على هامش افتتاح المعرض الدولي الأول لكتاب الطفل والمرأة في صنعاء:
استطلاع/سوسن الجوفي
تعلق نظر ماجد طفل العاشرة بقصص المغامرات والحروب واحتار في تحديد ما يريده وما يقتنيه من معرض الطفل والمرأة، فيما كانت عليا طفلة الثالثة عشرة تسترق عددا من النظرات إلى كتب معنونة بالمراهقة وكتب الأنوثة والجمال، بينما تسمرت قدما مهند أمام قسم البرمجيات والأسطوانات المدمجة التي تنوعت بين الألعاب والحروب والتسالي والتعليم.وفي الوقت الذي يبحث فيه الأطفال عن الكتاب أو القصة التي تجذبهم تصفحت عدد من الأمهات مجموعة من الكتب الخاصة بالطبخ وفنونه وأسرار نجاح الحياة الزوجية وكتبا خاصة باللياقة الجسدية والعلاج بالأعشاب الطبيعية.
[c1]تعريف للمعرض[/c]في معرض صنعاء الدولي الأول لكتاب الطفل والمرأة الذي نظمته الهيئة العامة للكتاب بالتعاون مع وزارة الثقافة ومؤسسة رسيان للمعارض والتسويق واستمر عشرة أيام تجولت سطور إدارة المرأة والطفل بوكالة الأنباء اليمنية (سبأ) في أقسام المعرض بين كتب ورسوم وقصص طفولية وأخرى متعلقة بالمرأة.مدير عام معرض كتاب المرأة والطفل مجيب الحكيمي قال إن الهدف من معرض كتاب الطفل والمرأة هو الاهتمام بثقافة الطفل بحيث يجد المعلومة الصحيحة التي تناسبه بدلا من أن يتوه وسط جملة من الكتب العلمية وهو عاجز عن تحديد ما يحتاجه وما يناسبه وكذلك بالنسبة للمرأة. مشيرا إلى أن المعرض اشتمل على إصدارات جديدة من دور متخصصة ومتميزة من لبنان وسوريا ومصر، وكذلك دور نشر محلية وعربية، لافتا إلى أن 25 دارا ضمت 40 إلى 50 ألف عنوان استهدفت الطفل والمرأة وتنوعت بين كتب وقصص تعليمية وتسال وترفيه وفنون الطبخ والخياطة وغيرها.وأوضح مدير المعرض أن هذا المعرض سيتم افتتاحه سنويا مع إجراء بعض التعديلات على الوقت حتى لا يتعارض افتتاحه مع الناشرين.
[c1]آراء عدد من الزائرين للمعرض[/c]اتجهت سلوى وأحلام ورانيا إلى تصفح كتب الطبخ وفنونه فيما اكتفت صديقتهن حنان بالبحث عن عناوين مثيرة لقصص وروايات بوليسية تحب متابعة أحداثها منذ فترة طويلة.تقول سلوى: إن فكرة المعرض متميزة رغم أنه يكتنفها كثير من التقصير والترتيب والنظام خاصة أن المكان مفتوح والأمطار تسببت في عرقلة للبائع والزائر.وتابعت: إن المعرض إذا أصبح تقليدا سنويا فإن الإقبال عليه مستقبلا سيكون كبيرا خاصة إذا تم تلافي عدد من أوجه القصور خلال التجربة الأولى.وقريبا منها كانت أم عبد الملك تشارك مع أسامة ذي السبع سنوات وعامر الذي يكبره بثلاثة أعوام في التصفح والبحث عن الأفضل، تقول أم عبد الملك: إن القراءة غذاء ضروري للأطفال يفتقده الطفل اليمني بصفة خاصة لأن الأطفال يكتفون باللعب ومشاهدة المسلسلات الفضائية التي لا تجلب لهم سوى التبلد والكسل.
