صورة من الإرشيف لأشخاص متهمين بقضايا الاحتيال والنصب
صنعاء / سمير الصلوى - عمران / طارق الخميسي :تفاقمت في الآونة الأخيرة ظاهرة دخيلة على المجتمع اليمني وهي التحايل والنصب التي يقع ضحيتها كثير من الناس ، لكن في كثير من الحالات لا يتقدمون بشكاوى إلى أقسام الشرطة بحجة العيب وخشية الفضيحة ، وعادة يتظاهر المحتالون بأساليب وحيل مضللة لصيد ضحاياهم بأسلوب ذكي وبعيداً عن أعين الناس ، فقد تجد احدهم يبيع أشياء مقلده لبعض الماركات على أنها الأصلية التي تكون عادة ثمينة، مما يغرر بالضحية للسقوط سريعا في شباكهم دون تأكد فلا يلبث أن يكتشف حقيقة الأمر ولكن بعد فوات الأوان ، فالكثير من الناس وقعوا ضحايا وكل له رواية تختلف عن الأخرى . [c1]محتالون بامتياز[/c]إيمانا منا في صحيفة»14 أكتوبر» بأهمية الرسالة الإعلامية والدور الذي ينبغي أن تلعبه في حياتنا نقدم في هذا التحقيق الصحفي صورة لعالم النصب والاحتيال والألاعيب والخدع الشيطانية التي يبتكرها أولئك المحتالون للإيقاع بضحاياهم المساكين ،كما نقدم خلاله تنبيهاً هاماً لجمهور المواطنين كيلا يكونوا فرائس سهلة لهم.
ياسر الخدري
ياسر الخديري سائق دراجة نارية تعرض لحالة نصب أودت بهاتفه السيار ومبلغ مالي مقداره (10) آلاف ريال مع مستلزمات العيد وملابس العيال التي كان يعدها لأفراد أسرته وذلك عندما انطلت عليه إحدى خدع محتال بارع ، تفاصيل القضية يرويها لنا بقوله :”كنت مسافراً في فرزة باب اليمن بعد أن كسيت إخواني وتقضيت لرمضان وكان المصروف كله في شنطة احملها. فإذا بواحد يناديني وسلم علي وقال انه يعرفني وانه من منطقة جوارنا وأشار إلي احد المحلات، وقال هذا المحل حقي وكان بجوارنا رجل آخر وقال يا أخي أريدك أن تصلح بيني وبين هذا الرجل فهذا الرجل من البلاد معه أربع مكائن خياطة يريد بيعها وأنا أريد اشتريها والمكائن بالمحل عندي وسحبني على جنب وقال أصلح وإذا وافق خذ لك عشرة آلاف ريال، وكان الرجل الآخر يصيح ويقول بأنه لن يبيعها كما أراد بذلك السعر فالمكائن نوعية ممتازة وغير موجودة في السوق وجاء رجل ثالث على الصياح وسألنا مالكم تصيحوا فقال له: أريد أن تصلحوا أنت وهذا الأخ بيننا وقال لنا إذا وافقكم بسعر مائة وخمسين ألف فخذوا فاتورة الشراء منه وتعالوا سأدفع لكم الفلوس فتحاورنا مع صاحب المكائن ونحن في الشارع حتى وافق على البيع وقال أريد منكم ضمانة وسوف أعطيكم الفاتورة لأني حلفت أن لا أعود إلى المحل إلا لأخذ المكائن فقام المصلح الذي بجواري واخرج خمسة آلاف ريال فلم يرض يأخذها وقال لي أعطيه فوقها فأعطيته عشرة آلاف وتلفوني السيار وأعطاني ورقة يقول إنها فاتورة وبقى الرجل بجواره وذهبت كي آخذ الفلوس من صاحب المحل وشنطتي معهم فذهبت للمحل ولم أجد احد وعدت للمكان فلم أري احد وكانت كارثة كبيرة لي حيث قد راح كل ما معي ولم يبق معي شيء وعدت اشتغل من جديد. ويصف ياسرهذا الأسلوب بالقذر فهو بعد هذه الحادثة لا يثق بأحد ويقول لو وجد احدهم فسوف يعمل معه المستحيل، ويجب على الدولة أن تبذل كل ما بوسعها لملاحقة هذه الشلل والعصابات القذرة فهم إرهابيون بكل المعنى.