كتب: عادل محمد قائدتتميز محافظة لحج بوجود عدد كبير من المواقع والمعالم الأثرية الهامة في باطنها تقدر بنحو 143 موقعاً تغطي فترات مختلفة من تطور الحياة البشرية ابتداءَ من العصور الحجرية في جبل تلع في منطقة العند حتى الفترة الإسلامية المتأخرة المنتشرة على ضفتي الوادي الكبير شرقاً وغرباً.. وحظيت بعض هذه المواقع بعمل تنقيبي متميز أثمر عن نتائج علمية في غاية الأهمية أسهمت في تغطية فترات زمنية مهمة، ومنها تلك الحضارات المجهولة التي كانت في خليج عدن منذ فترة الركام الصدفي في العصر الحجري حتى ظهور مدينة صبر في العصر البرونزي ( 900 – 1500 ق.م).ذكر الاخ/ محمد أحمد سالم مدير عام مكتب الآثار في لحج ان تلك النتائج تم التعرف عليها عن طريق المجسمات الاختبارية لأقدم المواقع التاريخية المتمثلة في سلسة من أكوام الصدف البحري في منطقة خور العميرة الواقعة على بعد 80 كم غرب عدن الذي يعود تاريخيها الى مراحل ما قبل التاريخ ليتكون ذلك الركام الصدفي من أصداف وبقايا سمكية وعظام حيوانات وبقايا أدوات حجرية وهذه شواهد على نشاط اقتصادي متخصص في استغلال الثروة البحرية.وأوضح السقاف ان ذلك الأمر يسحب نفسه على موقع آخر ( كودقهيو) الذي يرجع تاريخه إلى الألف الرابع والخامس قبل الميلاد حيث تم العثور على عدد كبير من الأدوات المصنوعة من أدوات الصوان وبعض الأدوات المستخدمة في الزراعة وأضاف كما تم التنقيب في منطقة أم معليبة على بعد حوالي 20كم شمال عدن ويرجع تاريخها الى تلك الأصناف التي وجدت على الشاطئ وهي عبارة عن مستوطنة صغيرة ترتفع عن مستوى سطح البحر مابين 3-4 آمتار مليئة بالاشقاف الفخارية بالإضافة إلى وجود أساسات ومستوطنات من العشش ذات بناء بسيط من قصب الحلال والأوراق وظهر فيها طابع النشاط الزراعي من خلال اكتشاف عدة قنوات ري في أماكن متقطعة يرجع تاريخها إلى الفترة من 1600 – 200 ق.م (وتشير بطانة هذه القنوات وترتيبها إلى ارتباطها بشبكة ري صناعية متسعة يرجح ان المياه كانت تأتي من جهة الغرب من منطقة العند وادي تبن وتوزع عبر تلك القنوات.وأفاد السقاف أن تلك الدراسة عن مدينة صبر التي تبعد 20كم شمال عدن في دلتا ووادي تبن التي يرجع تاريخها إلى الفترة مابين 900 1500 ق.م وتبلغ مساحتها حوالي ( 2كم × 1,200 كم) وهي بهذا تعتبر أكبر المستوطنات القديمة في اليمن (أكبر من مأرب عاصمة مملكة سبأ) حيث كشفت أعمال التنقيب على عمق 5- 6 أمتار في الطبقة التاريخية عن عملية استيطان كثيفة، ساد المكان البناء المتمثل في عشش بيضاوية ومستطيلة الشكل لم يتبق منها إلاَّثقوب الأعمدة الخشبية... واستناداً إلى المعثورات المكثفة يمكن التكهن بالظروف المعيشية خلال فترة الاستيطان حيث وجدت تلك الأشياء بحالة جيدة وفي وضعها الصحيح مثل عظام الحيوانات وبيض النعام الملون وبقايا نباتية وعناصر الزينة ( الحلي) المصنوعة من مواد مختلفة وأشكال طيبة حيث دلت المحاريق العديدة وبقايا الفخار على ذلك وهذا مثل نقطة أزدهار حضارة صبر، ومع نوع من التحفظ تعتبر صبر أهم مركز اقتصادي وسياسي تلك الفترة وكان اندثار تلك الحضارة كما تدل الآثار المكتشفة قسرياً تعرض المدينة للغزو.وأشار السقف إلى ان مكتب الآثار في لحج قام خلال الفترة الأخيرة بإجراء حفريات علمية في موقع ( الرعارع) الأثري الذي يعتبر احد المواقع الهامة، في المحافظة، حيث كان في عهد الزريعين والاترك عاصمة للحج وشهد الموقع عملية استيطان لفترات مختلفة تمتد من الفترة المتزامنة لموقع صبر حتى الفترة الإسلامية المتأخرة وذلك استناداً إلى ماتم العثور عليه من أدوات فخارية وعدد من العملات إلى جانب بعض المباني التي سيجري تحديد وظيفتها في ضوء استكمال أعمال التنقيب خلال الأشهر القادمة.
|
تقارير
مسح 143 موقعاً أثرياً في لحج تعود للعصر الحجري والفترة الإسلامية المتأخرة
أخبار متعلقة