عرض ملخص لدراسة تجربة المرأة اليمنية في الانتخابات المحلية 2006م من منظور النوع الاجتماعي
عرض/ أفراح صالح - أثمار هاشم :تراجعت نسبة ترشح النساء للانتخابات التي جرت في اليمن (البرلمانية والمحلية) وتحديداً في محافظات عدن، لحج، وأبين التي شهدت حركة اندفاع أظهرتها النساء للوصول إلى مراكز صنع القرار في السنوات الأولى من تحقيق الوحدة.. هذا ما خلصت إليه الدراسة التي أعدها باحثون يمنيون بالتعاون مع مؤسسة فريد ريش ايبرت الألمانية ونفذها مركز المرأة للبحوث والتدريب في جامعة عدن.[c1]المائدة المستديرة[/c]اعتمد الباحثون في تنفيذ دراستهم على منهج البحث السريع (P.R.A) القائم على المقابلة المباشرة للمرشحات المستهدفات عبر تشكيل مائدة مستديرة كآلية للتعرف على مستوى النجاحات والإخفاقات التي تعرضت لها المرشحات في المحافظات المستهدفة (عدن، لحج وأبين) خلال الانتخابات للمجالس المحلية لعام 2006م.شارك في أعمال المائدة المستديرة (22) مرشحة خضن الانتخابات للمجالس المحلية سبتمبر 2006م من عدن (12) مرشحة ومن لحج مرشحة واحدة أما أبين فتسع مرشحات وتمكنت فرق المسح الميداني لهذه الدراسة المكونة من (46) باحثة ميدانية من الاستماع والمشاركة في أعمال هذه المائدة لثلاثة أهداف هي :1 - الاستفادة من تجارب المرشحات.2 - كسر الحاجز الجليدي القائم بين الأجيال النسائية.3 - خلق حلقة اتصال وتواصل عبر الحوار المباشر لقياس مستوى تقييم المشاركة السياسية للمرأة في الانتخابات المحلية لعام 2006م.[c1]دروس مستفادة[/c]تبين أن المرشحات واجهن العديد من المعوقات، والناجحات منهن تغلبن عليها بفضل الإرادة والتحدي لإثبات حق المرأة اليمنية في المشاركة السياسية وللأسباب التالية أيضاً : الكفاءة والقدرة لدى المرشحة، الاستعانة بالقواعد النسائية، دعم ومساعدة الأسرة، تشجيع سكان الحي والمركز، الثقة بالنفس، الرصيد الاجتماعي للمرشحة (مديرة مدرسة، شخصية اجتماعية معروفة) التدريب والتأهيل والجهود المبذولة من قبل الهيئات النسائية لدعم المرشحات.أما الفشل فكان من أسبابه :1 - المرأة تعنف المرأة.2 - ممارسة الضغوطات على الناخبات من قبل الأزواج لمنح الأصوات للمرشح الرجل.3 - التعبئة الخاطئة في عدم انتخاب المرأة كونها غير جديرة بأن تساهم في عملية التنمية.4 - قلة الدعم المالي المقدم من الأحزاب للمرأة المرشحة.5 - ضعف وقصور الإعلام الرسمي الذي لم يغط ولو نسبة (20%) من الحملات الانتخابية للنساء المرشحات.بالنسبة للنساء الحزبيات فقد تراوحت صفتهن الحزبية بين العضوية القيادية والقاعدية (لجنة دائمة، لجنة محافظة، لجنة مركزية، مكتب سياسي وهيئة قاعدية).وفي عدن (10) مرشحات خضن دورة انتخابية واحدة فمرشحة أما في لحج واحدة وفي أبين (4) مرشحات، واللواتي خضن دورتين انتخابيتين للمجالس المحلية (2001 - 2006م) بلغ عددهن في محافظة عدن (9) مرشحات حزبيات وفي لحج مرشحة واحدة وفي أبين (3) مرشحات وتراوح موقف القيادة الحزبية من تقدم المرشحة الحزبية لخوض الانتخابات للمجالس المحلية بين رد فعل إيجابي (مؤيد) ورد فعل سلبي (رافض - معارض) بسبب وجود مرشح رجل.واعتماداً على مؤشر الانتماء الحزبي فقد قام المؤتمر الشعبي العام بتقديم الدعم المالي وتسيير العملية الانتخابية لـ (10) مرشحات على صعيد المحافظات (عدن، لحج وأبين) بنسبة (71.9%) في الوقت الذي قام الحزب الاشتراكي اليمني بتقديم الدعم المالي وتسيير العملية الانتخابية لـ (7) من مرشحاته على مستوى المحافظات الثلاث (عدن، لحج وأبين) وقدم الحزب الوحدوي الناصري الدعم نفسه لمرشحته الوحيدة.وأبرزت الدراسة أن هناك قواسم مشتركة تضمنتها البرامج الانتخابية للمرشحات الحزبيات حيث تصدرتها :1 - القضايا التنموية.2 - القضايا ذات الصلة بالمرأة.3 - قضايا تعليم الفتاة والزواج المبكر.4 - قضايا الأسرة والطفل.