[c1]زميلة بدرجة نصابة[/c]فاطمة مسعد - طالبة جامعية يكاد ينطبق عليها المثل القائل (أودوا بالإبل وأوسعتهم سبا ) وذلك عندما أعارت إحدى صديقاتها ذهبها وبعض ملابسها الثمينة لتتزين بهما في مناسبة عائلية فأخذته واختفت من يومها ولم تعد لا إلى مدرجات الجامعة ولا إلى الأماكن التي اعتادت أن تراها فيها: وتقول: في بداية العام الدراسي من السنة الماضية صادقت احدى الطالبات من أول يوم فتبادلنا الأحاديث الودية والأسرار الخاصة فيما بيننا وزارتني زميلتي مرتين وتعرفت على كل شيء وكنت افرح بمجيئها الي البيت وأعتبرها من الضيوف الأعزاء وبعد حوالي شهرين من الدراسة جاءت زميلتي للبيت وطلبت منى أن أعطيها ذهبي الذي يقدر بمائة وخمسين ألفاً أو يزيد وقالت إنها ذاهبة إلي عرس إحدى زميلاتها وتخجل عندما تشاهد كل من في العرس بالذهب فوافقتها وقلت لها خذي ما تريدين وفوق هذا أخذت بعض ملابسي وقالت أنها ستعود في الليل او اليوم الثاني سنتلاقى في الجامعة ولكن ذهبت و لم تعد حتى الآن فقد تعرضت لعدد من المشاكل من إخواني ولم يصدقوني عندما قلت لهم سلمت لزميلتي الخائنة الذهب والملابس فذهبت اسأل عنها في القسم وفي الإدارة فلم اجدلها خبراً وبقيت حائرة في أمري حتى الآن فكلام الناس يزيد من تعميق الجراح .
سعاد عبدالله
[c1]معاش ومواد غذائية [/c]أما سعاد عبد الله وهي طالبة بمدرسة أروى فتروي قصة والدتها مع فتاتين بدت عليهن سمى الخير مع أنهن من فئة النصابات المحترفات إذ تقول سعاد في إحدى الأيام جاءت إلي منزلنا فتاتين وقد سألن عن اسم أمي عند الجيران وعند وصولهن الي بيتنا ادعين أنهم يتبعن إحدى الجمعيات الخيرية والتي تتبع دولة أجنبية تساعد الفقراء والمحتاجين ويوجد معهن أوراق عبارة عن استمارات وقلنا لوالدتي بعد سؤالها عن عدد أفراد الأسرة وعن عمل الوالد وكن قد أخذن كثيراً من المعلومات من بنات صغار في الحارة وبعد تعبئة الاستمارة طلبن من أمي مبلغ عشرة ألف ريال على انه من آخر الشهر سوف نستلم معاشاً ومواد غذائية أخرى وكان لا يوجد مع أمي فلوس فذهبت إلى احد الجيران وطرحت له ذهباً رهناً وهو لا يعلم لماذا وعادت أعطت البنات المبلغ فلا عد رجعان ولا جاء المعاش بعد هذه الحادثة . [c1]سرق بمحض إرادته[/c]صالح محمد الظبري ذو الأربعين عاما رجل بكامل قواه العقلية تعرض للسرقة في وضح النهار بمحض إرادته قرابة مائة وخمسين ألف ريال حينما أرسل أخوه المقيم في السعودية مبلغا من المال عن طريق محل صرافة وما أن استلم المبلغ حتى سأله متطفل ما إذا كان يريد الذهاب إلى عمران لينتظرا احدى السيارات المزعومة وبينما هما كذلك داهم انتظارهما شخص ثاني يسأل عن موقع شركة «لوركس» الشهيرة ، فجاوبه الدخيل نحن لا نعرف مكانها ولكن لماذا تسأل ؟ قال الرجل عندي ساعة «لوركس» أود أن أبيعها لان زوجتي في المستشفى، وأخرجها من يده الى الدخيل الذي راح يقلبها ويتفحصها بدقة وقال أنا اشتري فكم قيمتها قال صاحب الساعة أنا اشتريتها باثني عشر ألف ريال سعودي ولكني
المقدم / عبدالعزيز عبدالله
