صندوق الأمم المتحدة للسكان يدعو إلى حماية مكاسب ا لألفية
بشير الحزميدعا صندوق الأمم المتحدة للسكان في رسائله الموجهة في يوم السكان العالمي2009 الذي تم الاحتفال به في الـ11 من شهر يوليو الجاري إلى وجوب أن تظل جهودنا الجماعية المبذولة لتحقيق الأهداف الإنمائية للألفية إحدى الأولويات على الصعيد العالمي،وأعلاها الغاية الإنمائية(5) (صحة الأمهات) وهدفها المتمثل في تعميم إمكانيات حصول الجميع على خدمات الصحة الإنجابية.وجاء في رسائل الصندوق أن الاستثمارات في تعليم المرأة والفتاة ترتبط بالزيادات الإنتاجية،والحاصلات الزراعية،والدخل القومي،وكلها تسهم في تحقيق الأهداف الإنمائية للألفية.وقد رفعت استثمارات الحكومات حول العالم معدلات القيد بالمدارس،وضيقت الفجوة بين الجنسين في التعليم،وأوصلت العقاقير المنقذة للحياة إلى المصابين بالإيدز،ووسعت نطاق الوقاية من فيروس نقص المناعة البشرية،وقدمت ناموسيات للأسرة لمنع الإصابة بالملاريا،وحسنت صحة الأطفال عن طريق التحصين.وقد أحرز تقدم في توسيع سبل الحصول على خدمات الصحة الإنجابية وإدماج تنظيم الأسرة في الرعاية السابقة واللاحقة للولادة والوقاية من فيروس المناعة البشرية؛وزيادة استخدام الوسائل الحديثة لمنع الحمل؛ووضع برامج وسياسات وقوانين أكثر قوة في مجال الصحة والحقوق الإنجابية في كثير من البلدان،وفي التدابير المتخذة لتوفير الخدمات جيدة النوعية لمن يعانون الفقر المدقع.وثمة تقدم في المعارف:فقد تعلمت الدوائر الإنمائية الدولية كيف تبني القدرات والملكية استناداً إلى أفضل الممارسات والأخذ بنهج يقوم على الحقوق،أي أننا نعلم الأشياء التي تنجح في تحقيق النتائج.وأوضح الصندوق في رسائله أن الأزمة الاقتصادية تهدد الآن بمحو التقدم الذي أحرز بشق الأنفس في النهوض بالصحة والحد من الفقر.ويمكن أن تختصر الاستقطاعات من التمويل للبرامج الاجتماعية فور تقديم الخدمات المنقذة للأرواح،وأن تسبب فقدان زخم في مجال تحسين الصحة والحد من الفقر سوف تستغرق استعادته عقوداً من الزمن.ويسبب هذا بالطبع قلقا كبيراً لدى أقل البلدان نمواً،حيث لا يزال الحمل والولادة على ما كانا عليه من خطر على الدوام.وعكس مسار التقدم المحرز في تحقيق الهدف (5) من الأهداف الإنمائية للألفية إنما يعني وفاة مزيد من النساء والأطفال والرضع،ومعظمهم لأسباب يمكن اتقاؤها.[c1]الأزمة الراهنة واستخدام التكنولوجيا[/c]ونوه الصندوق إلى أن الأزمة الراهنة تمثل فرصة لاستخدام ما لدى العالم من موارد وتكنولوجيا ومعارف لوضع الأشخاص في المقام الأول،خاصة الفقراء والمهمشين،ولإرساء الأسس لشراكة عالمية جدية وانتعاش اقتصادي واجتماعي وبيئي.ويمكن أن تأتي فرص جديدة مع التوسع في السيطرة على زمام الأمور والتنمية الوطنية.ويتمثل التحدي الذي نواجهه أمام أسوأ الأزمات الاقتصادية منذ عقود في الحفاظ على المكتسبات التي تحققت في مجال الصحة والمساواة بين الجنسين بل والتوسع فيها.ودعا الصندوق إلى حماية الفقراء والمهمشين بزيادة الاستثمارات الاجتماعية،ولا سيما في الصحة والحقوق الإنجابية،من أجل بلوغ الأهداف الإنمائية للألفية،وخاصة الهدفين4و5.وأوضح الصندوق أن البرامج السكانية ليست عالية التكلفة،فاستثمار مبلغ 100مليوناً دولار في برامج تنظيم الأسرة ينتج عنه زيادة قدرها 3.6 ملايين في عدد مستخدمي تنظيم الأسرة،ونقص قدره2.1 مليونا في عدد حالات الحمل غير المرغوب فيه،ومنع 825000 حالة إجهاض.وأشار إلى أن تكلفة المجموعة الإجمالية للصحة الإنجابية،بما فيها عنصر تنظيم الأسرة وتنظيم الأمهات،تقدر23.9 بـليون دولار على صعيد العالم في العام 2009،وتبلغ مستوياتها حوالي33 بليون دولار في العامين2014و و2015.