(14 اكتوبر) تعرض مباحث الرسالة العلمية :
[c1]* الباحث اليمني أحمد ياسين عبدالله السليماني ينال الدكتوراه مع مرتبة الشرف الأولى[/c]عرض / جلال أحمد سعيدتحصل الباحث اليمني الأستاذ/ أحمد ياسين عبدالله السليماني على شهادة الدكتوراه بامتياز مع درجة الشرف الأولى من كلية الآداب جامعة القاهرة وذلك باُطروحته العلمية الموسومة بعنوان (التجليات الفنية لعلاقة الأنا بالآخر في الشعر العربي المعاصر) وهي الرسالة التي اشرف عليها أ.د.جابر أحمد عصفور استاذ ٍالأدب بجامعة القاهرة وتتضمن الرسالة تطبيقات دراسية على شعر الشعراء ادونيس ، محمود درويش ، سعدي يوسف ، عبدالوهاب البياتي ، عبدالعزيز المقالح ، وآخرين... وتشتمل الرسالة على مقدمة عامة وثلاثة أبواب بحثية مقسمة الى سبعة فصول مضافاً اليها خاتمة واستنتاجات البحث وثبت بالمراجع شوكل من أ.د.محمد صلاح الدين فضل أ.د أحمد شمس الدين حيث تحصل الباحث أحمد ياسين بموجبها على تقدير مرتبة الشرف الأولى وفيمايلى نسلط الضوء على هذه الدراسة الأدبية الهامة من خلال عرض موجز للمقدمة والخاتمة تعميماً للفائدة.[c1]التقنيات الفنية[/c]وراود الباحث عدد من الاستخلاصات المتعلقة بالفصل الثاني من الباب الثاني للدراسة مؤجزها فيما يلي:1- مثلت تقنية توظيف القناع الشعري في بناء القصيدة العربية المعاصر ، وسيلة من الوسائل ، واسلوباً من الأساليب المتعددة ، ذات المحتوى العميق الذي منح هذه القصيدة أبعاداً جديدةً ، وابداعاً خلاقاً ، فتح المجال واسعاً لقراءتها نقدية عميقة ، وبحث تحولاتها في القصيدة وكشف أبعادها الإشكالية التراثية والمعاصرة وهي من التقنيات الشعرية الواردة إلى الشعر العربي من الشعر الأجنبي ، إذ بدأ ممارستها وليم يتيس وعزرا باوند ثم ت.س. اليوت.2- أدى الشكل الجديد إلى تشكيل لغوي جديد في المقابل ، في مكونات القصيدة العربية وكان لظاهرة الانحراف الشعري بعد مهم في تكوين الشاعرية في القصيدة العربية في سياقها الجديد ولدراستها نقدياً في الأعمال الشعرية وهي ظاهرة اهتم بها شعراء القصيدة الأوربية ونقادها ومنهم يان موكارفسكي.3- طرأ على مستوى البناء الإيقاعي للقصيدة وفقاً لمتغير الشكل الجديد تصور اعتمد على استبدال الموسيقى الداخلية بالموسيقى الخارجية القديمة واعتماد أوزان خفيفة دون أخرى تواكب إيقاع الحياة الجديدة ، في شكل القصيدة الحرة ولم يكن التغيير الإيقاعي واقفاً على القصيدة العربية ، وإنما حتى القصيدة الأوربية ، كانت في مرحلة من المراحل في اشد الحاجة إلى هذا التغيير قبل أن تخطو خطوة المغايرة فيه ولقد أعطى الشعراء العرب في موضوع البنية الإيقاعية اهتماماً للغة الشعرية وبعلاقاتها الداخلية ، وبما يفرز هذا التركيب من موسيقى داخلية ، لا للمظاهر الخارجية للنغم ، واهتموا بالإلقاء ، وبالإيقاع الكوني الخارجي الذي تحدثه القصيدة في أثناء الإلقاء. وبهذا الصدد بد أن الشعراء العرب أميل إلى الحفاظ على هذا الإيقاع الإبداعي ، دون أن يفرغ القصيدة من أي صدى نغمي لها.4- تعد قصيدة النثر من النماذج والإشكال الوافدة من الشعر الأجنبي ، فقد بدأت عند بودلير ، والشعراء الفرنسيين ، واعتنى بها كثيراً وولت وايتمان في أمريكا ، ومارسها الشعراء العرب المبدعون بشكل حافظ على محتواها الإيقاعي ، وأبدعوا في إنشائها ، في