تستهدف الأطفال في تسع محافظات
محافظات / ذكرى جوهر :اُستكملت الاستعدادات و أعمال التحضير للحملة الوطنية التكميلية للتحصين ضد مرض الحصبة التي تنطلق اليوم السبت في 73 مديرية في تسع محافظات (عدن، مأرب، شبوة، صعدة، الجوف بالإضافة إلى مديريتين بمحافظة عمران وثلاث مديريات في محافظة إب، ومديرية واحدة في محافظة أبين، وأخرى في المحويت).ففي محافظة عدن ذكر الأخ / الدكتور الخضر ناصر لصور في تصريح لـ 14 أكتوبر أن الحملة في عدن ستدشن صباح اليوم وستستهدف تطعيم 22 ألفاً و358 طفلاً وطفلة منهم 13 ألف طالب وطالبة .وأضاف بان الحملة سينفذها 556 عاملاً صحياً في 85 مركزاً صحياً و57 مدرسة و21 موقعاًفي القرى .ومن جانبه أوضح الأخ / سالم باسلطان - مدير إدارة الإعلام والتثقيف الصحي والسكان في عدن في تصريح لـ 14أكتوبر إن مكتب الصحة استكمل كافة التجهيزات الفنية و الإدارية لتنفيذ الحملة .وأضاف بان الحملة الإعلامية التوعوية قد بدأت من يوم الخميس الماضي من خلال نشر ثمان فرق إعلامية في مديريات المحافظة بهدف تعريف المواطنين بأهمية الحملة و ضرورة تلقيح أطفالهم داعياً أولياء الأمور إلى التجاوب لإنجاح حملة التحصين وإحضار أطفالهم إلى المراكز الصحية في مختلف مديريات المحافظة لتلقيحهم .هذا وقد كرست خطبتي الجمعة في مساجد محافظة عدن إلى دعوة المواطنين لتطعيم أطفالهم.. مؤكداً بان تحصين الأطفال من الأمراض واجب ديني. وفي محافظة المحويت استكمل مكتب الصحة العامة والسكان أمس أعمال التحضير والتهيئة للبدء بتدشين الحملة في مديرية بني سعد التي تستهدف 30 ألف طفل وطفله تتراوح أعمارهم بين 9 أشهر و 15 سنة.وأوضح مدير عام مكتب الصحة العامة والسكان بالمحافظة الدكتور أمين محمد حبيش ، أن استهداف مديرية بني سعد ضمن هذه الحملة ينطلق من كون هذه المديرية أكثر مديريات المحافظة من حيث انتشار مرض الحصبة.وفي محافظة شبوة تلقى 804 من العاملين الصحيين في عموم مديريات المحافظة جملة من المعارف الطبية الأساسية عن مرض الحصبة ولقاحه وطريقة العمل في الحملة الوطنية، وكيفية تنظيم جلسات التطعيم في المواقع الثابتة والمتحركة والمدارس وتحديد الجرعة المناسبة من فيتامين (أ).وأفاد مدير عام مكتب الصحة والسكان بالمحافظة، بان هذه الحملة تستهدف تطعيم 215 ألف طفل وطفلة من الفئة العمرية المحددة، وبين أن الحملة تعتبر الأوسع في المحافظة اذ تصل نسبة المستهدفين منها من إجمالي سكان المحافظة حوالي 45 في المائة.ومن أخطر تلك المضاعفات :العمى ،التهاب الدماغ (عدوى خطرة تصيب الدماغ وتتسبب في التهابه) ،الإسهال الشديد (الذي قد يؤدي إلى الجفاف) .وتشير التقديرات إلى أنّ التهاب الدماغ يحدث لدى حالة واحدة لكل 1000 حالة، وأنّ التهاب الأذن الوسطى يحدث بنسبة تتراوح بين 5 و 15 في المائة من مجموع الحالات، وأنّ الالتهاب الرئوي يصيب نسبة تتراوح بين 5 و10 بالمائة، ويتراوح معدل إماتة الحالات في البلدان النامية عموماً، بين 1 - 5 بالمائة، ولكنّه قد يبلغ 25 بالمائة في الدول التي ترتفع فيها معدلات سوء التغذية. وتتكون لدى الأشخاص الذي يتعافون من الحصبة مناعة تدوم مدى الحياة.ووفقا لأدبيات المرض والعلاج فمن الممكن تلافي المضاعفات الخطيرة الناجمة عن المرض بالإجراءات العلاجية السريرية الملائمة، فمن الضروري توفير الدعم الغذائي العام وعلاج الجفاف بإعطاء محاليل الإرواء المعروفة، كما ينبغي وصف المضادات الحيوية لعلاج الالتهاب الرئوي وأنواع العدوى التي تصيب العين و الأذن، ومن الأهمية بمكان، لتقليل معدلات الوفاة ،تزويد الأطفال بكميات كافية من الغذاء والسوائل.