الجيش الإسرائيلي يتوغل في قطاع غزة ويهيء لقطع الكهرباء والخدمات
الرئيس الفلسطيني مع اولمرت (ارشيف)
الأراضي المحتلة / وكالات :يلتقي اليوم الرئيس الفلسطيني محمود عباس رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت اليوم لبحث الخلاف بشأن الوثيقة المشتركة المقرر طرحها بمؤتمر الخريف القادم, فيما أعربت واشنطن عن مخاوفها من فشل المؤتمر.وقالت الإذاعة الإسرائيلية إن الهدف من لقاء عباس وأولمرت هو "كسر الفجوات في المفاوضات الهادفة إلى بلورة وثيقة مشتركة تقدم خلال مؤتمر أنابوليس للسلام".وأشارت مصادر حكومية إلى أن طاقمي المفاوضات الفلسطيني والإسرائيلي اجتمعا الليلة قبل الماضية برئاسة أحمد قريع ووزيرة الخارجية الإسرائيلية تسيبي ليفني, لمناقشة بلورة الوثيقة المشتركة بحيث تتطرق إلى مسائل الوضع الدائم كالحدود والقدس واللاجئين.وقال كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات إن الفريقين لم يبدآ بعد في صياغة الوثيقة, وإنهما لا يزالان يتبادلان الأفكار بشأن قضايا كثيرة على أمل التوصل لتلك الوثيقة.وفي السياق نفسه قال رئيس الحكومة الإسرائيلية إنه غير واثق من أن الوقت حان للسلام مع الفلسطينيين.وأوضح أولمرت بجلسة عقدها الكنيست في الذكرى الثانية عشرة لاغتيال رئيس الوزراء الأسبق إسحق رابين أنه سيبذل كل ما هو ممكن "لاختصار الوقت وصولا إلى سلام مع الفلسطينيين".كما صرح خلال لقاء مع زعماء يهود بلندن أنه من الأفضل "ألا نثير توقعات غير واقعية حتى لا نضطر إلى التعامل مع قلة النجاح" خلال مؤتمر أنابوليس.وأضاف "لن نوافق على تنفيذ أي تفاهمات مع الفلسطينيين قبل أن تطبق الالتزامات الواردة في خارطة الطريق".ومن المقرر أن تعود وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس إلى المنطقة مطلع الشهر القادم للقاء الطرفين من أجل التحضير لمؤتمر السلام.وقال المتحدث باسم الخارجية الأميركية شون ماكورماك إن الوزيرة التي ستشارك في الثاني والثالث من نوفمبر بإسطنبول في اجتماع دولي للبلدان المجاورة للعراق،ستزور أيضا أنقرة ثم القدس ورام الله مرة جديدة لمتابعة محادثاتها مع كل أولمرت وعباس قبل مؤتمر الخريف.وقالت الوزيرة الأميركية خلال كلمة لها أمام أعضاء بمجلس النواب إنه يزال يتعين أداء الكثير من العمل من أجل المؤتمر، ولكنها ذكرت في المقابل أنها واثقة من أن مؤتمر السلام سيعقد هذا العام رغم التباينات الفلسطينية الإسرائيلية بشأن جدول أعماله.وأكدت رايس أنه بدون وجود استحقاقات يستطيع من خلالها القادة الفلسطينيون إعطاء الأمل لشعبهم بوجود حل قائم على أساس الدولتين، فإننا "سنخسر نافذة الأمل لحل الدولتين".وأكدت أيضا أن "القصد من الاجتماع تعزيز موقع المعتدلين من العرب في مواجهة تصاعد نفوذ المتطرفين المعارضين لأي تسوية مع إسرائيل".وبررت رايس الإصرار على دعوة السعودية ودول عربية أخرى بالقول "إن الرئيس الفلسطيني محمود عباس أيا كانت قوته لن يستطيع أن يقدم التنازلات المهمة اللازمة من دون دعم هذه الدول العربية".من جهة أخرى قالت وسائل إعلام إسرائيلية إنه من المتوقع أن يعلن وزير الدفاع الإسرائيلي أيهود باراك ورئيس أركان الجيش جابي أشكنازي أن يصادقا على خفض تدريجي لتزويد قطاع غزة بالكهرباء والوقود والمواد التموينية.وتقول إسرائيل إن ذلك يأتي ردا على ما تقول إنه استمرار للهجمات الصاروخية التي تنفذ من القطاع ضد إسرائيل.ويشمل القرار المتوقع -الذي يأتي تنفيذا لإعلان القطاع كيانا معاديا- قطع التيار الكهربائي لمدة ساعتين كل ليلة عن منطقة بيت حانون بشمال قطاع غزة، التي تطلق منها المجموعات الفلسطينية المسلحة صواريخ على إسرائيل.وحسب صحيفة هآرتس فإن التيار الكهربائي سيقطع في بيت حانون، ثم سيوسع القرار ليشمل انتقال المحروقات إلى بقية المناطق حسب تطور الوضع.وفي السياق أفاد شهود عيان فلسطينيون بأن آليات عسكرية إسرائيلية توغلت صباح أمس في رفح جنوب قطاع غزة، بعد ساعات من استشهاد أربعة فلسطينيين بينهم ناشطان من كتائب عز الدين القسام في هجمات للاحتلال على قطاع غزة.وأوضح الشهود أن عددا من المدرعات والآليات العسكرية توغل لحوالي ألف متر في عمق أراضي منطقة الفخاري بين رفح وخان يونس، مشيرين إلى أن الجنود الإسرائيليين دهموا عددا من منازل المواطنين واحتجزوا العشرات منهم.وأكد عدد من السكان أن الجرافات العسكرية تقوم بأعمال تجريف واسعة في الأراضي الزراعية والطرقات وسط إطلاق نار.ويأتي التوغل الإسرائيلي بعد استشهاد فلسطينيين من كتائب عز الدين القسام التابعة لحركة (حماس) في الساعات الأولى من صباح أمس برصاص قوات الاحتلال في جنوب غزة.وقالت الكتائب في بيان إن الشهيدين أيمن فسيفس وأحمد طبس استشهدا برصاص قوات الاحتلال الخاصة أثناء "رباطهما على الحدود الشرقية في خان يونس" جنوب قطاع غزة.وذكر شهود عيان أن قوة إسرائيلية خاصة تسللت إلى بلدة عبسان وقتلت الناشطين قرب المنطقة الحدودية بين إسرائيل وقطاع غزة.وقالت متحدثة باسم الجيش الإسرائيلي إن جنودا يعملون في الجانب الإسرائيلي من الحدود رصدوا رجلين مسلحين على مقربة من السور وأطلقوا النار عليهما.وكان فتيان فلسطينيان استشهدا الأربعاء الماضي بقصف إسرائيلي لبلدة بيت لاهيا بشمال قطاع غزة.وقالت مصادر فلسطينية إن قوات الاحتلال أطلقت صاروخ أرض أرض على حي الشيخ زايد الإسكاني قرب بيت لاهيا في شمال قطاع غزة. وذكر جيش الاحتلال على لسان متحدثة أنه هاجم "قاذفات صواريخ فلسطينية بعدما أطلقت ثلاثة صواريخ" على إسرائيل.