وكانت قضايا النوع الاجتماعي في المرتبة الثانية، أما في محافظة لحج فقد تبين أن البرامج الانتخابية للمرشحات لم تبرز فيها قضايا النوع الاجتماعي واحتلت محافظة أبين المرتبة الأولى في تبني قضايا النوع الاجتماعي في البرامج الانتخابية للمرشحات الحزبية.وانسجمت وجهات النظر بين المرشحات الحزبيات والمستقلات حول بعض القضايا لكن احتلت قضايا الصحة الإنجابية وصحة البيئة مساحة في برامج المرشحات المستقلات.وقد واجهت المرشحات المستقلات صعوبات تتعلق بالترشيح شكلت ردود أفعال سلبية وبرزت التزكية للمرشح المستقل كشرط لازم لاستيفاء شروط الترشيح وقد استخدمت هذا الأسلوب مرشحتان مستقلتان بينما اعتمدت مرشحة واحدة مستقلة تسمية أعضاء اللجان أمام صناديق الاقتراع بنسبة (100%) وفيما يتعلق بالآليات التي استندت إليها المرشحات المستقلات في صياغة برامجهن الانتخابية فقد تركزت في :1- النزول الميداني لتلمس مشاكل وهموم الدائرة الانتخابية.2- اللقاءات المباشرة مع الشباب والمرأة.3- الزيارات للأسر في منازلها.ومن إجمالي (5) مرشحات مستقلات استخدمت (3) مرشحات وسيلة تشكيل فرق العمل واختيار رؤساء الحملة الانتخابية وكان الرصيد المالي الشخصي للمرشحات المستقلات وسيلة لدعم حملاتهن الانتخابية، بينما حظيت مرشحة مستقلة واحدة في محافظة عدن بدعم مالي بنسبة (20%) من الهيئات النسائية (اتحاد نساء اليمن واللجنة الوطنية للمرأة).وغطى الدعم المالي للمرشحات المستقلات جوانب حملاتهن الانتخابية المتمثلة في طباعة الملصقات، طباعة البرنامج الانتخابي، تغطية نفقات التحرك على صعيد الدائرة ميدانياً ومواجهة نفقات يوم الاقتراع..[c1]ما بعد النجاح[/c]ما بعد النجاح في الانتخابات تبين ما يلي :1 - لم تنتخب المرأة في الهيئات الإدارية العليا في المجلس المحلي للمحافظة (لحج وأبين).2 - عقد الاجتماعات في الصباح ومواصلتها مساء في جلسات القات أدى إلى غياب المرأة في هذه الهيئات.3 - عدم استيعاب الهيئات الإدارية لدور المرأة بسبب القصور في اللائحة التنفيذية لمهام المجالس المحلية.4 -ازدواجية العمل بين المهام الوظيفية والمهام في إطار المجالس المحلية.5 - تم انتخاب عضوة في الهيئة الإدارية كعضو مسؤول عن لجنة الشؤون الاجتماعية في المجلس المحلي لمحافظة عدن.[c1]الخاتمة[/c]للتذكير أن من إجمالي (33) مرشحة حزبية ومستقلة هن عينة المبحوثات في هذه الدراسة بلغ عدد المرشحات في محافظة عدن (20) مرشحة منهن (5) مستقلات وفي محافظة لحج مرشحتان حزبيتان ومرشحة مستقلة وفي أبين (9) مرشحات حزبيات ومرشحة مستقلة وجميعهن مستواهن التعليمي بين حملة شهادة جامعية، ثانوية عامة، الإعدادي وأمية واحدة. كما تراوح وضعهن الاجتماعي بين عازبة، متزوجة، أرملة ومطلقة وبحسب الوضع الوظيفي فإن المرشحات الحزبيات شغلن وظائف : مدرسة، مديرة إدارة، رئيس قسم، مدير عام، موظفة، وظائف أخرى وربة بيت، أما أعمارهن فقد تراوحت بين (40 - 60 عاماً).وخلصت الدراسة في خاتمتها إلى ضرورة :1 - تفعيل النصوص القانونية التي تؤكد حق المشاركة السياسية للمرأة اليمنية.2 - القيام بحملة وطنية تتبناها وسائل الإعلام المختلفة لرسم صورة إيجابية للمرأة.3 - أن تتواصل جهود الهيئات النسائية ليصبح عدم التمييز ضد المرأة قيمة حضارية في المجتمع تتغلغل في بنية القيم السائدة وإحداث تغيير للمرأة لصالح المرأة يصاحبه تغيير مماثل في قيم الذكورة أيضاً.4 - الالتزام بتحديد هدف التوازن بين الجنسين في النوع الاجتماعي على أن تتحمل الدولة ممثلة بالحكومة مسؤولياتها في تعزيز مفهوم المساواة الجندرية بهيئات صنع واتخاذ القرار على كافة المستويات.5 - تضمين مبدأ (الكوتا) على ضوء منهاج بيجين (30%) لتأكيد حق المرأة في المشاركة السياسية.وهذا ما خرج به معدو الدراسة وهم الأخت/ رضية شمشير علي ، د. أسمهان عقلان، أ. د حسين با سلامة.