مؤخراً ... بت أسمع كلمة تردد ما يقارب العشرين مرة في الخطاب الواحد للرئيس الأمريكي (السيد بوش) رئيس الولايات المتحدة الأمريكية، ربما هناك منكم من حزر هذه الكلمة بينما بعض لم يعرفها بعد، وذلك على الأرجح لعدم مبالاته بما يقوله ذلك الشخص!!!عموماً.. الكلمة باختصار هي (الحرية)... في الواقع استهوتني تلك الكلمة كثيراً حتى أنني بت أتأمل الطيور الموجودة في (القفص) في بيتنا وكنت أسألها (ماذا تعني لك الحرية وأنت هنا أيتها الطيور؟!!!) بصراحة رددت هذه الكلمة بتأمل مراراً... وكانت النتيجة أنّ الكلمة ( عظيمة).قبل أن أتحدث عن الموضوع.. هناك أسئلة أرددها على نفسي وهي (ترى من منا لا يبحث عن الحرية!!؟، ، من منا لم يتأمل ولو لمرة واحدة في حياته طائراً يطير في الهواء.....).في أحدى المرات... كنت قد طرحت سؤالاً على أب أحد الأصدقاء لي فقلت له (مَنْ يعيش الحرية ياعمي؟) رد مبتسماً (الأبطال والمجانين)، ابتسمت وأنا أفكر .. (حاول أن تجيب على هذا السؤال بنفسك ترى أنت كيف يعيش الأبطال والمجانين)؟!!وأنا أتحدث في أحد المكالمات الهاتفية مع أحد الصحفيات القديرات، طرحت عليها السؤال التالي (لمن الحرية، أنت تعتقدين يا أستاذة...!!؟)، ردت بعد تفكير لفترة من الوقت (أعتقد أنّها للأقوياء والعابثين) شكرتها وأكملت الحوار.مرةً أخرى... وأنا أتحدث مع عمي الذي كان يحدثني بدوره عن المقاومة أيام الاحتلال البريطاني لعدن، سألته (لما الحرية؟) أو (لماذا الحرية؟) رد باستغراب شديد (هل حقاً لا تعرف لماذا الحرية يا علاء..؟)، خجلت من نفسي حينها وقلت مبتسماً (اعتبرني غبي وأجبني) قال لي وبحزم .. . (يا علاء ... من أجل التحرير من الظلم والقهر واستعادة الحقوق للشعوب وبدأ يشرح لي العبارة السابقة.وبينما أنا في أحد الملتقيات الشبابي كان هناك وقتاً ليتحدث كل واحد عن موضوع معين لمدة نصف ساعة وعلى الآخرين أن يعلقوا بجملةٍ واحدةٍ أو بعبارة واحدة فقط. حينها فكرت لماذا لا أطرح عليهم السؤال عن الحرية لطالما شغلني فسألت عن مبتغاي وكان الجواب من أحد المشاركات من مصرَ (للشعور بالراحة النفسية أو للتمرد على الأعراف والقوانين.).... ابتسمت كالعادة وقلت حسناً أظن أنني اكتفيت.أخيراً.. سألت أحد (الشيوبة) كما يحلو لنا أن ندعي من هم يكبروننا سناً وبالمناسبة دعوني أطلعكم بأحد أسراري إني أجد الحديث مع (الشيوبة) متعة حقيقية واستمتع كثيراً جداً للحديث معهم عندما يتحدثون عن قصص ومواقف مروا بها لذا وجدتها فرصة كي أوجه سؤالي لأحدهم وبهذا تكون فكرتي قد اكتملت إلى الحد الذي أريده أنا فقلت له (بماذا الحرية؟) رد غاضباً (نحن نتكلم عن موضوع آخر... ليش تخربط بين المواضيع، أنتم شباب اليوم طول عمركم كذا غير منظمين... إلخ)، كان رده بالكلام (العامي) تأسفت له وقلت له : (لا .. الحكاية إنّ عندي بحث عن الحرية بس حبيت أعرف منك لا غير...) فرد قائلاً لي (طيب .. الحرية تكون بالنفس ثم المعتقد فالانتماء فالفكر فالوطن)، وعاد إلى الموضوع السابق.من يملك الحرية؟أبحث في النقاط الخمسة السابقة واختر المعاني التي تستمد حريتك منها، وتبعاً لذلك فمن يملك الحرية سنجد أنّهما صنفان من البشر وفق وجهة نظري الشخصية :الأول : هم الأبطال الأقوياء الباحثين عن الشعور بالرضا عن النفس والقناعة.والثاني : هم المجانين العابثين المتمردين على الأعراف والقوانين ومصطلح الحرية يحلهم من كافة الاصطفاءات التي تميز النفوس البشرية.كلا النوعين يتمتع بالشعور بالحرية ومن الطبيعي أن تتوق النفوس البشرية إلى النوع الأول من الحرية، حرية الأقوياء الواثقون أصحاب القناعات والمبادئ اللاهثون إلى ما وراء الأفق.الذين يطأون الأرض بأقدامهم والسماء بعقولهم وأبصارهم.ولكن من هم هؤلاء وكيف نستطيع الإنضمام إليهم؟هؤلاء هم من يملكون الفكر والضمير، هم أصحاب الإرادة في الحياة، لهم فقط متعها ولهم فقط أن يخطو بها ما يشاءون حتى أتفه خرابيشهم تقدسها الحياة فأصحاب الإرادة لهم القرار ولهم الحرية.وكما يقول نيتشة عن لسان زرادشت :"أن تريدون تسلق الأعالي فاستعملوا سيقانكم، لا تطلبوا أن تحملوا"."إن يكن الإنسان ناقصاً فلا نيأس، وإلى الأمام"!وافعلوا ما تريدون أنّما كونوا ممن يسعهم أن يريدوا"...أعطي لنفسك فرصة حقيقية للتأمل بهذا المقال... وجد معنى لكلمة (الحرية) فهي كلمة عظيمة تستحق التأمل والتفكر فيها.يوماً سعيداً،،،* علاء عصام حسن الأغبريرئيس جمعية المجتمع الأليكترونيعضو مجلس شورى الشباب اليمني
مفهوم الحرية
أخبار متعلقة