الصحفية والاديبة نهلة عبدالله عبده
[c1]* لم نصل إلى ذاكرة موحدة لهذا الوطن إلاَّ من موقع سياسي* التجارب الأدبية الجديدة تحمل أفكاراً ابداعية متشابهة* ما يميز القصة في فترة الثمانينات إنها لم تعد خاضعة للتقنيات التي كرسها الرواد[/c]اجرى الحوار / شفاء منصربرعاية من صندوق التراث والتنمية الثقافية الذي يدعم الانشطة الثقافية والابداعية في محافظة عدن اقامت ادارة ثقافة الطفل بعدن حفلاً تكريمياً شمل عدداً من الشخصيات الابداعية والاجتماعية ومن بين تلك الشخصيات المحتفى بها الزميلة الصحافية (نهلة عبدالله) التي تم تكريمها كشخصية ابداعية لها اسهامات عديدة في مضمار أدب وثقافة الطفل واصدارات غزيرة في مجالات القصة والمسرح والشعر والدراسات والبحوث الادبية .ولاشك ان محاورتها من قبل الصفحة الثقافية التي تعمل بها محررة أدبية ستجعل الرؤية أوضح حول قضايا كثيرة متصلة بالمشهد الثقافي الراهن وستكون خلاصة حوارنا معها بمثابة اطلالة شاملة حول مجمل ارائها في قراءة الشأن الثقافي برؤية متأملة .[c1]* بدءاً الزميلة الصحافية نهلة عبدالله القاصة وكاتبة حكايات الاطفال الباحثة التي حصلت على تكريم صندوق التراث والتنمية الثقافية في أي مجال من هذه المجالات نلتي استحقاق التكريم ؟[/c]- الحقيقة أجد نفسي في كل كلمة اكتبها بصدق في أي مجال كان ولكني لا أستطيع أن أقول أنني انجزت كذا وكذا وعليه نلت التكريم .[c1]* ولكن القارئ بحاجة إلى أن يطلع على الاعمال التي انجزتيها ؟[/c]- صدر لي كتاب ( اصوات نسائية في القصة القصيرة اليمنية )ـ مجموعة اهازيج للاطفال بعنوان (هكذا الحب)ـ مسرحية بعنوان (فرفور والقرد الساحر) ـ مذكرات قطقوطة وهي قصة طويلة للاطفال .ـ قصة (عروسة صغيرة ) للاطفال ايضاً . وهناك مشروعات أدبية جديدة تحت الطبع :ـ البطل اليمني في السيرة الشعبية لذي يزن .ـ جذور أدب وثقافة الطفل .ـ حكايات الاطفال الشعبية في عدن .[c1]* هل يمكن ان نقف قليلاً عند التعريف بالكتابة النسائية اليمنية خاصة في الفترة التي وافقت بدايتك الأدبية ؟[/c]- هناك من يقول في الوسط الأدبي ان المرأة قد استفادت من المناخ السياسي والاجتماعي والثقافي الذي نشأت فيه وهذه حقيقة مهدت الطريق امام اجيال متعاقبة من الكاتبات في وقت مبكر من مسيرة القصة فمثلاً كتبت (شفيقة زوقري ) وطبعت بعض اعمالها في القاهرة وبيروت كذلك كان اهتمام ( ماهية نجيب ) و ( أمينة عبدالرزاق ) و ( رضية احسان الله ) بالصحافة ونشر المقال الاسبوعي والشهري كما اهتمت ( ثريا منقوش ) وغيرها بالنقد الاجتماعي والكتابات الفكرية التي رافقت الغليان الشعبي الذي سبق حروبنا الصغيرة والكبيرة التي لقحتها المظاهرات والمقاومة بمعنى آخر وسط هذه الظروف كان للمرأة الكاتبة دورها الذي يعطي صورة واضحة عن مشاركة المرأة في التعبير عن الانسان في مجتمعها لذا عندما اطلقت الكثيرات اصواتهن لقت تعاطفاً كبيراً بعدها جاء اهتمام الناس بابداعات المرأة الكاتبة بل واعطاؤها بعداً ايجابياً في تشجيع اتحاد الكتاب لها في بداية الثمانينات وبدأت الصحف الوطنية بنشر القصص والاشعار والاعمال النثرية لهذا السبب كان الاثر الذي تركته المرأة المبدعة عميقاً لانني عشت وسط هذه المشاعر الابداعية المتوهجة ردحاً من الزمن .