محتاج أبيعها بمائة وخمسين ألف ريال قال له الدخيل أنا لا املك سوى عشرين آلف انتظرني سوف اجلب لك قيمتها من المحل في التحرير وافق الرجل وسحب الدخيل صالح إلى بعض أمتار بعيدا عن صاحب الساعة وقال له لا تدعه يذهب لأن الساعة باهظة الثمن وتستحق أكثر من ذلك بكثير سوف أعود بأسرع وقت وأنا سأعطيك عمولة ( يسميها الأهالي صلحه ) تصل الى ثلاثين الف ريال وافق صالح وتوارى الدخيل عن الأنظار وبعد مرور خمسة عشر دقيقة أراد صاحب الساعة الرحيل وصالح يتوسله أن ينتظر مجيء الدخيل وظلا يتحاوران حول البقاء والرحيل وبينهما هما على هذا الشجار مر شخص ثالث مرور الكرام فاجتذبه صاحب الساعة وطلب أن يدله عن موقع شركة «لوركس» فقال له: موقعها في التحرير بينما صاحب الساعة أعاد له نفس القصة التي رواها إلى الدخيل فقال الشخص الثالث أنها ساعة سعرها يساوي أكثر من أربعمائة ألف ريال وأنا لا أتمكن من دفع قيمتها المطلوبة ، فداعب الطمع عقل صالح وقال له سأتصل بأخي بالمملكة وهو الذي سيقيم ساعتك فوافق الخبير بالمملكة على الشراء والتفت إلى الاثنين وقال أنا لا املك سوى مائة واحد عشر ألف ريال لا غير فأجاب صاحب الساعة ولكنك تملك تلفون قال صالح قيمته أربعون ألفاً رد عليه صاحب الساعة أقيم لك سعر التلفون بعشرين ألف وما تبقي يبقى في ذمتك وجهك قال صالح لا لم يبق في ذمتي شيئا أنا اشتريت هذه الملابس لي وللأولاد لأفرحهم بالعيد فراح صاحب الساعة يتفحص قيمة الملابس وصالح يدعو ربه أن يقبل صاحب الساعة عرضه وتنفس الصعداء بعد أن استلم الساعة بينما انتفض الثالث مطالبا بالعمولة أو ألمصلحه وصالح يتوسل إليه ويقسم انه لم يتبق لديه نقود سوى مائتي ريال أجرة سيارة سفره إلى عمران وأقنعه بذلك وبعد ذلك ذهب كل إلى حيث ما يريد حتى وصل صالح إلى عمران ليسأل عن قيمة الساعة التي اشتراها بأكثر من مائة وخمسين ألف ريال فقيل له أنها ساعة لوركس مقلدة وقيمتها لا تتجاوز الآلف ريال عندها أيقن انه وقع في حالة نصب واحتيال من الثلاثة و سرقة بطريقة حديثة وبأسلوب محترم بمحض إرادته. [c1]مربي الأجيال[/c]أما عن شأن تاجر شنطة و محتال بدرجة دكتور فالمصيبة اكبر والحديث مؤلم والحكاية كالآتي «دكتور أكاديمي يبلغ من العمر خمسة وخمسين عاما توجه بصحبة خبير كمبيوترات إلى منزل تاجر شنطة أو تاجر صغير يبيع الإكسسوارات والأجهزة الكمبيوترية من منزله وهو كحال آخرين اشترى كمبيوتر بسعر مائة ألف ريال بعد أن تفحص الكمبيوتر بدقة وعرف مواصفاته كاملة واتفقا على قيمة البيع بمائة ألف ريال يمني ووافق الطرفان على صفقة البيع إلا أن الأستاذ الدكتور الأكاديمي ادعى أن المبلغ لم يكن وافيا كاملا فقدم واحد وثمانين ألف ريال وبقي من المبلغ تسعة عشر ألف ريال وطلب من البائع أن يمهله أسبوعاً ليدفعها من راتبه الشهر القادم وهو شخص معروف ومكانة اجتماعية مرموقة تجعل البائع وغير البائع أن ينظر له بالاحترام وإجلال بما لدى مركزه من مواصفات تعطيه كل الثقة واخذ الأستاذ الدكتور الأكاديمي الكمبيوتر وراح كل إلى سبيل حاله الى حين موعد استلام الراتب وبعد أكثر من أسبوع وحين مر الموعد أتاح الوقت للأستاذ الدكتور الأكاديمي الأعذار عن تسديد المبلغ في وقته وادعى الأستاذ أن البائع قد اخذ منه زيادة في المبلغ رغم الاتفاق على السعر في حينه لكنه وعد أن يقدم بقية المبلغ عند توفير البائع للأستاذ كمبيوتر محمول ( لابتوب ) ومن ثم يدفع له المبلغ المتبقي وتحقق له ذلك وبعد ثلاثة أيام وجد اللابتوب وطلب البائع مرافقة الأستاذ الدكتور لشرائه من صنعاء إذ لا يستطيع البائع توفير كمبيوتر محمول على حسابه إلا أن الأستاذ رفض الشراء بحجة انه لا يوجد لديه وقت فرفض الشراء في هذه اللحظة شعر التاجر البسيط ان