حين غفل جيل جديد عن مقومات عناصرها ، وعن محتواياتها الفنية ، فأفرغوها من هذا المحتوى ، وقدموها تقديماً سلبياً. أما القصيدة المتنوعة الأشكال فقد استطاع الشعراء العرب (محل الدراسة) ، أن يبدعوا في تشكيل أنواعها المتعددة ، وان يستثمروا فيها ما أتاحته من أشكال عدة في بناء القصيدة الواحدة.5- أبرزت الدراسة مجالاً مغايراً ، خلصت فيه إلى كشف بعض المؤثرات التي أثرت فيها الأنا العربية في الآخر الأجنبي وعرضت لدلائل هذا الكشف عبر مؤثرين / أولهما النثري من خلال ألف ليلة وليلة ، وآخرهما شعري ، أوضح مؤثرات الشعر الأندلسي على الشعر الأوربي منذ فترة تاريخية سابقة ، ماقد يفضي إلى أن مؤثرات الآخر على الأنا ، إنما قد تكون هي جزء من بضاعة الأنا ردت إليه.[c1]وعي الأنا بالآخر "رؤية العالم"[/c]إما في الفصل الأول من الباب الثالث للدراسة فقد لاحظ الباحث مايلي :1- دلت النماذج الشعرية على نتيجة أخرى ، تشير إلى وعي الشاعر العربي بالأنوات الأخرى الجمعية وعلى تمثله لها ، وفق رؤيته للعالم. وفي سياق من السياقات ، كشفت عن توليد لنماذج متخيلة لشخوص تمثل هذه الأنا. وعلى هذا الأساس جسدت نماذج شعرية وعي الأنا بنفسها ، ووعيها بالآخر ، وبالواقع المحيط بها ، بإشكال مختلفة.2- ولئن انبرى موضوع السلطة مكوناً رئيساً في الخطاب الشعري العربي ، فإن هذا التكوين استمد حضوره من وعي الشاعر المجاوز الواعي بطبيعة السلطة في أصولها ومبادئها التراثية والمعاصرة وفي ثنائية الصراع معها ، فقامت الجملة الشعرية على علاقة الدال بالمدلول ، وعلى سيرورة الدلالة ضمن إبراز وعي السلطة القمعي ضد الأنا الشعرية ، الانوات الأخرى.3- خلصت الدراسة في ضوء ذلك ، إلى دلائل المتخيل الشعري التي أتت على النحو الآتي:1- دلالة الأنا المقموعة التي جسدها نموذج "الحلاج" و" الحسين بن علي" رضي الله عنه ، وشخصيات أخرى.2- تجسدت دلالة الآخر(السلطة القامعة) ، في نموذج الحجاج ، ودلالة الخليفة ، السياف ، السجان ، بوصفهم أدوات قمع بيد السلطة.3- بلور متخيل الشاعر للأنا الثائرة دلالتين بارزتين هما:1) دلالة الثورة ، وجسدها شخصية علي بن الفضل القرمطي ، وشخصية علي بن محمد ، صاحب انتفاضة الزنج.4- إما الدلالة الأخيرة فقامت على دلالة رفض الأنا الشاعرة للسلطة ، ونموذجها الشاعر المتنبي.4- وظف اغلب الشعراء العرب نماذج شخصيات من الشعراء الأجانب ، ليجسدوا أنواتهم الشعرية عبرها ، في مقابل تصوير السلطة التي تجسدت آخر بالنسبة للشاعر الأجنبي وبوصفها آخر للشعراء العرب كذلك ، بطبيعتها القمعية ، ووعيها التسلطي كما وظف الشعراء العرب بعض الشخصيات الأدبية الأجنبية مؤثرة للانا الشعرية العربية. وقصدوا من ذلك تصوير الآخر الشاعر بكونه جزءاً من ذواتهم ، وإنهم جميعاً يخوضون مصيراً مشتركاً ، ويتعرضون جميعاً لقمع السلطة.5- انقسم النص الشعري إلى ثلاثة أنواع في مجال تناول إشكالية الهوية:1-النوع الأول صور الدفق النفسي المشير إلى مفردة الهوية ذاتها في النص.2- صرح النوع الثاني بحضورها المباشرة. 3- أكد النوع الثالث والأخير في مفردة كلمة ، تحيل إلى هويتها العربية.