حدث وحديث
اختار الله في الحج مناسك اختصها بمزيد من ثوابه وتجلت عليها رحمته يقوم فيها المؤمن بأعمال تعبدية سماها الله شعائر وجعل تعضيمها من علامات التقوى قال تعالى ( ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب) الآية وشعائر الحج حين ارتبطت بشعائر معينة وأمكنة مبينة لان هذه الأمكنة والأزمنة توحي بمعان من شانها أن تطهر النفوس وتزكيها وتقوي الصلات بين المؤمنين مع بعضهم لان الأمكنة وان عظمت فلا تقصد لذاتها ، ولكن لما ارتبط بها من معانٍ وذكريات . ووقوف الحجاج عند كل شعيره من شعائر الحج يعتبر تذكيرا بتاريخها ومنزلتها وعظمتها في القربى، إلى الله والرجوع بالفكر والقلب إلى ما ترمز إليه من تضحية وجهاد ومثابرة في عبادة الله تعالى.وشعائر الحج محطات يتزود فيها المسلم بطاقات تضمن له وتغلب علية دوافع الخير على نوازع الشر مصداقا لقوله صلى الله عليه وسلم ( من حج فلم يرفث ولم يفسق عاد كيوم ولدته أمه ) الحديث .ومن شعائر الحج دروس وعبر تشير مجملها حيث تؤدي جماع إلى عظمة الوحدة والجماعة ولم الشمل واكبر درس في شعائر الحج هو أن يستوي هناك كل بني آدم فلا فرق بين رئيس أو مرؤوس ولا بين حاكم أو محكوم ولا غني ولا فقير ولا أمير أو وزير ولا ابيض ولا اسود إلا بالتقوى ، بل ربما صورة مصغرة ليوم المحشر حين يحشر الناس لرب العالمين .بل إن الحج يعتبر ترسيخ للأخوة الإسلامية بين الشعوب الإسلامية ودعوة للتعاون والتآزر فيما بينها وتذكير الأمة الإسلامية بواجبها نحو بعضها البعض .إن الحج وهو الركن الخامس في الإسلام وهدم احد الأركان أو تركه يعتبر هتك وهدم لبقية الأركان ومع ذلك يسر شرعنا الحنيف وخفف وجوبه إلا على من توفرت فيه الشروط الموجبة للحج ويتجلى ذلك حينما سأل احد الصحابة عن الحج :"أكل عام يا رسول الله فأعرض عنه رسول الله (ص) فظل الإعرابي يردد السؤال ويكرره على رسول الله وفي الثالثة قال له لو قلت نعم لوجبت ولو وجبت لما استطاعت عليه أمتي "فنزلت الآية ( يا أيها الذين آمنوا لا تسألوا عن أشياء إن تبدي لكم تسوؤكم ) الآية المائدة (101) .إن الحاج وهو يقف عند كل شعيرة من شعائر الحج يؤديها ينبغي إن يستشعر فضل الله ومنه وان ذلك الوقوف نعمة حباه الله إياها يجب إن يؤدي حق شكرها وحق شكرها إتباع منهاج الرسول الأعظم (ص) في كل منسك من مناسك الحج والتحلي بالأخلاق والصبر والصفات الرفيعة والالتزام بآداب الحج وتوجيهات الجهات المشرفة على خدمة الحجيج .وكون الحج أحد أركان الإسلام الخمسة ولا يجب إلا من توفرت في الشروط سالفة الذكر إلا انه لا يتحقق ويصبح حجا إلا من خلال تطبيق أركانه والتي لا يصح إلا بها جميعا ولا يجوز إن يحل من إحرامه حتى يأتي به أعظم ركن فيها وهو الوقوف بعرفة فمن فاته الوقوف بعرفه وقد أدى جميع الأركان فان حجه غير صحيح ويتحلل بعمل عمره ويجب عليه القضاء في العام المقبل وهذا الاستناد لحديث ( الحج عرفة) . وعلى هذا فان الأركان خمسة وقيل ستة على خلاف بين الفقهاء وهي،الإحرام مع النية ، الوقوف بعرفة ، الطواف بالبيت ، السعي بين الصفاء والمروة ، الحلق أو التقصير ومن جعله ستة ذكر فيه "الترتيب " ومعناه إن لا يقدم ركن على ركن وهو الراجح .ومعنى الركن الأول إن يبدا بالنية منذ مغادرته موطنه وعند وصوله الى الميقات وهو" يلملم " وجب عليه إن ينوي والنية ثلاث أشياء :ـ إن أراد الإفراد قال "لبيك اللهم بحج وعند إذا لا يجوز له إن يحل إحرامه الا بعد الوقوف بعرفة ورمي جمرة العقبة .