نقلت صحيفة "الشرق الأوسط" السعودية التي تصدر من لندن تصريحات مطمئنة لنائب "حماس" في خان يونس، صلاح البردويل، نفي فيها أية نية لـ"حماس" لفرض "الأسلمة" على المجتمع الفلسطيني. ولكن جريدة "هآرتز" الإسرائيلية نقلت تصريحات لنائب حماس الشيخ أبو طير يؤكد فيها أن الحركة ستقوم بأسلمة مناهج التعليم وستعتمد الفصل بين الجنسين في المدارس.وبحسب "الشرق الأوسط"، نفى قيادي بارز في حركة حماس ان تكون حركته بصدد اتباع منهج الاكراه الديني ومحاولة فرض تعاليم الدين الاسلامي على المجتمع الفلسطيني بالقوة. وقال الدكتور صلاح البردويل، ابرز قادة الحركة في جنوب القطاع الذي فاز بمقعد في المجلس التشريعي الجديد عن مدينة خان يونس لـ"الشرق الاوسط" "حماس لم ولن تفكر مطلقاً في سن أي قوانين يمكن أن يفهم منها فرض تعاليم الدين الاسلامي بالإكراه على المجتمع".ونفى البردويل بشدة أن تكون الكتلة النيابية للحركة بصدد سن قوانين لفرض الحجاب الاسلامي على النساء. وأضاف "نحن نفرق بين إيماننا بأن ارتداء الحجاب فريضة شرعية على اعتبار ان ذلك جزء من تعاليم الدين الحنيف، وبين فرض هذه الممارسة الدينية على النساء». وأوضح أن الطريق الوحيد لتطبيق هذه التعاليم هي محاولة اقناع الناس بذلك، وليس عن طريق الاكراه وفرض القوانين، مشيراً الى «ان تعاليم الدين تنتشر فقط بعد أن تتقبلها القلوب، ولا يمكن أن تكون نتاج تخويف او ارهاب". وأكد ان المؤسسات الثقافية والدعوية والفكرية للحركة ستواصل جهودها اقناع النساء بارتداء الحجاب "بالحسنى".واستدرك البردويل قائلاً ان اكثر من 90 من النساء في فلسطين يرتدين الحجاب. وأشار الى ان حركة حماس تؤمن بالطريق الذي انتهجته جماعة الاخوان المسلمين التي لم تحاول بالمطلق اتباع الاكراه الديني والترهيب الفكري من اجل نشر قناعاتها. وأكد ان الجمهور الفلسطيني يدرك الطابع المرن للمنطلقات الفكرية لحماس، الامر الذي جعل الحركة تحوز على اصوات من المسيحيين بشكل اكبر من الاصوات التي حازت عليها بعض الحركات العلمانية من هذه الاصوات.واستهجن ان يقوم "البعض" بعقد مقارنات بين حماس وبين حركة طالبان، التي كانت تحكم افغانستان، مشدداً على ان لحركتي حماس وطالبان فهمين مختلفين لتعاليم الدين. وأضاف ان حركة حماس لا تجد في منطلقات «طالبان» مجالا للاقتداء. واعتبر ان محاولة اتهام حماس بالتخطيط للاكراه الديني "يندرج ضمن حملة شاملة تعكف عليها جهات داخلية وإسرائيلية وخارجية لتشويه صورة الحركة، وتنفير الناس منها". من ناحية ثانية، نفت ام نضال فرحات التي فازت بمقعد ضمن قائمة حركة حماس للانتخابات، ان تكون قد صرحت بأنها ستبادر الى سن قانون لفرض الحجاب على النساء. وفي تصريح تلقت "الشرق الاوسط" نسخة منه، قالت ام نضال "ان حركة حماس حركة اسلامية منفتحة وليست منغلقة، ولا يمكن ان تقيد حريات الناس. وأشارت الى ان «حرية الجميع مكفولة ضمن تعاليم الدين الإسلامي الحنيف".ولكن "هآرتز" الإسرائيلية نقلت عن الشيخ محمد أبو طير، الذي كان ترتيبه ثانياً على قائمة مرشّحي "حماس"، أن الحكومة الفلسطينية المقبلة ستعتمد الشريعة كمصدر للقانون في قطاع غزة والضفة الغربية. وقال أبو طير في مقابلة مع جريدة "غلوب أند ميل" الكندية أن الحكومة المقبلة ستعدّل نظام التعليم الفلسطيني لإضفاء طابع أكثر إسرائيلية على مناهج التعليم ومن وأجل الفصل بين الصبيان والبنات.وقال أبو طير أن أول تشريع للبرلمان الفلسطيني الجديد سيكون إعتبار الشريعة مصدراً للتشريع.وللكنه أوضح أنه لن يتم حظر الكحول وأن ارتداء النساء للحجاب لن يكون إلزامياً.وأضاف أبو طير أنه طالما استمرّ الإحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية، فإن الكفاح ضد الدولة اليهودية سوف يستمر، وأن "حماس" لن تركع أمام المانحين الأجانب إذا ما توقّف المعونات إلى السلطة الفلسطينية.
«حماس» تنفي نيتها فرض الحجاب وأسلمة المجتمع قانونياً
أخبار متعلقة