[c1]الأنماط الشعرية للأنا والآخر[/c]وحول نتائج الفصل الثاني من الباب الثالث أورد الباحث النتائج التالية :1- انتهت الدراسة إلى مكونين بارزين لأنماط الأنا الشعرية في الشعر العربي ، أولهما صور موقف الأنا الشعري ، وآخرهما صور تماهي هذه الأنا مع ذات الشاعر نفسه.2- وجد البحث التنوع الشعري لنموذج الآخر ، قائماً على ثنائيات متعددة ، منها ثنائية الشرق/ الغرب ، وفي ثنائية الأنا العربية/ الآخر الغربي بإظهار صورته النمطية في النص الشعري. وخلص البحث فيه إلى عدم تناول الشعر العربي للمسيحي ، بصفته الدينية على الإطلاق ، وإنما تناوله الشعراء العرب ، بكونه الصليبي الغازي ، في إشارات محددة. إما ثنائية الصراع بين الأنا والآخر اليهودي ، فقد أفضت الدراسة إلى النتيجة نفسها ، فلم يتناول الشعراء العرب الآخر اليهودي بوصفه يهودياً متدينا ، وإنما بكونه محتلاً لبلد عربي ، وقامعاً للعرب. فالصورة النمطية التي ظهر بها اليهودي ، اقتصرت على صفته الصهيونية ، وعلى انه المغتصب للأرض العربية المحتلة.والقامع ، والموغل في قمعه للعرب ، على غير الصور النمطية الذي ظهر بها اليهودي في الأدبين الأوربي ، والأمريكي سابقاً ، بوصفة مرابياً ، جشعاً ، مصاص دماء ، بشع المظهر ، وكريه الرائحة ، ولا كما ظهر العربي في صورته النمطية في الأدب الصهيوني بكونه جاهلاً بدوياً ، متخلفاً. لم ينل الشعراء العرب من اليهودي في شخصيته ، كما فعل الآخرون ، أو كما يفعل هو بالعربي ، وإنما حدوده بصورته محتلاً وغاصباً.3- صرح بعض الشعراء بالآخر اليهودي ضمن السياق الذي ذكر ، تصريحاً مباشراً مشار إليه باسمه ، في حين لم يصرح به مباشرة في انساق أخرى. على النحو الذي انطوت عليه قصائد أهم شاعر فلسطيني احتك به احتكاكاً مباشراً هو الشاعر محمود درويش ، وان وصفه وصفاً دقيقاً ، وكشف دوره ألاحتلالي والقمعي في خطابة الشعري ، فالشاعر محمود درويش لم يقدم اليهودي بصورته النمطية ، التي قدم بها الأدباء الأوربيون والأمريكيون ، اليهودي ، مايفضي إلى أن الشعر العربي لم يزدرد اليهودي ، وإنما اختلافه معه لأنه مغتصب لأرض عربية فحسب. وانتهت الدراسة إلى أن صورتي الآخر المسيحي ، والآخر اليهودي لم يتناولها الشعراء العرب بعمق ، أي لم يدخلوا أعماق سلوكيات هذه الشخصية ، ويبحثوا في تفاصيلها الشخصية الغائرة.[c1]تحولات الضمائر [/c]وحول الفصل الثالث من الباب الثالث للدراسة وجد الباحث أن تحولات الضمائر في الخطاب الشعري العربي ، قد تكونت في مستويات متعددة ، اعتمدت فيها الأنا صيغتها الفردية في المستوى الأول ، وفي المستوى الثاني عبرت عن الضمير المفرد "أنا" بصيغة الجمع الـ " نحن " ، وفي مستوى ثالث استعارت الآخر الـ"هو" أو "الـ"هم" لتصور موقف الـ "أنا" واستعارت آخر مغايراً لايصورها مباشرة ، ولا يصور الآخر ، وإنما يصور أنا ثالثة في قصائد الأقنعة في مستوى رابع. وقدم الشعراء العرب ضمير الآخر في مستوى خامس بصيغته الفردية الـ "هو" ، وبصيغته الجمعية الـ " هم" في مستوى أخير.عرضنا فيما سبق لأهم النتائج في هذا العمل ، واكتفى الباحث بعرض هذا القدر منها ، على أن عديداً منها ورد في المتن ، وغير هذه وتلك ، سيسعى الباحث في قابل الأيام نحو تطوير هذا العمل ، لاستنتاج نتائج أخرى غير بادية الآن فيه ، وسيعمل من جانب آخر ، على مراجعة النتائج التي توصل إليها ، وسيسدد أي تقصير أصابها ، مستفيداً من كل الآراء ولملاحظات التي ستراجع هذا العمل ، وستعرض على الباحث.