حدث وحديث
خرج أمس في العواصم العربية والإسلامية .. بعد أداء (صلاة الجمعة) المباركة .. ملايين العرب والمسلمين .. في تظاهرات احتجاجية حاشدة، دعت إليها الفعاليات الشعبية والسياسية والجماهيرية .. من أحزاب ومنظمات المجتمع المدني - عربية وإسلامية .. سميت بـ (يوم الغضب) - تنديداً بالمجازر الإسرائيلية الدموية الفاشية الوحشية .. بحق الشعب الفلسطيني في قطاع غزة المحاصرة .. وتجديداً لتضامن ودعم ومؤازرة الشارع العربي والإسلامي لصمودهم في وجه الآلة العسكرية الإسرائيلية، التي اجتاحت واستباحت هذا القطاع منذ (15 يوماً) - وما زالت تواصل عدوانها وانتهاكاتها وقتلها العشوائي - غير المميز .. الذي يحصد أوراح المدنيين العزل - من النساء والأطفال والشيوخ والعجزة، في إبادة جماعية تجرمها كل المواثيق والعهود الدولية - لتضاف إلى ما سبقها من مجازر وإبادة بحق الفلسطينيين، منذ العام 1948م - والتي تفوق من حيث الحجم وعدد الضحايا والممارسة الفاشية الإبادية .. (محرقة اليهود) المشهورة في تاريخ الأمم المعاصر .. التي طالتهم في بلدان أوروبا .. في (العهد النازي) - وكأنهم يريدون خلال هذه الفترة .. منذ أن استوطنوا أرض فلسطين - بحسب (وعد بلفور) .. أن ينتقموا مما أصابهم من جرائم (النازية الهتلرية) - لكن ليس من حملة .. (الصليب المعقوف) - بل من شعب عربي مسلم (أهل الأرض) الحقيقيين .. التي اغتصبوها بالقوة - فيما عرف بـ (التقسيم) عقب الحرب العالمية الثانية.العدوان الإسرائيلي مستمر .. والمجازر الوحشية مستمرة .. والضحايا في تزايد .. وتعداد الشهداء والجرحى في ارتفاع - معظمهم من النساء والأطفال - كل هذا يحدث رغم قرار (مجلس الأمن) - الصادر فجر أمس (الجمعة) بعد مخاض عسير ومطبات وأشواك كثيرة .. وضعها حلفاء إسرائيل لوأده، عندما دفعوا بما أسموه .. بـ (بيان مجلس الأمن)، في التفاف فاضح على مشروع القرار العربي الذي حمله الوفد الوزاري لجامعة الدول العربية، الذي كلف بحضور الاجتماع الطارئ للمجلس للبحث في العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة وتأليب المجتمع الدولي على إدانته والعمل على إيقافه بالدعوة إلى وقف إطلاق النار - وما سيليها من حوار وتباحث بين الأطراف المعنية في قضايا الخلاف، وهو ما يدعم (المبادرة المصرية) بهذا الشأن .. مع الاختلاف في بعض تفاصيل توجهات الحلول للمشكلة بين (القرار والمبادرة) - على المدى القريب والبعيد..!!فعلى الرغم من أن (قرار مجلس الأمن) الداعي إلى الوقف الفوري لإطلاق النار - لم يكن في مستوى الطموح الفلسطيني والعربي .. واحترام عدالة ومشروعية القضية الوطنية - التي بحاجة إلى توسيع مساحة الاجماع والتضامن الدولي معها - إلا إن إسرائيل - منذ أمس (الجمعة) ذهبت إلى نشر أعمالها العسكرية وتوسيعها، لتشمل كامل مناطق القطاع الجريح .. والتي لم تحصرها على نشاط قواتها البرية في تنفيذ المهام القتالية المسنودة إليها على الأرض - بل رافقها قصف مكثف من قبل الزوارق الحربية والسلاح الجوي الإسرائيلي، لإنهاك الطرف الفلسطيني الذي يتصدى لهذا العدوان الواسع والشامل بإمكانيات بسيطة محدودة - اللهم من قوة إيمانه الثابت الكبير بقضيته الوطنية الذي يمده بعون من الله بالصمود والاستبسال - حتى اللحظة وربما لفترة أطول فيما إذا استمر العدوان الإسرائيلي على هذا النحو من الفاشية والدموية..!!إسرائيل صرحت (أمس) أنها لن توقف عملياتها العسكرية في غزة - بحسب قرار مجلس الأمن .. حتى تنتهي من تحقيق أهداف خطتها .. والفضائيات تواصل نقل (صور المجازر) الفظيعة .. وأنتم أين يا عرب ..وأنتم أين وحدتكم يا فلسطين..؟