غضون
- قبل أيام كشف (واحد عبقري) عن أمر لا يخطر على بال أو خاطر.. قال إنه أمضى من سنوات عمره الخمسين ثلاثين سنة يفتش في آيات القرآن لعله يصل إلى أماكن الثروات النفطية والأثرية ومناجم الفحم والذهب والنحاس وغيرها من الثروات المخبوءة تحت اليابسة والمياه، وكذلك الوصول إلى كنوز «قارون».. كل هذا الجهد الذي استغرق ثلاثين سنة من عمر (العبقري)، ولا يزال يواصل، هو من أجل الإسلام والمسلمين.العبقري - وهو مصري يدعى محمود سليط - قال إن الدراسة والبحث في الدلالات «اللفظية والرقمية» للآيات القرآنية أوصلته إلى تحديد مواقع جميع الثروات.. فقد اكتشف أن كنوز «قارون» توجد عند (2576) متراً تحت سطح الأرض.. كيف اهتدى إلى ذلك؟ قال: وجد أن قمة ايفرست هي أعلى مكان في الأرض فطولها أو ارتفاعها (8848) متراً وفي القرآن وجد أن أكثر تكرار لاسم الأرض ورد في سورة البقرة وهو (24) مرة وبالقسمة فإن الناتج من قسمة مترات ايفرست (8848) على (24) هو (368) متراً وبالضرب في سبع درجات يصبح الناتج (2576) متراً وهو المكان الذي توجد فيه كنوز قارون تحت بحيرة قارون في محافظة الفيوم!.- سنتوقف عند هذا الحد.. ولا تعليق لدينا على هذا الجهد الفكري - الذي قال صاحبه إنه استغرق من عمره ثلاثين سنة- سوى القول إن قمة ايفرست التي اكتشفها جورج ايفرست مدير إدارة المساحة في الهند قبل نحو قرن ونصف يتراوح ارتفاعها بين (8848) و (8850) متراً فوق سطح الأرض، وقمة ايفرست هي جبل ضمن سلسلة جبال الهيملايا الواقعة شمال الهند.. وهذا (العبقري) اعتمد على الرقم (8848) ليقسمه على كلمة الأرض (24) مرة كما وردت في سورة البقرة كما قال.. وبذلك جزم أن كنوز قارون توجد على بعد (2576) متراً تحت سطح بحيرة قارون.. من الناحية العلمية قمة ايفرست حدد ارتفاعها قبل قرن ونصف فقط.. ثم من الناحية الجيولوجية قد تطول وقد تنقص.. بمعنى لو أن (العبقري) - الذي لا حظ له في اكتشاف «ايفرست» - قد عاش قبل خمسمائة سنة عندما كانت قمة ايفرست ترتفع (10000) كيلومتر أو قدر الله له أن يعيش إلى عام (2050) عندما تنقص قمة ايفرست إلى (8840) متراً سيكون قد توصل من خلال أوهامه إلى نتائج طرح وقسمة وضرب مختلفة.. وهذا مجرد مثال بسيط.- على أي حال.. أورد هذا كشاهد فقط لحالات الكسل الذهني لمسلمين يمضون عمراً طويلاً ويصرفون طاقات كبيرة في غير ميدانها ويريدون أن يقرروا بأوهامهم نتائج هي غير صحيحة ولا علمية.. بالله عليكم هل القرآن الكريم «دليل شامل» لمواقع النفط والذهب والنحاس واليورانيوم والآثار أم هو كتاب يربي المسلم ويحثه على الارتقاء بتفكيره وطلب العلم لكي يصل هو إلى تلك الصناعات؟ ثم لماذا كل هذا «الغرام» بكنوز قارون؟ يدعون أن الوصول إليها سوف يجعل المسلمين كلهم أغنياء.. طيب جربوا التفكير.. كم كان لقارون؟.. مائة بعير أو ألف تحمل ذهباً.. وكم هذه الحمولة؟.. عشرة.. عشرون.. مائة طن.. فكروا.