ويشدد الخبراء على أهمية أن يتلقى أطفال البلدان النامية الذين أثبت التشخيص إصابتهم بالحصبة جرعتين من فيتامين (أ) كمكمل غذائي، مع ضمان مرور 24 ساعة بين الجرعة والأخرى، فإعطائه في أثناء التشخيص من شأنه المساعدة على الوقاية من العمى و الأضرار التي تلحق بالعين، كما ثبت علميا أن فيتامين (أ) يسهم في تخفيض عدد الوفيات الناجمة عن الحصبة بنسبة 50 في المائة. ويؤكد أطباء انه بالإمكان الوقاية من المعاناة والمضاعفات والوفيات الناجمة عن الحصبة عن طريق التمنيع، خاصة ولقاح الحصبة من اللقاحات المأمونة وزهيدة الكلفة،ويعد من أعلى التدخلات مردوداً من ضمن ما هو متاح في مجال الصحة العمومية لتوقّي الوفيات.يشار إلى أن منظمة الصحة العالمية حققت في الاعوم الماضية نجاحات كبيرة في خفض وفيات الحصبة اذ حققت في العام 2005 نسبة نجاح بلغت 60 بالمائة مقارنة بالمستويات المسجلة في عام 1999م، متجاوزة هدفها الذي حددته ب 50 بالمائة.واعتمدت المنظمة في مايو 2005 الرؤية و الإستراتيجية العالمية للتمنيع بالاشتراك مع منظمة الأمم المتحدة للطفولة "اليونيسيف". وتدعو الإستراتيجية البلدان إلى تخفيض وفيات الحصبةالعالمية بنسبة 90 % بحلول عام 2010،مقارنة بالتقديرات المسجلة في عام 2000. كما حدّد إعلان الأمم المتحدة للألفية هدفا يتعلّق ببقاء الأطفال على قيد الحياة، وأشار إلى تخفيض معدل وفيات الأطفال دون سن الخامسة بمقدار الثلثين بحلول عام 2015، مقارنة بالمستويات المسجلة في عام 1990، وتستخدم التغطية التلقيحية باللقاح الروتيني المضاد للحصبة كمؤشر لذلك الهدف.وحددت الإستراتيجية الشاملة لتخفيض وفيات الحصبة المقرة من منظمة الصحة العالمية العام 2003،أربعة عناصر للمواجهة : أولها التحصين الروتيني الشمولي من خلال إعطاء الجرعةالأولى من اللقاح المضاد للحصبة للأطفال عند بلوغهم تسعة أشهر أو بعد ذلك بفترة قصيرة في إطار خدمات التحصين الروتيني، ويشكّل هذا العنصر الأساس الذي تقوم عليه الإستراتيجية المذكورة.فيما ركز العنصر الثاني من الإستراتيجية على إتاحة فرصة ثانية لجميع الأطفال المتراوحة أعمارهم بين تسعة أشهر و15 عاماً للاستفادة من التحصين ضد الحصبة ، بما يمكّن من ضمان المناعة لمن لم يتلقوا جرعة سابقة من اللقاح ، وكذلك للأطفال الذين تم تطعيمهم ولم يطوّروا مناعة ضد المرض عقب التطعيم (حوالي 15 في المائة من الأطفال الذين يُطعّمون عند بلوغهم تسعة أشهر من العمر) ، وتمكّن الفرصة الثانية من توقي ارتفاع عدد الأطفال المعرّضين لمخاطر الإصابة بالمرض إلى مستويات خطرة، إذ هناك الكثير من الأطفال الأكبر سنّاً ممّن لم يستفيدوا من التطعيم ولم يُصابوا بالعدوى، فهم يفتقرون بالتالي إلى المناعة اللازمة ضد المرض، وتتم إتاحة الفرصة الثانية للاستفادة من التحصين ضد الحصبة إمّا في إطار خدمات التحصين الروتيني (إذا تسنى تحقيق تغطية عالية والحفاظ عليها مع مرور الوقت) أو في إطار أنشطة التحصين التكميلي الدورية.و اختص العنصر الثالث بالترصد مؤكدا على وضع وتنفيذ الدلائل المعيارية لترصد الحصبة وتشمل تلك الدلائل جمع عيّنات دموية من الحالات المشتبه فيها وفحصها في أحد المختبرات المعتمدة من أجل تأكيد الإصابة بعدوى الحصبة أو استبعادها. ويتيح اكتشاف فاشيات الحصبة وتحرّيها على وجه السرعة معلومات هامة عن مدى تأثير البرنامج ويضمن تنفيذ أنشطة التصدي المناسبة ، فيما أكد العنصر الرابع على تحسين التدابير السريرية لحالات الحصبة ويشمل هذا الإجراء التغذية التكميلية بالفيتامين (أ) وعلاج المضاعفات بالمضادات الحيوية المناسبة عند اللزوم.