون إنسانية, وهم لا يستجدون رفع الحصار, وإنما هو حق, "ومن يطالب بحق لا يدفع مقابله عكس من يستجدي", منوها بدول أوروبية لم يذكرها تحاول رفع الحصار خاصة في مجال الصحة والتعليم. وأشاد مشعل بالمساعدة الإيرانية, لكنه شدد على أن ذلك لن يؤثر على مواقف حماس التي ستبقى فلسطينية وعربية إسلامية, وتبقى قراراتها وطنية, ولن تدخل في صراعات المحاور, لافتا إلى أن الدول العربية حاولت فك الحصار لكنها اعتمدت الطرق الرسمية في تحويلاتها المالية عكس إيران. وتحدث مطولا عن حكومة الوحدة قائلا إنها سترى النور قريبا, لكنه أقر بوجود تباطؤ في المباحثات، قائلا إن الحسم ليس بيد حماس التي قدمت التنازلات الأكبر. وأرجع رئيس المكتب السياسي لحماس تأخر المباحثات إلى أسباب أهمها "ضبابية الضمانات" الأوروبية والأميركية لرفع الحصار وأيضا الخلاف حول شكل الحكومة التي تريدها أطراف خارجية وهي "حكومة كفاءات مجردة", مؤكدا أن حماس تريدها حكومة وفاق تضم وزراء "أصحاب كفاءة ونزاهة", لكنها تشكل حسب نتائج الانتخابات, دون إلزامها بشروط سياسية. وحول ما يشاع عن خلافات الحقائب, قال مشعل إنه من غير المعقول أن يحرم حزب حاكم من الأدوات التي تمكنه بالسلطة, لافتا إلى أن حماس مستعدة لتقديم تنازلات لكن ليس للأميركيين, متهما واشنطن بإدخال أموال إلى الأراضي الفلسطينية لتعزيز طرف على حساب طرف آخر. كما رفض مشعل فكرة ربط تشكيل الحكومة بقضية الجندي الإسرائيلي, قائلا إن المسارين منفصلان, والربط بينهما يسيء إلى كلا القضيتين, مؤكدا أن جلعاد شاليط بصحة جيدة. وجدد مشعل استعداد حماس للدخول في هدنة تتجاوز وقف الصواريخ, لكنه اشترط وجود سياق يفتح الأفق السياسي للفلسطينيين لانتزاع حقوقهم, مذكرا بمصير عروض الفصائل وكيف لقيت رفض إسرائيل التي "إن قبل -جدلا- تحججها بالصواريخ لتنفيذ مجزرة بيت حانون, فماذا عن جنين ومناطق أخرى لا تنطلق منها هذه الصواريخ".