لم تعد الحروب الحديثة تعتمد فقط على الجيوش الجرارة والأسلحة الفتاكة والخطط العسكرية التكتيكية بل أصبحت تعتمد على الحرب النفسية، وعلم الاجتماع لها علماؤها واختصاصيوها كما أن لها وسائلها المؤثرة التي تستطيع من خلالها الجيوش المتحاربة كسب الحرب أو خسارنها والمتمثلة بالإذاعات والقنوات الفضائية والصحف والإشاعات المضللة بهدف توجيه الآراء وتكوين المواقف أكان ذلك قبل اندلاع الحرب أو أثنائها كما تم في غزو أفغانستان والعراق من قبل الولايات المتحدة وحلفائها أو كما يمارسه الكيان الإسرائيلي في خطابة الإعلامي عن فلسطين والأراضي العربية المحتلة الأخرى وذلك من خلال إدعاءاته الكاذبة بشأن عملية السلام والتسوية الدائمة في حين تجد هذه السياسة الإعلامية من يطنطن لها في الدوائر الغربية.وتلعب الحرب النفسية التي ينتهجها الكيان الإسرائيلي دوراً أساسياً في محاولته استدرار عطف العالم على خلفية ما تعرض له اليهود من اضطهاد على أيدي النازيين وبالتالي فهم من حقهم اتخاذ فلسطين العربية وطناً بديلاً وقد استفاد الكيان الإسرائيلي من مواقف العرب التي دائماً ما تفتقد إلى التبصر والتقدير للمواقف والأحداث المحيطة بهم منذ أن احتل هذا العدو فلسطين عام 1948م والحروب التي شنت عليهم واحتلال المزيد من الأراضي العربية تطبيقاً للشعار الإسرائيلي الأمريكي: ( الدفاع عن النفس).ومن الحقائق المقررة في علم النفس والمتصلة بالحرب النفسية أن الهجوم في الحروب أو كما يقال الضربة الاستباقية أجدى من الدفاع كما.. فعل الحلفاء في حربهم مع دول المحور على ألمانيا ولقد سخروا لهذه الحرب مختلف وسائلهم الإعلامية من إذاعات وصحف ونشرات وإشاعات واجتماعات وغير ذلك واستفاد اليهود والأمريكان من هذه الحقيقة وهاهم يطبقونها بإتقان في حروبهم مع العرب والمسلمين بينما ظل العرب على عهدهم في موقع الدفاع وخطابهم الإعلامي التقليدي على ماهو عليه التنديد، الاستنكار ، عقد المزيد من القمم، الاحتفاظ بحق الرد في الوقت المناسب (وإن غداً الناظره قريب) وهات يا تصريحات !. كما أن من وسائل الحرب النفسية قبل الحروب أو أثنائها ضرورة استخدام اللغة الهادئة والرزينة والمنطق الرصين القريب إلى قلوب الناس بعيداً عن الغوغائية والعاطفية وذلك ما كنا نقوه ونسمعه في خطاب حزب الله اللبناني أثناء العدوان الإسرائيلي الأخير على لبنان وكيف أن هذه الخطاب الإعلامي لوصف المعارك الدائرة اتسم بالهدوء والعقلانية وبذلك استطاع أن يوصل الحقيقة إلى عقول الناس وقلوبهم ومجابهة الغزو الظالم والتغلب عليه بالرغم من فارق والعتاد بين مقاتلي الحزب والعدو المتغطرس.
|
اتجاهات
الحرب النفسية وتأثيرها على نتائج الحروب الحديثة
أخبار متعلقة