دلايبدو أن هناك خلافاً أو أختلافاً في ما تحقق للمرأة اليمنية من عوامل ومتغيرات جعلتها تتبوأ مكاناً ملائماً وموقعاً جديداً ساهم ويساهم باستمرار في العملية التنموية الجارية في عموم الجمهورية، في وقتنا المعاصر.فخلال خمسين سنة مضت، ولاسيما عقب ثورتي 26 سبتمبر، و14 أكتوبر المجيدتين كانت الارهاصات الاولى للاهتمام بتعليم الفتاة، والاتجاه نحو وضع المرأة ودورها في المجالات الاجتماعية والثقافية والاقتصادية والسياسية .. ويشكل التعليم عنصراً مهماً في اكتساب المعارف والخبرات، ويعتبر التعليم والتعلم المستمر مفتاح التنمية البشرية وأساس تطوير المجتمعات الانسانية وسبيل اساسي للحياة الحرة والعيش الكريم .والتعليم والمعرفة مكنت الانسان من مواجهة التحديات من خلال التطور التكنولوجي الهائل في كافة مجالات الحياة، والتي جعلت العالم أشبه بقرية كونية صغيرة. وقد بادرت حكومة الثورة بتوفير المزيد من المدارس والمعاهد التقنية والفنية للذكور والاناث بغية الاستفادة من طاقة الجنسين في تحقيق التنمية، وتم التركيز على تأهيل الفتيات وتقديم التسهيلات اللازمة لهن، للاستفادة من طاقة النساء وقدراتهن في احداث التغيير في البناء الاجتماعي والنهوض به.ومافتئت السياسة التعليمية في الجمهورية اليمنية تؤكد على تكافؤ الفرص التعليمية امام شرائح المجتمع، لافرق بين ذكر أو انثى، ولا بين حضرٍ أو ريف، والتعليم حق مكفول للجميع. وتنتشر المدارس والمعاهد والمؤسسات التربوية في جميع محافظات الجمهورية وهي مفتوحة للطلاب والطالبات ، بيد ان العادات والتقاليد السائدة في الاسرة اليمنية ولاسيما في بعض المناطق الريفية ، وظاهرة الزواج المبكر للفتيات ، والدور التقليدي للمرأة في المنزل ونظرة الرجل السلطوية للمرأة تشكل عائقاً كبيراً يحول دون تعليم الفتيات في المدارس النظامية.ويعتبر التعليم العام في اليمن أو التعليم الاساسي تعليماً الزامياً وهو تعليم مجاني فرضته على الجنسين من عمر 7 سنوات حتى 16 سنة أي ان مدة التعليم الاساسي الالزامي والمجاني تسع سنوات أما التعليم الثانوي فمدته ثلاث سنوات وهو حق مكفول للذكور والاناث في كل من الريف والمدينة وتشير احصاءات الجهاز المركزي للاحصاء تدني نسبة الملتحقين للدراسة الثانوية والمعاهد العلمية من النساء إلى حدود الثلث، كما أن نسبة الملتحقات بالجامعات اليمنية بلغ حوالي 24 مقارنة بنسبة التحاق الذكور "حسب احصائيات الجهاز المركزي للاحصاء لعام 2002م".أما النساء اللاتي تجاوزن اعمار الدراسة المنتظمة فيحق لهن الانخراط ببرامج محو الأمية وهي على ثلاث مراحل أولاً: مرحلة الاساس ومدتها عام دراسي واحد، ثانياً: مرحلة التكميل ومدتها عام دراسي واحد ايضاً والمرحلة الثالثة والاخيرة مرحلة المتابعة ومدتها ايضاً عام دراسي ويحق بعدها للمتحررات من الأمية أن يلتحقن بالمرحلة الاعدادية والانتساب إلى الثانوية .الجدير بالملاحظة إن محو الأمية واجب وطني وجندت طاقات الشعب لتحقيقه وان نسبة الأمية بين النساء بالذات نسبة كبيرة جداً سيان في المدينة أو في الريف، ولاتزال تبذل جهود كبيرة حكومية وغير حكومية للقضاء على الأمية هناك مزيد من العناية والتركيز لتعليم النساء والقضاء على أميتهن لمساعدتهن للانخراط في سوق العمل ورفع مستوى دخل أسرهن.وتتكاثف الجهود الحكومية مع منظمات المجتمع المدني في توفير مدارس المجتمع لاستيعاب الاطفال الذين لم تشملهم الخدمة التعليمية والاطفال ذوي الاحتياجات الخاصة وتساهم المؤسسات المدنية غير الحكومية مع المؤسسات الحكومية في تشجيع الفتيات على تنفيذ مشاريع صغيرة كالحياكة والصناعات الحرفية والعمل على تسويق هذه المنتجات وتمكين الفتاة من الاسهام في مشاريع التنمية الشاملة .ان سياسة اليمن بعد الوحدة اليمنية تقوم على التطوير الكمي والنوعي لمنظومة التعليم ونحو استكمال تطوير التعليم ليتوافق مع ما توصلت اليه الدول المتقدمة من نهضة في التعليم يعود على المجتمعات بالنماء والازدهار .. وتتوافق المناهج اليمنية مع متطلبات العصر من حيث استخدام اجهزة الحاسوب والوسائل الحديثة الاخرى والتقنيات في قنوات التعليم وان كان هذا التخطيط للعملية التربوية والتعليمية يسير ببطء وفقاً للظروف الذاتية والموضوعية للبلد .لقد استطاعت المرأة في ظل القيادة الحكيمة للجمهورية اليمنية من المشاركة في المجالات الحياتية المختلفة وان نسبة مشاركة المرأة في المعترك السياسي وصل إلى 15، وقد ازداد وعي اولياء الامور بأهمية التعليم للفتيات جنباً إلى جنب مع الذكور، كما استطاعت وزارة التربية والتعليم من خلال الاستراتيجية الوطنية للتعليم الاساسي رفع نسبة الملتحقات في التعليم الاساسي إلى 63 "14 أكتوبر العدد 13573، 5 / 11 / 2006م".ولاغرو ان تسعى بعض المنظمات غير الحكومية في اليمن إلى رفع مستوى تعليم الفتاة في الحضر والريف معاً وتقديم المنح الدراسية للفتيات وتوفير التقنيات اللازمة لتأهيلهن للانخراط في سوق العمل وللمساهمة وبناء المجتمع اليمني وتحقيق تقدمه وازدهاره في كافة مجالات الحياة.وعموماً يمكن القول ان المجتمع اليمني تبدو فيه تحولات اجتماعية مختلفة تشارك المرأة الرجل في كل مجالات الحياة الحيوية السياسية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية ويعملان معاً ـ الرجل والمرأة ـ في القضاء على رواسب الماضي وتأكيد أهمية التعليم وضرورته واستخدامه للارتقاء بأسلوب العمل ورفع مستوى الدخل الوطني .
المؤسسات الحكومية والمدنية ودورهما في تعليم الفتاة وتحقيق التنمية
أخبار متعلقة