د. حصة الرفاعي *ان وقاحة الصحيفة الدانمركية المدعوة جيلاندز بوستن، وتطاولها السافر على رسول الله، نبينا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، لا يمكن ان يصدرا إلا عن مشاعر بغضاء كامنة في نفوس اعداء الإسلام، وقد وجدت تلك المشاعر الدفينة المناخ الملائم لتهب من سباتها وتحرك اصابعها الشائهة وتطلق سمومها العفنة مجترئة على خاتم الرسل وسيد الخلق أجمعين.ولا يخفى على احد ان الاسلام منذ بداية ظهوره دين مستهدف من قبل أعداء الله. وان حامل رسالته الشريفة وصحبه عانوا كثيراً في سبيل نشر دعوة الخالق جل وعلا حتى عم الدين الجديد بقيمه ونهجه السامي اصقاع الارض. ولكن مع ذلك بقي من يناوئه ويحاربه بضراوة.وربما يعرف البعض قصة الرؤيا التي شاهدها احد السلاطين حين جاءه رسول الله في المنام مستنجداً فهرع السلطان الى مقام سيدنا محمد ليكتشف ان رجلين يهوديين قاما بحفر خندق يؤدي الى ضريح النبي بقصد سرقة رفاته الطاهر. فقام ذلك الحاكم بقتل الرجلين واحباط مؤامرتهما الدنيئة.ومن منا لا يتذكر قصة الشاة المسمومة التي اهدتها احدى نساء يهود خيبر الى الرسول صلوات الله عليه واصحابه، فلما تبين له ذلك أمرهم برفع ايديهم عنها؟ وغير ذلك كثير مما يكشف لنا عن عمق العداء الذي يعتمل في نفوس اهل الضلال، ويحرك نوازعهم البغيضة تجاه الاسلام والمسلمين، على الرغم من ان الاسلام يأمرنا باحترام الديانات الاخرى وتقديس حملة رسالتها السماوية بل ان احترام المسلم لانبياء الله يفوق تقدير اتباعهم لهم، انطلاقاً من ايمانه بان كل الاديان تدعو الى عبادة الواحد الاحد وان اختلف المنهج وتنوعت الرؤيا، ولم يلحق بتلك الملة التحريف والتشويه.ان الافتراء على رسولنا الكريم والذي اثار سخط المسلمين في كل مكان يستحق اتخاذ كل الوسائل الكفيلة بمنع مثل هذا التعدي السافر على ديننا سواء على المستوى الدبلوماسي او الاقتصادي او الاعلامي او القضائي. وهذا اقل ما نفعله لنصون عقيدتنا ونحمي كرامة نبينا من دنس الآثمين.ولكن لنتوقف قليلاً ونسأل انفسنا: لماذا تكالبت علينا الالسن والاقلام المسعورة في الآونة الاخيرة؟ ومن هو المتسبب في هذه الهجمات الضارية على الاسلام ورموزه؟ أوليس نحن او بالاحرى سفهاؤنا من اطلق عقال الضغينة ضد الاسلام بما ارتكبوا ويرتكبون من جرائم سافرة بحقه؟ أوليس هم اولئك السفهاء الذين حرفوا المعاني السامية لهذا الدين العظيم وتعاليمه السمحة التي كفلت له الانتشار الساحق بين الأمم؟ أوليس هم من زعزع قيمه التي تأسست على ثوابت راسخة من الدعوة الحسنة والتسامح واحترام عقائد الاخرين والتعايش معهم بسلام؟وهذا، لو يفقهون، هو سر عظمة الدين الاسلامي وحكمة رسوله الاكرم.أوليس هي تلك الفئة التي طغى لديها دوي المتفجرات وازيز طائرات الموت وجز رقاب خلق الله على صوت العقل والمنطق والدعاء على اتباع الأديان السماوية في المساجد؟!!نعم .. إنها تلك الفئة التي تعدت جرائمها بلاد الغرب الى البلد الذي احتضن الحرمين الشريفين وكعبة المسلمين؟ وهل استطاع هؤلاء ان يصلوا الى غايتهم المنشودة بحد السيف ام انهم اسهموا بشكل كبير في شحن القلوب بالنفور من الاسلام وتعريضهم للذل والامتهان في حلهم وارتحالهم؟*عن صحيفة / "القبس" الكويتية
أعداء الإسلام هم سفهاء الإسلام
أخبار متعلقة