وتبدو هذه الأرقام وكأنها مبالغ كبيرة،ولكنها استثمارات صغيرة إذا ما قورنت بالمبالغ التي تم توزيعها لإنقاذ المؤسسات المالية في الأشهر القليلة الماضية.ومن شأن هذا الاستثمار أن يعزز الصحة والإنتاجية والنمو الاقتصادي.وذكر الصندوق أنه لتحقيق الأهداف الإنمائية للألفية،يلزمنا التركيز بشكل خاص على الفئات التي تزداد تعرضا للخطر بفعل الأزمة الاقتصادية.وينبغي لأي إستراتيجية للتخفيف من أثر الأزمة أن تنشئ من البداية سبلا لحماية الفقراء وغيرهم من الفئات المهمشة.وينبغي أن تركز على حماية المكاسب التي تحققت،ومواصلة الزخم،ومنع حدوث أي خسائر نتيجة للأزمة العالمية.وأوضح أنه يمكن أن يعكس مسار التقدم في مجال تمكين المرأة وتحقيق الأهداف الإنمائية للألفية إذا ما تركت الأزمة دون التصدي لها.والتدابير التي تتخذ للنهوض بالمساواة بين الجنسين والعدالة وتمكين المرأة تتعلق بحقوق الإنسان بقدر ما تتعلق بالتنمية.فهي لا تترك آثارها الإيجابية على رفاه الأشخاص فحسب،بل هي أيضاً تعبير عن حقوق الفرد.[c1]النهوض بصحة الأمهات[/c]وأشار إلى أن الهدف الخامس من الأهداف الإنمائية للألفية يدعو إلى النهوض بصحة الأمهات بتقليل وفيات الأمهات بنسبة75 في المائة بتعميم إمكانيات الصحة الإنجابية للجميع في الفترة بين1990و2015.ويقتضي إنجاز هذا الهدف أن تتمتع جميع النساء بسبل الحصول على وسائل منع الحمل لتجنب الحمل غير المرغوب فيه،وتتمتع جميع الحوامل بإمكانيات الرعاية المدربة في أثناء الوضع،وحصول كل من يعانين من مضاعفات على إمكانيات جيدة النوعية لخدمات الرعاية الخاصة بالولادة في حالات الطوارئ. وذكر بأنه في كل عام يفقد العالم ما قيمته15 بليون دولار من الإنتاجية بسبب وفاة النساء في أثناء الحمل والولادة.ولن يتكلف توفير الخدمات الصحية اللازمة بإنقاذ أرواح النساء سوى 6بلايين دولار.ويمكن اتقاء معظم وفيات الأمهات عن طريق تعميم سبل الحصول على الصحة الإنجابية للجميع،يلزم تعزيز النظم الصحية لكي توفر خدمات تنظيم الأسرة والرعاية المدربة عند الوضع والرعاية الخاصة بالتوليد في حالات الطوارئ.ولن يؤدي هذا إلى إنقاذ الأرواح فحسب،وإنما سيزيد إنتاجية العالم كذلك. [c1]وفيات النساء لأسباب مرتبطة بالحمل[/c]وبينت رسائل الصندوق بأنه ما زالت النساء يتوفين من أسباب مرتبطة بالحمل بمعدل قدره امرأة واحدة في كل دقيقة،حسبما تظهره الأرقام التي اشترك في إصدارها صندوق الأمم المتحدة للإسكان ومنظمة الصحة العالمية واليونيسيف والبنك الدولي في عام2007.ولم يحرز سوى نجاح محدود في جعل الأمومة أكثر أماناً،خاصة في أشد الدول فقرا،أذ لم تحقق البلدان التي كانت تعاني في البداية من أعلى مستويات وفيات الأمهات أي تقدم تقريباً في الحد من هذه الوفيات على مدى الأعوام الـ 15 الماضية.وأشار الصندوق إلى أن العالم يحرز تقدماً قوياً ومتواصلا في الحد من الفقر المدقع،لكن هذا التقدم يقوضه الآن ارتفاع الأسعار،وخاصة أسعار الغذاء والنفط والتباطؤ الاقتصادي العالمي،وفقا لما جاء في تقرير الأهداف الإنمائية للألفية لعام2008.ولفتً إلى أن التقديرات الجديدة التي نشرها البنك الدولي في آب/أغسطس2008 تشير إلى أن عدد الأشخاص الذين يعانون الفقر المدقع في العالم النامي قد يكون أكبر مما كان يعتقد من قبل وباستخدام حد أدنى للفقر المدقع تحدد الآن بمبلغ1.25 دولار في اليوم (تعادل القوة الشرائية) بأسعار عام2005 وينتهي البنك إلى وجود1.4 بليون شخص كانوا يعيشون في فقر مدقع في عام2005.