خلدون المجاليماذا يحل بالإنسان الذي يمنع من التدخين، هل يستطيع أن يتحدى التدخين بنفسه ويربح الحرب في النهاية ويقلع عن هذه العادة، رغم أنّه خسر معارك عديدة، يعتمد خوض هذه المعركة على شخصية الإنسان المدخن ومدى عزيمته وظروفه التي يُعلن فيها الحرب. بعض المدخنين الذين يحبون ترك التدخين وينوون على ذلك، تبقى نيتهم ضعيفة وعزيمتهم في ضعضعة وسرعان ما يرجعون إليه لحجج واهية.والتدخين السلبي يسبب الربو الشعبي، والأزمات الربوية، وإظهار الربو عند الأطفال ولا يتسبب في السدة الرئوية، وهي تحدث من خلال التلوث عموماً، مثل عوادم السيارات والمصانع وغيرها.ولو كانت أضرار التدخين تنحصر على المدخنين فقط لهان الأمر وحمدنا الله على ذلك، ولكن يضر المدخنون ويلوثون الجو على غيرهم، فنحن غير المدخنين في العالم – ندخن دخان دخانهم الذي ينفثونه، لأنّهم يعيشون معنا في البيوت أو في أماكن العمل.أشار أحد التقارير الطبية إلى أنّ خطر الإصابة بالسرطان الرئوي يزداد بين الناس الذين يعيشون مع المدخنين. وتزداد هذه الخطورة أكثر فأكثر في حالة الزوجات اللواتي تزوجن رجالاً يدخنون من اللواتي لا يدخن أزواجهن، وأنّ خطر الإصابة بالسرطان الرئوي يتضاعف بين النساء اللواتي أعمارهن 40 سنة وما فوق ذلك.وأشار العلماء كذلك إلى أنّ التعرض لخطر الإصابة يبدأ من حيث الولادة أو حتى في مرحلة الجنين، وأدى هذا إلى أن تعتبر منظمات الحفاظ على البيئة أنّ التدخين من الدرجة الثانية مادة مسببة للسرطان.والمدخنون هم أكثر عُرضة للمعاناة من نقص فيتامين “ج” من الأشخاص غير المدخنين، وبالإمكان تدارك هذا النقص بإعطاء المدخنين كميات إضافية من فيتامين “ج” يومياً، كما أشارت إحدى الدراسات الحديثة مؤخراً.ومن بين الأشخاص الذين يتناولون وجبات غذائية غير متوازنة وجدت الدراسة أنّ مستويات فيتامين “ج” لدى المدخنين هي أقل من مستوياته لدى الأشخاص غير المدخنين ولكن عند إعطاء الأشخاص المدخنين، وغير المدخنين الأقراص نفسها من فيتامين “ج” وجد أنّ مستوياته لدى الأشخاص المدخنين ارتفعت أكثر بمقدار أربعة أضعاف المستويات الموجودة عند الأشخاص غير المدخنين.هذه النتائج أتت ضمن بحث يدرس أثر التدخين على مستويات المواد المضادة للأكسدة في أجسام الأشخاص المدخنين، ويشير الباحثون إلى أنّ العادات الغذائية السيئة إذا ما ارتبطت مع نقص المواد المضادة للأكسدة الناتجة عن التدخين تضع المدخن أمام أخطار العديد من الأمراض.