في احتفائية غنائية بالذكرى (26) لتأسيس (المؤتمر الشعبي) في عدن :
عدن / رؤوف عبداللطيفشهدت قاعة ابن خلدون بكلية الآداب جامعة عدن في صباح يوم الأربعاء الموافق 27 / 8 / 2008م احتفالاً موسعاً كبيراً وضخماً للذكرى الـ (26) لتأسيس المؤتمر الشعبي العام م / عدن، ألقيت في هذه المناسبة العديد من الكلمات والخطابات المعبرة عن مكانة وأهمية الحدث السياسي في تاريخ شعبنا اليمني، كما أُقيم أيضاً حفل فني كان (مفاجأة) للحضور بمختلف الأطياف والشرائح السياسية، الاجتماعية، الثقافية والدبلوماسية التي جاءت مشاركة في هذا الحدث السياسي المهم والعظيم وفي واقع الامر أعادت هذه المفاجأة الفنية البهجة والآمال والتفاؤل في نفوس وقلوب كل الجماهير العريضة المحتشدة داخل قاعة مسرح ابن خلدون كان ذلك من خلال الحفل الغنائي الفني المتميِّز بفقراته ووصلاته التي قُدمت وأُعدت بتنظيم وعناية فائقة، فقد استطاع فناننا الملتزم عصام خليدي أن يديرها باقتدار وتألق منقطع النظير في (زمن قياسي) وإمكانات متواضعة تجسد ذلك بوضوح جلي من خلال الجهد المبذول في رعاية وتبني العديد من المواهب والطاقات الشابة التي قام بتدريبها وتوجيهها وتقديم الأعمال والألحان اليمنية بما يتناسب مع إمكاناتوقدرات الشباب الواعد، وفي الحقيقة اثبت من خلال تشجيعه وإيمانه بقدرات الشباب أنهم المخزون الحقيقي والامتداد الفني الغنائي لهذه الأمة الذي لا ينضب (لمدينة عدن الولادة صاحبة المشاريع الإبداعية والسبق الإنساني والحضاري التنويري الريادي المنفتح على كل الثقافات والمشارب الدنيوية المتعددة والمختلفة)، وبالفعل تمكّنت تلك المواهب الشابة من تحويل المناسبة الغالية إلى (عرس إبداعي) أكدت من خلاله قدرتها على الاستمرارية والتواصل بما يشرف تاريخنا الغنائي الموسيقي القديم والمعاصر بجدارة واستحقاق معلنةً بصوت (مدوٍي) شهادة ميلاد مفادها أنّهم (خير خلف لخير سلف) وبالفعل (انتزعت) الإعجاب والتصفيق الحار من كل ا لحضور منذ الإطلالة الأولى وفي مقدمتهم الشخصيات الرسمية محافظ محافظة عدن د . عدنان عمر الجفري، الأستاذ عبدالكريم شائف الأمين العام للمجلس المحلي م / عدن والدكتور عبدالعزيز بن حبتور رئيس جامعة عدن والعميد الركن عبدالله عبده قيران مدير أمن محافظة عدن، الأستاذ جمال اليماني مدير مكتب الشباب والرياضة م / عدن الأستاذ أحمد الضلاعي الوكيل المساعد م/ عدن، تلك القيادات تفاعلت بالاستماع والإنصات والاستمتاع بكل ما حواه برنامج الحفل الفني الغنائي الموسيقي الذي أقيم تحت إشراف وتنظيم وتنسيق الفنان المبدع عصام خليدي فقد أستطاع أنْ يقدم باحتضانه لهؤلاء الشباب (نموذجاً ومثالاً استثنائياً نادراً يحتذى به في عموم المشهد الفني الغنائي) عبر من خلاله عن أهمية رسالة الغناء الأصيل التي يجب أنْ تمتد إلى الأجيال المتعاقبة لتزويدها بمعارفه وبما يمتلك من خبرات وتجارب طويلة في مجال تخصصه الفني الثقافي وليدفع بالأصوات الشابة قدماً إلى الأمام في الصفوف الأولى مسانداً وداعماً بكل ما لديه من أطروحات وأفكار ومشاريع جديدة لخدمتهم واستمراريتهم في عالم الطرب والفن الراقي الذي يستند على القيم المثلى والانفتاح على كل الثقافات (الكونية) في زمن متسارع]بإيقاعه وتطوره التقني التكنولوجي، قدم الفنان عصام خليدي حسب تصريحه لصحيفة (14 أكتوبر) في حفل المؤتمر الشعبي العام (رسالة فنية راقية هادفة ذات مضامين ومعانٍ إبداعية إنسانية غاية في الأهمية تتمحور في ضرورة دعم وتبني ورعاية الأجيال الشابة الواعدة كدماء جديدة في ساحة الغناء اليمني).