هل يهبط سعر الذهب كما حدث عام 1982؟
متابعات:بعد أن سجل سعر الذهب 19 رقما قياسيا جديدا منذ الأول من الشهر الجاري انخفض امس الاول الجمعة, على الأقل مؤقتا، ليؤكد آراء محللين يعتقدون أن المعدن الأصفر لن يستمر في مساره الصعودي.وقالت صحيفة (وول ستريت جورنال) إن أرقاما للبطالة الأميركية أفضل من المتوقع دفعت بأسعار الذهب إلى أدنى بنسبة 4 % لتمثل أكبر انخفاض في يوم واحد في أكثر من عام كامل.وقالت إن بعض المحللين يعتقدون أن اندفاع سعر الذهب إلى أعلى سيضعف بسبب ضعف الطلب على المعدن وضعف المراهنات في العقود الآجلة. ويقول هؤلاء إنه بالأسعار الحالية فإن الذهب يجري تداوله سلعة سريعة بين المستثمرين وليس ملاذا آمنا للجوء إليه عندما تنهار الاقتصادات وأسواق المال. وأضافت وول ستريت أن من غير الواضح ما إذا كان هبوط سعر الذهب الجمعة سيمثل بداية التوقف عن الارتفاع مؤقتا لاستئناف المسار الصعودي.وقد سجل سعر الذهب ارتفاعا لمدة 21 يوما في الـ24 يوما الماضية.وارتفع سعر الذهب بنسبة 32% هذا العام ويبدو أنه سينهي 2009 بصعود ليمثل العام التاسع على التوالي. وصعد سعر الذهب إلى أكثر من 1000 دولار للأوقية في منتصف سبتمبر/أيلول الماضي ووصل الأربعاء الماضي إلى أكثر من 1200 دولار للأوقية قبل أن ينخفض بـ48.60 دولار للأوقية إلى 1168.80 دولار الجمعة. ووصف بوب سيرغوفيتش بمؤسسة( سي إل إس) للاستثمار ما يحدث بأنه (تسابق على الشراء) وقال إن تجارة الذهب أصبحت رائجة. لكن هو شياوليان نائب رئيس البنك المركزي وصف ما يحدث بأنه فقاعة الذهب.وقالت (وول ستريت) إن عدد المحللين الذين يراهنون على ارتفاع سعر الذهب أكبر من أولئك الذين يتوقعون العكس. ويشير هؤلاء إلى ضعف الدولار واحتمال ارتفاع معدلات التضخم في العالم بسبب إنفاق الحكومات على خطط الإنقاذ.وأوردت الصحيفة أسماء مستثمرين استطاعوا تحقيق أرباح وصلت إلى مليارات الدولارات بسبب مراهنتهم على مسار أعلى لأسعار الذهب. وأشارت إلى أن الذين يراهنون على عكس ذلك يخشون من استمرار هبوط استهلاك المعدن الأصفر حيث سجل الاستهلاك انخفاضا بنسبة 34 % في الربع الثالث مقارنة مع الفترة نفسها من العام الماضي.كما ذكرت الصحيفة أن الطلب من محلات المجوهرات في العالم انخفض بنسبة 30 % في الربع الثالث. ويمثل طلب هذه المحلات نحو ثلثي مشتريات الذهب في العالم.وقالت (وول ستريت جورنال) إن ذلك يعني أن ارتفاع سعر الذهب أثر على الكمية التي تستهلك في العالم. وأضافت أن مبيعات السبائك والعملات الذهبية انخفضت بنسبة 33 % في الربع الثالث حسب مجلس الذهب العالمي. وصل سعر الذهب في يناير/كانون الثاني 1980 إلى 825.50 للأوقية لكنه انخفض إلى 298 دولار في يونيو/حزيران 1982.[c1] السوق الآجلة[/c]ويقول محللون إن انخفاض أسعار الفائدة دفع المستثمرين إلى مضاعفة استثماراتهم في السوق الآجلة للذهب التي ارتفعت التجارة فيها بنسبة 25 % في الربع الثالث. لكن في حال انخفاض سعره سيضطر هؤلاء إلى بيع مراكزهم ما سينتج عنه هبوط في الأسعار.ويقول بوب سيرغوفيتش إنه في كل مرة ارتفع الذهب كثيرا في السابق كان ينخفض في كل مرة بما بين 10 % و30 %. وعندما ظهرت أزمة دبي انخفض سعر الذهب بـ65 دولارا للأوقية أي بنسبة 5.4 % في يوم واحد في 25 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي.كما أشارت الصحيفة إلى أن الذهب وصل في يناير/كانون الثاني 1980 إلى 825.50 للأوقية، لكنه انخفض إلى 298 دولارا في يونيو/حزيران 1982.ويقول مايكل جونز رئيس قسم الاستثمار في مؤسسة ريفرفرنت في فرجينيا إن سعر الذهب يزيد بـ67 % عن سعره الحقيقي حاليا. ويضيف أن سعر الذهب قد يبدأ الهبوط في مرحلة ما، لكن ليس قبل أن يسجل مستويات جديدة من الصعود.