[c1]* اهتمامك هل ينصب على الشعر أم القصة ؟ في أي الاتجاهين تجدين نفسك أكثر ؟[/c]- هما في رأيي متحدان في الجوهر والقضية .. متحدان في الهدف والجنس الأدبي .. قد أجد نفسي في القصة هذا هدفي الحقيقي وربما تكون محاولاتي في كتابة الشعر تخدم هذا الفن ايضاً ما أجمل ان تكون القصيدة عبارة عن قصة جميلة .[c1]* هل تعتقدين ان شكل ومستوى الكلمة الشعرية له علاقة في مدى تجارب الجمهور مع الاغاني التي نسمعها هذه الأيام ؟[/c]- بصراحة شديدة احترم الفن خارج اطار اغاني نانسي عجرم وروبي والاخريات هذه الاغاني هبطت بالاغنية الوطنية والقصيدة الجميلة من مستوى :اغار من نسمة الجنوب على محياك يا حبيبيواحسد الزهر حين يهفو على شفا جدول لعوب .. إلى مستوى حضيض .[c1]* نريد أن نقترب اكثر من تجربتك القصصية .. والقصة بشكل عام ؟[/c]- بدأت أميل إلى قراءة القصص في مرحلة مبكرة قادتني للاهتمام بالحكايات الشعبية والمغازي والسير والقصص الدينية حتى القصص العالمية المترجمة قرأتها وأنا لم أكمل المدرسة الابتدائية تعلقت ايضاً بقراءة القصص الكلاسيكية ( لمحمود تيمور) ( ابراهيم المازني ) محمد جودة (السحار) ثم قرأت لكتاب عرفوا بالتجديد القصصي ( يوسف ادريس، عبدالسلام العجيلي ، غسان كنفاني .. ) بالنسبة لكتاب القصة اليمنية سمعت عن محمد سعيد مسواط منذ فترة طويلة ولم أجد ما اقرأه إلا في فترة قريبة جداً قرأت كثيراً ( لاحمد محفوظ عمر ) ، و (حسين سالم باصديق ) و (عبدالمجيد القاضي ) و (كمال حيدر ) و ( محمد عبدالولي ) فوجدت نفسي دون ان اعي ذلك انني شديدة الاقتراب من القصة .وربما كان ما يميز ابناء جيلي انهم كانوا في معظمهم يكتبون الشعر عدا الذين كتبوا القصة ومن ابرز ملامح كتابات بنات جيلي أو ابرز ما يميز كتابة القصة في مراحلنا عنها في الخمسينات والستينات ، والسبعينات.. انها تعرضت لانعطافات عميقة واصبحت فيها رؤية وليست شكلاً محضاً صار هناك في فترة الثمانينات الانفتاح على الاساطير والرموز ولم تعد خاضعة للتقنيات التي يكرسها الرواد الكبار واصبح للقصة خصوصيتها النفسية وشروط هندستها التقنية بعبارة اخرى صار موضوع القصة يصعب فصله عن نص القصة بمعنى اخر اصبحنا نتحدث عن نقلة القصة اليمنية من حدود التقليد إلى فضاء أوسع من حيث اللغة والرؤى وتجسيد النص الملموس .[c1]* بعد تلك السنوات من النضال الدؤوب من اجل الوحدة والنضال الذي خاضه الشعب اليمني بكل فئاته كيف ترين الآن انجازات الوحدة ادبياً ؟