فلم يبخل عليهم بما يمتلك من معرفة وخبرات فنية إبداعية متراكمة في مجال الفنون والثقافة على امتداد مشواره الموسيقي الغنائي (الممتد لأكثر من 30 عاماً) في (رحلة التعب الممتع والجميل) أكد الفنان المتألق الخليدي في تصريحه أنّ الفنانين الشباب أثبتوا وبجدارة حضورهم المؤثر والفاعل أنّ الغناء في عدن متجدداً ويستند على مشروع حداثي، وأضاف علينا أنْ لا نبخل في إفساح المجال للطاقات الشابة الخلاقة للخوض في رحاب الإبداع بكل أشكاله وأطيافه وألوانه وضروبه المتعددة المختلفة، فلا يمكن أنْ يحدث تطوراً جذرياً في سياق المشهد الغنائي الموسيقي اليمني دون الالتفات والاعتماد والإيمان بقدرات وطاقات ومواهب شبابنا وفي إعطائهم الثقة لتمكينهم من التقدم إلى الصفوف الأمامية ذلك ما حدث بالفعل وشاهدناه قلقاً مهموماً يطوف كخلية نحل في كواليس خشبة المسرح يراقب عن كثب ويتأكد بدقة متناهية من كل التفاصيل والجزئيات بدءاً بأجهزة الصوت وتوزيع الآلات الموسيقية، والغناء الفردي، والكورال وترتيب الوصلات الغنائية بشكل متناسقٍ متناغمٍ في سياق برنامج الحفل الفني عموماً بإيقاع متصاعد ينم عن ذائقة وخبرة طويلة مكتسبة في مجال الحفلات الغنائية العامة، فجاءت محصلتها التفوق بامتياز وكُللت بنجاح الحفل الفني الموسيقي الغنائي بكل وصلاته وفقراته.وأستطاع شبابنا أنْ يضيئوا بقناديل غنائهم سماء الوطن، لقد رأينا (فنانا الخلوق) داعماً ورافداً المشاركين بتوجيهاته ومحبته أثناء تقديمهم الفقرات الفنية المتميزة ظل إلى جوارهم في البروفات وعلى خشبة المسرح مشجعاً وقوفهم أمام الجماهير وميكروفون وعدسة كاميرا آلة تصوير (قناة يمانية)، فاستطاع بنصائحه وإرشاداته أنْ يجنبهم الخوف والرهبة من مواجهة الجمهور ليزرع في قلوبهم الطمأنينة والثقة بالنفس فكان التألق والنجاح حليف كل الفنانين الشباب المشاركين في الحفل الفني المهيب ، نعم كانت الفقرات بشكل عام في غاية الروعة والجمال، غنى الفنان الشاب عبود الشاوش (يا بشير الخير)، وغنى (دويتو يا زارعين العنب) بتوزيع جديد ومتفرد أسعد وأطرب كل الحضور الشابين أكرم الزيدي وحسام حسن بمصاحبة مازن السقاف، كما أبدعتا الزهرتين صابرين في أغنية (أرفقوا يا محبين) الحان الفنان عصام خليدي وكلمات علي عمر صالح ونالت بأدائها الرائع الجميل إعجاب واستحسان جميع الحضور إضافة إلى الفنانة سحر درعان التي قدمت رائعة الفنان الكبير محمد مرشد ناجي (ليه يا بوي) ويستمر التألق والنجاح مع الصوت الشاب أكرم زيدي والموهبة الواعدة حسام حسن في أغنيتي (ابتهال) و(ردوا حبيبي وروحي) ولا ننسى فرقة إدارة أمن محافظة عدن بقيادة الفنان ناصر سعيد أبيش التي شاركت بفعالية في إحياء الفقرات ولازمت بأنغامها وموسيقاها الأصوات الشابة، جديراً بالإشارة إلى أنه تخلل الحفل الفني (عرض مسرحي)، رائع نال إعجاب كل الجماهير الغفيرة، حقاً تميزت الذكرى الـ (26) لتأسيس المؤتمر الشعبي العام م / عدن في هذه الاحتفالية بعرس طرزه نغماً صافياً عذباً وأشاع البهجة في أجوائه شباب اليمن صنـاع الغد المشرق الأرغد الأجمل.وفي ختام الحفل توجه الفنان القدير عصام خليدي بالشكر والتقدير والامتنان للأستاذين الفاضلين عبدالكريم شائف الأمين العام للمجلس المحلي م / عدن والعميد الركن عبدالله عبده قيران مدير أمن محافظة عدن على دعمهم المادي والمعنوي وتفهمهم لتذليل كل الصعوبات لإنجاح مهمتنا الإبداعية.