إن أراد القران وصفته لبيك اللهم بحج وعمره ويسرى عليه الحكم الأول. التمتع وصفته لبيك اللهم بعمرة متمتعا بها إلى الحج وعند وصوله مكة يؤدي العمرة ثم يتحلل من إحرامه حتى يوم التروية وهو الثامن من ذي الحجة يلبس إحرامه ويقول لبيك اللهم بحج وينطلق إلى منى مبيتا فيها يومه وليلته فيصلي فيها خمس أوقات حتى إذا طلع يوم التاسع فجرا وهو يوم عرفه خرج من منى إلى عرفات ذكر الله ملبيا ذاكرا مستغفرا متواضعا خاشعا باكيا ، ويصلي في عرفه الظهر والعصر جمعا وقصرا إلى إن تغيب الشمس ، وبعد الغروب يعود إلى مزدلفة ليبيت فيها ويصلي المغرب ثم العشاء ويقف في المشعر الحرام ليقف فيه مهللا مكبرا داعيا الله بما يشاء وله إن يقف في أي مكان من مزدلفة لقوله صلى الله عليه وسلم ( ووقفت هاهنا ) وجعل مزدلفة كلها المشعر الحرام .في صباح اليوم العاشر يوم العيد وقبل طلوع الشمس يلتقط سبع حصوات يرمي بها جمرة العقبة وإذ كان معه هدي عمد إلى ذبحه أو وكل من يذبح عنه ومنى كلها منحر .ثم يحلق أو يقصر وهنا يكون قد تحلل من إحرامه ويسمى التحلل الأصغر فله إن يلبس ويغطي رأسه و يتطيب ولا يجامع النساء لحديث ( إذا رمى أحدكم جمرة العقبة وحلق فقد حلّ له كل شيء إلا النساء ) الحديث.بعد رمية جمرة العقبة وحلقه أو تقصيره كما سلف ذكره له إن يعود إلى مكة ليؤدي السعي والطواف فإذا وصل البيت الحرام دخل طاهرا وبدا بالطواف سبعا وواحد أركان الحج ويسمى طواف الإفاضة فيؤديه كما أدى طواف القدوم فإذا فرغ من الطواف صلى ركعتين خلف مقام إبراهيم ثم يذهب إلى المسعى فيؤدي سبعة أشواط ابتداء بالصفاء وانتهاء بالمروة وعند بدء السعي بين الصفى والمروة يتلو ويسبح ( إن الصفا والمروة من شعائر الله .......)إلى آخر الآية ثم يذكر الله ويهلل يسبح في كل شوط وعند الانتهاء من السعي من الصفاء والمروة فقد تحلل التحلل الأكبر وله إن يفعل كل ما كان محصورا عليه حتى النساء .ويعود في ليلته إلى منى ليبيت فيها وفي صباح يوم الحادي عشر وهو احد أيام التشريق يذهب إلى الجمرات فيرمي الجمرة الأولى بسبع حصيات ثم يذهب إلى الوسطى فيرميها سبعا ثم يذهب إلى الكبرى فيرميها سبعا ثم يعود ليبيت بمنى ليله الثاني عشر وفي اليوم الثاني عشر بعد النزول يذهب ليرمي الجمرات الثلاث كما سلف ذكره فإذا تعجل نزل مكة قال تعالى ( فمن تعجل في يومين فلا آثم عليه ) الآية وإذا لم يتعجل في اليوم الثالث عشر من أيام التشريق بعد النزول يذهب إلى الجمرات فيرميها على نفس ما سبق ثم يعود إلى مكة فان عزم على السفر طاف طواف الوداع وهو احد واجبات الحج ويعود إلى أهله وهو يردد ويقول " لا اله إلا الله وحده لا شريك له . له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير ، آيبون تائبون عابدون ساجدون لربنا حامدون.لا اله إلا الله وحده صدق وعده ونصر عبده وهزم الأحزاب وحده "فإذا كان قد ترك واجبا من الواجبات وهي ( الاحرا م من الميقات ، أو المبيت بمزدلفة ، أو رمي جمرة العقبة ، أو المبيت بمنى معظم ليالي أيام التشريق ، او رمي الجمار الثلاث ، أو طواف الوداع ) .فإذا ترك احدها لزم عليه الفدية وهي دم من الإبل أو البقر عن سبعة أشخاص الواحدة منها أو شاة من الضأن أو المعز عن الواحد فان لم يستطيع وجب عله صوم ثلاثة أيام قبل سفره من مكة وسبعة أيام عند رجوعه الى اهله .والله الموفق [c1]عضو اللجنة الإعلامية للحج والعمرة[/c]