[/c]- اعلم كما يعلم الجميع ان الأدب هو أول من ( توحد) شمال الوطن ظل منطقة مقفولة ردحاً طويلاً عن جنوب الوطن وكان المواطن من شمال الوطن اذا اراد السفر إلى جنوبه لابد له من الحصول على تصريح سفر من الدوائر الامنية والعكس صحيح التشطير هو اصل الداء .. فالباب لم يكن مفتوحاً كما نرى الآن كان من الادباء يساريون شديدو التطرف ويمنيون محافظون مثقفون اكاديميون ونقاد وشعراء يعملون بالصحافة كل هؤلاء كانت تجمعهم صداقة الأدب ومعاناة الوطن بما قد يكون هناك تناقض فكري أو مذهبي ولكن لايعني ذلك العداوة ابداً .. هذا هو الأدب أو الفكر الموحد .عبدالله سلام ناجي كتب عن تخلف الوعي في ظل أزمة التشطير كذلك لطفي جعفر أمان ، وعبدالفتاح اسماعيل ، محمد عبدالولي ، البردوني، عبدالسلام صبرة ، عبدالودود سيف الحضراني ، عبدالمجيد القاضي ، حسين باصديق .. لكن الآن لم يحدث قط ان قام أي كاتب بأي عمل صغيراً كان أم كبيراً كمقاربة هذه المأساة الا فيما نذر .. لا عجب ان تنتج وحدتنا فنانين وشعراء من امثال ( عبدالسلام صبرة و الجرادة والجابري ) مثلاً لم ار اجمل من بروترية ( اليمن) ابوبكر خريصة بشكله الفريد وكيف استطاع ان يجمع الشمل بوجه واحد اطلق عليه ( يمانية) قصيدة المقالح (إينا يا بلادي ) هي قصيدة تحتوي على قالبين موسيقيين ممكن توظيفهما بكل جماليتهما بتوليفة درامية من انشودة للاطفال ذات طابع ملحمي عن الوحدة .. واذن نحن لم نحاول توحيد ذاكرتنا كي نصل إلى ذاكرة موحدة لهذا الوطن إلا من موقع سياسي .[c1]* اذن يتحمل فنانو وكتاب ونقاد هذا البلد العظيم مسؤولية كبيرة تجاه المطالبة بتحرير أدب الوحدة من عقدة صمته ؟[/c]- هناك مشكلة تواجه المشهد الثقافي في اليمن اليوم اكثر من أي وقت اخر مضاهي ( الآنية) في الكتابة من اجل المناسبة فقط ليس هذا هو المضمون الحقيقي الذي يعطي صورة واضحة عن أدب وفكر الوحدة .لم نكن نتصور ان ادبنا الراهن لم يشارك في وضع الاسس الفنية للتعبير عن الانسان اليمني على مدى تاريخه الطويل في التشطير إلا في جوانب قليلة مع ان الوحدة جزء من الحلم اليمني لكن هناك منعطفات عديدة فلماذا نعتمد على الحدث وليس على الموقف من الحدث ؟ان الأدب ليس احتفالية فحسب او تجميلاً للواقع وانما هو تعبير عن الواقع وعن الناس .[c1]* هل هناك تجارب ادبية جديدة لها شيء من الصدى والحضور في الوسط الأدبي ؟[/c]- النماذج كثيرة ولكن عند قراءتها لاتجد فيها اختلاف معظمها تتعامل مع رموز يومية وقضايا ذاتية بمعنى اخر هي ذات افكار ابداعية متشابهة .[c1]* لنتحدث عن حضور بعض الاسماء والتجارب في مجال الشعر والقصة من دون تحديد فترات او مراحل من ابناء جيلك ومن الجيل الذي جاء بعدكم ؟ [/c]- بالطبع هناك نماذج تأثرت بها لانني جزء منها وانتمي اليها كتجربة محمد حسين هيثم ، شوقي شفيق ، عوض الشقاع ، جنيد محمد جنيد ، جلال أحمد سعيد ، هدى ابلان ، نبيلة الزبير ، كريم الحنكي ، ابتسام المتوكل ، سلوى الصرحي ، محاسن الحواتي على سبيل الذكر لا الحصر .