لدى افتتاح أعمال الاجتماع الـ (12) لاتحاد المحاكم والمجالس الدستورية العربية
صنعاء/ سبأ: بدأت امس في العاصمة صنعاء أعمال الاجتماع الـ 12 لاتحاد المحاكم والمجالس الدستورية العربية وكذا فعاليات الملتقى العلمي الخامس، التي تستمر ثلاثة أيام بمشاركة 13 دولة. وفي الجلسة الافتتاحية للاجتماع ألقى القاضي عصام عبدالوهاب السماوي رئيس مجلس القضاء الأعلى رئيس المحكمة العليا رئيس الدائرة الدستورية كلمة أشار فيها إلى أن اليمن أدرك مبكرا بأن المعيار الحقيقي لتقدم ونهوض الشعوب يتمثل فيما تتضمنه دساتيرها مواد تنظم العلاقة بين الحاكم والمحكومين وما تكفله تلك الدساتير من حقوق للمواطنين ، وما تشتمل عليه من مبادئ في الحرية والعدالة والمساواة واحترام حقوق الإنسان والتي في ضوئها يمكن تحديد مدى قوة الدولة أو ضعفها . وتابع السماوي قائلاً: “ ومن هذا المنطلق فقد جاء دستور الجمهورية اليمنية ترجمة حقيقية للخيار الديمقراطي الذي تنتهجه اليمن بما تضمنه من حريات ومبادئ ترعى قيم العدالة والمساواة واحترام حقوق الإنسان”.وأضاف: “ كما أن دستور اليمن قد ضمن للمواطن حرية الرأي والفكر والانتماء السياسي والحزبي كما ضمن حقه في اللجوء إلى القضاء للدفاع عن نفسه وتضمن كذلك بنود تتضمن مبدأ الفصل بين السلطات واستقلال السلطة القضائية ماليا وإداريا كما كفل القانون اختصاص الدائرة الدستورية في المحكمة العليا في الرقابة على دستورية القوانين واللوائح والقرارات والأنظمة عموما”.وقال رئيس مجلس القضاء الاعلى:” أن كل ذلك يحظي برعاية كريمة ومتابعة حثيثة من فخامة الرئيس على عبدالله صالح ، رئيس الجمهورية ، الذي كان لحكمته وسعة صدره واُفقه الواسع عميق الأثر في تعميق تلك المفاهيم والتعامل معها ، كحقائق ثابتة تستدعيها شروط النمو والتطور وتقدم الشعب اليمني”.واكد القاضي السماوي أن أهمية الملتقي العلمي لاتحاد المحاكم والمجالس الدستورية العربية تكمن في كونه يحفل بالعديد من القضايا والموضوعات ذات الاهمية البالغة وهي قضايا تتعلق بالدساتير التي تعد صمام أمان الشعوب وتحدد مساراتها نحو الرقي والتقدم والازدهار ، معربا عن أمله بأن يقف هذا الاجتماع أمام مشكلات وعوائق تطوير اتحاد المحاكم والمجالس الدستورية العربية ، وتعزيز دورة ككيان فكري وقانوني يمثل أقطار الدول العربية في المحافل الاقليمية والدولية والخروج برؤى عملية وشاملة تضمن ايجاد حلول لتلك العوائق.وأضاف كما أن أهمية هذا الاجتماع تكمن في التقاء رجال يحتلون الصدارة في قيادة مسار القضاء فمن فكرهم الصائب ورؤاهم الثاقبة تستطيع بلداننا وشعوبنا بلوغ أعلى مراتب القوة وسيادة العدل والحق والوئام .كما القى المستشار بالمحكمة العليا الليبية احمد الطاهر الزاوي كلمة رئيس الدورة الحالية للإتحاد أكد فيها أهمية انعقاد الملتقى الثاني عشر لاتحاد المحاكم والمجالس الدستورية العربية في العاصمة صنعاء لما من شأنه توطيد العلاقات وتبادل الأفكار والتجارب ونشر الثقافة الدستورية في إرجاء الوطن العربي.وأوضح إن الاجتماع سيستعرض الانجازات والخطوات التي قطعها الإتحاد منذ تأسيسه سواء على الصعيد الداخلي من حيث التعريف بما صدر عن القضاء الدستوري من أحكام ، وما أرساه من مبادئ ، أم على الصعيد الخارجي من حيث ربط العلاقات بين الاتحاد وجهات أخرى غير عربية ، وذلك للاستفادة من تجاربها في هذا المجال ، مرحبا بأن يكون الاجتماع الـ 13 لاتحاد المحاكم والمجالس العربية بمدينة طرابلس في أواخر العام القادم .فيما استعرض أمين عام اتحاد المحاكم والمجالس العربية نائب رئيس المحكمة الدستورية المصرية المستشار محمد عبدالقادر عبدالله الأهمية التي يحتلها الاتحاد كمنظمة عربية نوعية والتي من مهاما تحقيق الرقابة الدستورية في ربوع الوطن العربي، الذي اخذ بهذا النوع من الرقابة إرساء للديمقراطية وتأكيدا للشرعية الدستورية ، آخذا بما تحقق في العالم المتقدم في هذا المضمار لكفالة قاعدة سمو الدستور، وعلو شأنه في أعلى دارج القواعد القانونية .وأعتبر اتحاد المحاكم والمجالس الدستورية العربية ، أنموذجا وإطارا فريداً للتعاون والتبادل باعتباره يمهد الطريق لترسيخ الأبعاد الجديدة للشرعية الدستورية - في أصولها وفروعها في تطبيقاتها النظرية ومعطياتها العملية ومعايشتها لحقائق الحياة . مشيراً إلى أن العمل من خلال وسائل الرقابة الدستورية وأدواتها سيعزز من شراكة الدول العربية مع العالم المتقدم . وفي نهاية الجلسة الافتتاحية سلم أمين عام الاتحاد درع الاتحاد لرئيس مجلس القضاء الاعلى رئيس المحكمة العليا رئيس الدائرة الدستورية القاضي عصام السماوي ، تقديرا لجهود اليمن المتواصلة لتطوير الاتحاد منذ تأسيسه .