عرفة الناس باسم صندوق الدنيا ربما بسبب شكله الذي يشبه الصندوق وربما لأنّه في ذلك الوقت اعتبر اختراعاً عبقرياً لأنّه بمقدوره أن يجعلنا نشاهد كل أحداث العالم ونحن قابعون في منازلنا ولكن بمرور الوقت تغيرت تلك التسميات، بعضٌ اعتبره زائراً مرغوبًا في كل بيت بينما بعضٌ آخر رآه فرداً مهماً من أفراد العائلة الذي لا يمكن الاستغناء عنه ذلك هو التلفزيون.ندرك جميعاً مدى المكانة التي يحتلها هذا الجهاز في نفوس كثيرٍ من الناس الذين أصبحوا يعتبرونه من الضروريات لكل بيت والذي يضفي نوعاً من الحيوية على المنزل، وذلك لأنّه يجمع جميع أفراد الأسرة أمام شاشته لمتابعة ما يعرض فيه من برامج متنوعة كل حسب ميوله،.إلا أنّ المتتبع لقنوات التلفزيون الأرضي والقناة الفضائية اليمنية يصدمه ما يعرض فيه من مسلسلات محلية دون المستوى تشعرنا بخيبة أمل كبيرة وهو يرى هذا الانحدار الذي تعيشه الدراما اليمنية، بينما في بعض الأحيان حتى هذه المسلسلات الضعيفة تغيب تماماً من الخارطة البرامجية للقنوات الأرضية والقناة الفضائية.ومن هنا إذا ما حاولنا معرفة أسباب تدني الدراما المحلية يمكن إرجاعها للآتي :1 _ غياب معاهد فنية تخصصية تُعنى بتدريس الموهوبين والممثلين فن التمثيل وكل ما له عَلاقة بهذا الفن فامتلاك الممثل الموهبة التمثيل لا تكفي وحدها لصنع ممثل ناجح إذا لم يرافق الموهبة جانب علمي يصقل موهبة الممثل وربما غياب هذه المعاهد السبب الذي يجعلنا نشعر بأنّ هناك تكلف من قبل الممثلين في أداء الأدوار المسندة إليهم وكأنّهم يرددون تلك الحوارات التي حفظوها عن ظهر قلب دون أن يكون هناك اندماج حقيقي بالدور يشعرنا نحن المتفرجين بمصداقية الممثل أو الدور الذي يؤديه.2 _ عدم وجود إنتاج قوي ينفق على المسلسلات المحلية بشكل ملائم خصوصًا فيما يتعلق بتصوير المشاهد الخارجية الأمر الذي يجعل معظم الأعمال تصور داخل الاستديوهات أو في أماكن مغلقة بعيدة عن الشارع والذي يمثل جانباً مهماً في حياة الشخصية التي يؤديها الممثل.3 _ انعدام النصوص الجيدة أو المؤلفين الذين يكتبون الدراما التلفزيونية، تكون متلائمة مع الواقع الذي نعيش فيه والذي يمر بمتغيرات كثيرة تفرز معه عدد من القضايا والمشاكل التي ينبغي معالجتها والإشارة إليها عن طريق الدراما التلفزيونية.كانت تلك بعض الأسباب التي تطرقنا إليها وقد تكون هناك أسباباً أخرى لم نتناولها لأننا أولاً وآخراً كمشاهدين تمنى أن تحقق الدراما المحلية قفزة نوعية فيما تقدمه من مسلسلات وفي ذات الوقت فإننا لن نرهق كاهل المعنيين بالأمر ونطلب منهم إغراقنا بأعمال درامية بل يكفينا كخطوة أولى أن يكون هناك عمل واحد متميز بالعام يحوز على إعجابنا جميعاً كمشاهدين نتسابق لمشاهدته كما نفعل مع باقي الأعمال الدرامية التي تعرضها القنوات الفضائية العربية.* أثمار هاشم
|
رياضة
الدراما التلفزيونية بين الواقع والتطلعات
أخبار متعلقة