غضون
* النائب المستقل في مجلس النواب أحمد سيف حاشد يواجه محنة مع نواب في كتلة حزب التجمع اليمني للإصلاح، معروفين بتشددهم وأصوليتهم، وثلاثة منهم على الأقل خطباء مساجد ولهم سوابق في مجال التصدي للحريات العامة والخاصة.* نواب حزب الإصلاح الذين تركوا القضاء والقانون وقاعة مجلس النواب وخرجوا يتحركون هنا وهناك بوصفهم محتسبون ويريدون إخراج النائب أحمد حاشد من البرلمان وإن أمكن بعد ذلك التعامل معه كعدو لله وللإسلام.* هؤلاء لم يختلفوا مع زميلهم حاشد على مشروع نص قانوني ولم يختلفوا معه حول قضايا من تلك المدرجة في جدول مجلس النواب، بل صبوا عليه غضبهم لأن صحيفة (المستقلة) التي يديرها نشرت معلومات وآراء لم ترق لهم أو لم تتفق مع تصوراتهم المتزمتة وثقافتهم الكهنوتية .. هؤلاء الذين احتلوا منابر المساجد وتوزعوا على الصحف يتباكون من أجل حرية الرأي والتعبير، سقطوا في امتحان سهل مع حرية الرأي والتعبير التي مارستها صحيفة (المستقلة).* حزب الإصلاح الذي ينتمي إليه هؤلاء النواب المكفرون والمعادون للحريات وحقوق الإنسان، لم يبد أي موقف تجاههم، رغم أن حزب الإصلاح أصبح في السنوات الأخيرة في مقدمة المكثرين من الكلام حول هذه الحريات والحقوق.* حزب الإصلاح يصدر بياناً يدين فيه إدارة مطار صنعاء لأنها لم تسمح لأحد صحافييه أن يكون حمولة إضافية على طائرة ليس فيها مقعد شاغر، هو نفسه الحزب الذي لم يعلق ولو بكلمة واحدة في قضية خطيرة يقوم فيها نواب من كتلته النيابية وأعضاء في هيئاته القيادية بمجهود كبير لطرد نائب مستقل من البرلمان وتعريض حياته للخطر جراء تهم التخوين الديني والطعن في كرامته وأخلاقه وولائه الوطني.* كان أولى بقيادة حزب الإصلاح أن تنبه أولئك المتزمتين بخطورة الدور الذي يقومون به، وأن يتحرروا من عقدة الوصاية على الضمائر، فهم نواب وليسوا عسساً أو سدنة أو قضاة أو جلادين.