* تنظيم القاعدة الإرهابي لم يكن له أي وجود حقيقي أو فعال في بلادنا حتى بعد عشر سنوات من إعلان قيامه في افغانستان أو بيشاور الباكستانية.. فقد كان عدد أعضاء أو ممثلي هذا التنظيم في اليمن محدوداُ للغاية.. وقد كبر هذا التنظيم بعد ذلك في اليمن وفي بلدان عدة لأن شيوخاً ومريديهم وكذا جماعات أصولية متطرفة وجدت في “القاعدة” طريقة عملية لتطبيق ثقافتها وبذلك صارت جزءاً من تنظيم القاعدة، وهذا هو التفسير الأقرب لظاهرة انتشار العنف في بلدان عربية وإسلامية تحت لافتة “القاعدة” .فمثلاً في المغرب والجزائر كانت هناك تنظيمات أصولية تعمل باسم “الجهاد” ضد الدولة، ولاحقاً أعلنت نفسها جزءاً من “القاعدة”، وهكذا صار تنظيم القاعدة موجوداً في بلاد المغرب الآن باسم تنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي، فصارت جماعات العنف تعبر عن قناعاتها وتنفذ جرائمها باسم القاعدة.* في المجال الثقافي لايستطيع “تنظيم القاعدة” أو أي تنظيم أصولي متطرف فرض قناعاته على الدولة أو المجتمع، بحكم أن تنظيمات كهذه تعرف هي ذاتها أن الناس في أي مجتمع قد فقدوا الثقة بها، وأنهم لايتقبلون تلك الثقافة أو الأفكار إذا عبرت إليهم عبر قنوات “القاعدة” وغيرها من التنظيمات الإرهابية.. الآن يقوم أفراد يسمون أنفسهم “علماء الأمة” بتوصيل رسالة المتطرفين والمتزمتين والإرهابيين، وفي الوقت نفسه هم يقدمون أنفسهم بوصفهم نصحاء للدولة وللمجتمع، فيصدرون بيانات إدانة للمنكرات وللأفعال المنافية للدين ــ ومن وجهة نظرهم ــ ولأخلاق المجتمع المسلم.. فيطالبون بمنع الغناء ومنع الفرح ومشاركة النساء في أي مهرجان فني أو مسرحي أو مسلسل درامي أو فيلم سينمائي أو رقصات شعبية.. وغير ذلك من النشاطات السياحية والاقتصادية والثقافية والفنية.* ترى هل تدرك الحكومة أن ماتتلقاه من هذا القبيل في بيانات باسم “علماء اليمن” هو في الأصل اجتهادات المتزمتين والمتطرفين والإرهابيين الذين يمررون إملاءاتهم وفروضهم على المجتمع والدولة عبر قناة اسمها “العلماء”؟
|
تقارير
غضون
أخبار متعلقة