[c1]كتب متخصصة ذات صلة[/c]وأضافت إنها عندما قرأت إعلان معرض المرأة والطفل دفعها فضولها إلى التعرف على الكتب والقصص التي تناسب أعمار أبنائها الثلاثة لان القراءة بالنسبة لها أمر ضروري ومهم باعتبارها متعة وغذاء للعقل والذهن.أما أم أنهار فقد جاءت للمرة الثانية لاقتناء كتاب فن التطريز بعد أن كانت زيارتها الأولى خاصة بالبحث عن كتب تعليمية لطفلتها ابنة السادسة وقد جذبها الكتاب الذي تريد من خلاله تنمية موهبتها في التطريز.قد يجد الطفل المعلومة التي تهمه والتي يبحث عنها في معرض ضم كل ما يتعلق بالطفل والمرأة ولكن قلما نستطيع الحصول على اسر تحفز الطفل على القراءة والمطالعة في الإجازة الصيفية التي تمر دون أن يستفيد الأبناء من أيامها ويكتفي الجميع باللعب ومشاهدة التلفاز.اقتربنا من خالد المقطري الذي احضر زوجته وأطفاله الأربعة للتجول في أقسام المعرض وأخذ ما يناسبهم واعتبر المقطري أن هناك خطأ شائعا بين كثير من الأسر اليمنية، وهي أن إجازة الصيف بالنسبة للأطفال للعب فقط وليس هناك داع للقراءة والمطالعة لأن الطفل يقرأ ويطالع طوال فترة الدراسة وهذا خطأ فادح لان الكثير يجهلون أهمية القراءة لتنمية مدارك وخيال الطفل لان الدروس التي يتلقاها الطفل طوال فترة الدراسة خاصة بالتعليم، أما القراءة فهي ثقافة وعلم واطلاع ولكن للأسف نحتاج إلى وقت طويل حتى يعي كثير من الآباء هذا الشيء.[c1]المردود المادي للمعرض[/c]وفي القسم الخاص بكتب ومستلزمات الأطفال بمؤسسة التنوير لثقافة المرأة والطفل أشار مسؤول البيع إلى أن أكثر الكتب مبيعا هي الكتب التعليمية والمصورة وخاصة للمراحل الأولى من العمر تليها القصص والتسلية والترفيه.وفي أحد الدور المصرية للنشر أوضح مسؤول البيع أن أكثر ما تأخذه المرأة اليمنية هي الكتب الطبية والعلمية الخاصة بالتداوي بالأعشاب الطبيعية تليها كتب الطبخ والجمال وأسرار السعادة الزوجية.ولا يقل جناح البرمجيات والأسطوانات المدمجة أهمية عن باقي الأقسام حيث يكتظ هذا الجناح بكثير من الاسطوانات وآلات الألعاب التعليمية والترفيهية الناطقة ويرى المسؤول عنها أن الإقبال عليها كبير لان الأطفال لا يستغنون عن هذه الوسائل خاصة وأن التكنولوجيا قد سهلت للصغير قبل الكبير استخدامها وان لها دورا في تعليم الأطفال وتنمية مداركهم بأسلوب مبسط وسلس.ويبدو واضحا سخط مسؤول البيع أحمد الذي لم يكن راضيا عن حركة البيع بسبب تقلبات الجو التي قللت متعة البحث لدى الزائر والعرض لدى البائع..وتمنى أحمد أن يكون المعرض القادم أكثر تنظيما وتنوعا.اقتربت إدارة المرأة والطفل من الأطفال الذين يقبلون على شراء القصص والكتب حيث قال سليم إنه يحب قصص الحروب والمغامرات وهو يقرؤها فقط في الإجازة الصيفية، أما بالنسبة لشهد طفلة الثامنة فهي تحب قصص سبيستون الخاصة بالفتيات، وكذلك اللواصق والطوابع الخاصة بالفتيات الخارقات، واكتفت بسمة بجمع عدد لا بأس به من كتب تعلم الرسم لأنها تحب الرسم كثيرا على حد تعبيرها.و يظل الكتاب صديقا حميما للصغار والكبار..و حتى إن قل متصفحوه بسبب التطور السريع للتكنولوجيا إلا أنه يتيح للقارئ فرصة التمعن وإطلاق العنان للخيال في التأمل والتعمق بأحداث مضمونه وهذا المعرض دعوة سنوية مفتوحة لجميع الآباء في الالتفات إلى ما يغذي عقول وأذهان أبنائهم.