التغيرات والتبدلات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية ، وغيرها في عالمنا ، صارت تنحو يوماً بعد يوم ، وشيئاً فشيئاً بعيداً عن العنف والتطرف ، رغم النواقص والثغرات والمنغصات هنا وهناك ، والحرية والحقوق الديمقراطية ، تتبلور ، وتكتسب طابعها الشعبي على أكثر من صعيد وفي أكثر من بلد في العالم ، لأن طريق التحولات السلمية هو أكثر جدوى وأكثر أماناً عند كل شعوب الأرض .لذلك تجري الانتخابات ، وتتعاقب القيادات لادارة شؤون هذا البلد أو ذاك ، عبر التباري والتنافس النظيف عبر البرامج الانتخابية كبرامج تحولات عملية ، قابلة للتحقق على أرض الواقع ، بما يفيد كل الناس وينفعهم ويطور من مستوى معيشتهم ، ويرتقي بحياتهم لتكون أفضل مما كانت عليه سابقاً ، وتلك البرامج تتحول إلى خطط عمل يومي لكل مواطن ، ويجري من خلالها تصويب كل الاخطاء في أساليب العمل والتفكير ، وتحسين سلوكيات الناس وتصرفاتهم وتجعل حياتهم أكثر متعة واكثر رضاً عن واقعهم وعن أنفسهم وعن نظام علاقاتهم السائد في مجتمعهم .وآليات العمليات الانتخابية حتى في أكبر الدول ديمقراطية ، حتى الآن ، لم تأخذ بعد صورتها النموذجية كما ينبغي ، فما بالنا في بلدان الديمقراطية الناشئة حديثاً ، فلا شيء يتحقق دفعة واحدة ، أومرة واحدة , وإلى الأبد ، والمسألة مرتبطة وإلى حد كبير بمستوى وعي المواطن ومستوى مشاركته وفاعليته في هذه العملية ، وبالقدر ذاته ، يعتمد على مستوى التطور الاقتصادي والاجتماعي ، الذي بلغه هذا البلد أو ذاك ، وطبيعة التركيبة الاجتماعية القائمة فيه ، وارتباط كل ذلك بالظروف والملابسات الاقليمية والدولية السائدة اليوم .وعندما نتحدث عن الانتخابات كآلية جديدة لتجديد القيادات ، فإن هذا يعني تجاوز التعيينات من الاعلى إلى الاسفل ، وتعميم أسلوب الانتخابات على كل مستوى وفي مختلف الأطر في كل مؤسسات وهيئات الدولة والمجتمع ، وان تجري هذه الانتخابات بصورة نزيهة ومتكافئة بعيداً عن الكولسة وبقايا نظريات المؤامرة ، وأساليب التزييف والتمييع أو شراء ذمم الغير واصواتهم ، ليدافع الجميع عن نتائج هذه الانتخابات ، ويترسخ أكثر هذا التقليد ويتعمق في نمط حياتنا الجديدة ، تلك هي بعض معايير نجاح العمليات الانتخابية في تجديد القيادات سواء في مجالس الحكم المحلي بالمديريات والمحافظات أو في انتخابات مجلس الشورى أو مجلس نواب الشعب أو في الانتخابات الرئاسية ، أو في بقية الهيئات والمؤسسات ومنظمات المجتمع المدني بما في ذلك الاحزاب ،وإذا تحقق هذا فإنه يعني أننا نتقدم بخطوات واثقة على درب النضال السياسي السلمي وتجديد القيادات .محمد عبدالجليل
أخبار متعلقة