المفتتح
هنالك العديد من التساؤلات والاستفسارات في الشارع الثقافي نجد خلاصة عنها ، مفادها من البعض : هل للثقافة مفاهيم ترتبط بالخصوصية ام انها شاملة البنيان في تراكيبها الثقافية ؟ الثقافة ـ ياسادتي ـ تحمل في بنيان تركيبتها اكثر بعداً من الأهداف والابعاد ـ في مفهومها الأكثر شمولية ـ ومن هنا يأتي الصراع بين الثقافة وبعض الشرائح الاجتماعية وغالبية المثقفين في المجتمع !!!إذن .. حتى تتبدد الغيوم للجميع على حد سواء نقول بل ونكرر ماهي "المفاهيم" الحقة لكلمة صغيرة يطلق عليها "الثقافة" هذه الكلمة صغيرة الحجم تحمل في طياتها مساحة كبيرة وعظيمة الأهداف ـ بل وأعمق وأدق المعاني التي يرتكز على بنيانها تطور ورقي الشعوب بحد ذاته !!!بالمفهوم العام ـ الأكثر شمولية "للثقافة" ـ سنجدها في حضارة أي شعب من شعوب العالم ـ لأنها تمثل (المقياس الحقيقي لتطور ورقي الشعوب الأكثر حضارة من غيرها) .. قد يظن البعض أن الثقافة هي "معرفة" الوسط المحيط به فحسب ، أو هي "الإلمام" ببعض المعارف الضرورية لحياة بعضنا وفي اطار حدود أعمالنا ـ مع الأسف الشديد مثل هكذا ظن أو تفكير ..هو تفكير ضيق الأفق ـ وثقافة خاطئة !!يا سادتي الثقافة هي "المعرفة الشمولية" التي تختلف جذرياً عن "المعرفة الخاصة" المحدودية المفهوم العام ـ للثقافة الشاملة للإنسان المتحضر الأكثر ثقافة ـ لمواكبة كل جديد معاصر في عالم الثقافة المتجدد !!حتى لانقع في محظـور ـ الطبيب الذي لايجيد أو يعرف شيئاً في الأحداث التي لاتجري حوله أو في محيطه سوى الطب ـ والمهندس هو الآخر لايجيد حديثاً سوى عن الهندسة ـ أو ذلك ـ المحاسب العبقري الذي يعامل الدنيا كلهابالارقام .. الخ ذلك !!قد يقول قائل : الا تؤمنون "بالتخصصات" وهذا شيء مبالغ فيه لمعالجة الأمور بهكذا أسلوب قد تأتي ثماره "سلباً" للتقليل من شأن الأطباء والمهندسين و .. و .. الخ لكننا في اطروحتنا لهذا الموضوع ـ نثمن دور التخصص لهذا الطبيب وذاك المهندس ودور هذا الوزير وعطاء ذاك الغفير ولكن .. ماذا بعد ؟بالمختصر المفيد ـ الجواب يبان من العنوان نحن مع "التخصص" وهذا شيء مفيد للوطن بعامة ـ ولكن مربط الفرس لموضوعنا المطروح ـ حول "الثقافة بكل صنوف مفهومها" من هنا يأتي دور الطبيب ـ المهندس ـ المحاسب التخصصي في اطار "ثقافة المعرفة الخاصة" بحسب الوظيفة ـ وهذه ليست قاعدة ـ وانما هناك بعض الاستثناءات .. ولكن على الجميع معرفة شيئ هام حتى لانقسو على ذوي التخصصات هنا يكمن الفارق بين "المعرفة الثقافية الخاصة" وأهمية "ثقافة المعرفة الشمولية".الخلاصة العامة للثقافة ومفهومها المعاصر بشكل مبسط أن الفرد منا مهما كانت قدراته الثقافية الخاصة قد تصادفه "معلومة ما" قد تبدو له ولنا أنها غير مفيدة أو أنها هامشية في خضم مسيرتنا بالحياة المليئة بالمفاجآت الثقافية المتجددة الاتجاهات هذا لايعني اطلاقاً ان نهملها ـ بل العكس هو الصحيح علينا الاخذ بها لأنها مصدر نستزيد بها لتغذية عقولنا لان السؤال الذي سيواجه الجميع دوماً في كل المجتمعات العامة وفي كل المجالات هل هذا أو ذاك مثقف ؟ هنا ستكمن المصيبة!![c1]علاء محمد حامد البكريطالب بقسم الإعلام ـ جامعة عدن [/c]