نقوده قد ذهبت في مهب الريح فطالب التاجر الصغير ببقية المبلغ إلا أن الأستاذ الدكتور بكل بلادة اجل قيمة الكمبيوتر المتبقية تسعة عشر ألف إلى أشعار آخر وهكذا ظل البائع يتردد ذهبا وإيابا على كلية الأكاديمي طالبا حقه ، لكنه يرجع البائع دائما خالي الوفاض وفي المرة الأخيرة بعد ثمانية أشهر طلب التاجر الوفاء من الأستاذ الدكتور الأكاديمي فقام الأخير بإحالته إلى أمين الكلية لتسديدها من مال الكلية فأدرك تاجر الشنطة انه لم يحصل على مبلغه نهائيا لأن قيمة الشراء لا لها علاقة بميزانية الكلية . [c1]سقط مغشياً عليه[/c]قضية احمد مصلح سفيان البالغ من العمر(47) عاما صاحب محل تجاري في محافظة عمران ذهب هو وابن أخيه إلى صنعاء لشراء بعض الاحتياجات المنزلية وهما يمتطيان سيارة صالون حديثة (لاند روفر) عند رجوعهما توقف ابن أخي مصلح أمام منتزه الثورة لشراء سيجارة من محل بيع تجزئة حينها تشاجر اثنان وبيد احدهم ساعة لوركس بالقرب من احمد مصلح الذي ظل يرمقهما بنظرة تدعو إلى عدم الشجار فلم يذعنا إلى نظراته فصاح عليهما وطلب أن يكف عن الشجار، قدم صاحب الساعة إلى مصلح والأخر بعده فقال أنا أريد بيع هذه الساعة وقيمتها مائتي ألف ريال وهذا الرجل مشتري لكنه دفع لي ثمانية وستين وعائلتي بحاجة إلى إجراء عملية جراحية في مستشفى الثورة وقيمتها سبعين ألف ريال ومصاريف أخرى ، اخذ احمد الساعة ونظر الى ماركتها الموسومة داخل الساعة فقال أنا ادفع لك فقط قيمة العملية واشتري منك الساعة وبعد شد وجذب حول القيمة اتفقا على السعر بسبعين ألف ريال حتى جاء ابن أخيه إلا أن صاحب الساعة طلب منهما ان يصلاه الى مستشفى الثورة لأن حالة زوجته خطيرة وافق الاثنان على اصطحابه الى المستشفى وهما فرحان بالساعة ولكن الفاجعة عندما أراد مصلح التأكد ذهبا الى محل بيع الساعات في التحرير وطلبا من صاحب المحل تقييم قيمتها فرد بكل هدوء أنها لا تستحق سوى ألف ريال فسقط مصلح مغشيا فأسرعا للذهاب الى المستشفى لمعرفة المحتال لكن دون جدوى وراحت السبعين ألفاً. [c1]محتال أنابيب الغاز [/c]محتال يرتدي بزة عسكرية برتبة عقيد مزيفة يحتضن قنينة غاز فارغة جاء إلى محل بيع الغاز أثناء أزمات الغاز المفتعلة ليطلب من بائع الغاز أن يعبئ له القنينة ورد صاحب الغاز لا يوجد لدينا غاز وبعد نقاش وجدال أمر العقيد صاحب محل بيع الغاز أن يعبئ شاحنته بقناني الغاز الفارغة ليذهبا باتجاه محطة غاز التعبئة فصدق الرجل وملأ شاحنته بالقناني وصعد العقيد المزعوم الشاحنة حتى وصلا إلى محطة غاز التعبئة فنزل العسكري بالبزة المزيفة وغاب داخل المحطة ولم يظهر إلا بعد أكثر من ساعة من الزمن صاحبا معه سندا بقيمة تسديد خمسين ألف قيمة تعبئة قناني الغاز الفارغة صدق صاحب محل توزيع الغاز لان السند رسمي وطلب المزيف المبلغ قيمة تعبئة القناني فلم يستطع أن يكذبه ولا يستطيع أن يذهب معه وأعطاه المبلغ لأنه لا يستطيع أن يذهب معه خوفا من سرقة القناني من المارة وانتظر صاحب محل توزيع الغاز حتى انتهى وقت الدوام الرسمي فسأله حارس المحطة عن سبب انتظاره وبقائه في مكانه لساعات طويلة قال انه ينتظر العقيد فقال له الحارس لا يوجد احد بالداخل فالجميع انصرفوا إلى حال سبيلهم فأدرك صاحبنا انه مغفل وان العملية برمتها نصب واحتيال وانه ليس عسكريا.