قد لا يؤمن معظمنا هذه الأيام بالعمل التطوعي الجامعي، ولكن هذا لا ينفي الآثار الإيجابية للعمل التطوعي الجامعي حيث أصبحت كثير من الدول والمنظمات تتجه إلى حث الشباب للدخول في أعمال تطوعية جامعية سعياً منها لخلق أجيال تؤمن بالعمل ضمن جماعة وخدمة الجماعة. ففي العمل الجامعي يكتشف الإنسان في نفسه ملكات لم يكن يُدرك أنّها موجودة فيه، وفيه يقتل الشاب الشعور بأن لا فائدة له في هذه الحياة. وعلى الرغم من أنّ المردود المالي للأعمال التطوعية الجماعية قد يكون ضئيلاً وقد يكون معدوماً في غالبية الأحيان، إلا أنّ المردود المعنوي هو أكبر من أن يفكر الشخص بالمال. بالأعمال التطوعية الجماعية تُخلق روح الجماعة وروح القيادة فكل فردٍ في الجماعة يعلم بأنّ له دوراً فعالاً لا تتحقق أهداف جماعته إلا إذا أدى هو هذا الدور بفعالية فتراه يتفانى ويبذل أقصى ما عنده من جهدٍ ويستخرج جل ما عنده من معلومات وامكانيات ساعياً وراء خدمة الجماعة. تدرك مؤسسات التنمية البشرية بفائدة الأعمال الجماعية التطوعية وأصبحت تتجه لهذه الأعمال لمحاربة ظاهرة البطالة التي أصبحت تتفشى في المجتمعات، فيا ليت يتجه شبابنا لهذه الأنواع من الأعمال ويا حبذا أن يجتمع جماعة من الشباب ويحددوا هدفاً ويبدؤوا بالعمل بتحقيق هذا الهدف لا بالمال ولكن بالمجهود الذي قد يأتي بالمال ومن ثمّ توظيف هذا المال لخدمة كثير من المحتاجين في المجتمع وما أكثرهم، وللشباب ضمان بمتعة العمل الجماعي وبروعة الشعور الذي يخلقه هذا النوع من الأعمال.عثمان عصام عثمان
المفتتح
أخبار متعلقة