لقد تمكنت بعض القوى من التدخل غير المباشر في الصراعات مع السودان وغذتها بآليات الاستمرارية مع الاحتفاظ بإعطاء صبغة منفصلة لما يجري بين أقصى الشمال وعمق الجنوب.ويتضح من طبيعة الصراع في الجنوب الذي هدأ أنه كان يجري بمعية حملة دعائية غربية أمريكية خاصة لإثارة الغبار في حمى الحرب على الأحداث وليعطي صبغة الاضطهاد الطائفي الديني لما يمثله الجنوب من أقلية ذات نسبة ضعيفة تعتنق الديانة المسيحية نسبة ضعيفة تعتنق الديانة المسيحية بمقابل صمت متقطع يظهر بين فينة وأخرى إزاء ما يجري في الشمال الغربي للسودان وظهر تحريك وتدوير الأبواق الغربية الأمريكية بشكل أكثر جدية من الجنوب إلى الشمال الغربي مع فارق التصوير الإعلامي الذي أعطى صورة الاضطهاد العرقي العربي للجنس الإفريقي أو بالأحرى وأكثر دقة.وفي حين لا يبدو النزاع لاسيما في دار فور معقداً بالقدر الذي يصعب على الحكومة السودانية حله بالطرق التقليدية لحل المنازعات بين القبائل في المنطقة لولا التعقيدات والمعوقات غير المنطقية التي تضعها بعض الأطراف لتزيد من حدة وتفاقم الأزمة بقدر ما تشكف.واتضح ذلك جلياً أن تركيز الصراع في السودان على هذه الشاكلة لا ينفصل في آخر المطاف عن جملة الصراع الدائر في إنحاء القرن الإفريقي والذي أصبحت فيه الصورة أكثر وضوحاً مما جعل الكثير من المحللين يرون أنه ما تسعي من ورائه الإستراتيجية الأمريكية إلى إقامة منطقة عازله في الجنوب السودان وسط إفريقيا وما بعد الصحراء الإفريقية الكبرى لتفصل بين الكتلة المسلمة في الشمال وبقية القارة وطرح مسميات إفريقيا السمراء في مواجهة الشمال الإفريقي وهي النقطة الأخطر كهدف إستراتيجي حضاري رئيسي للتفرد بالمنطقة كلها.فالغرب الذي ساند الجنوب كان يرى في الفوارق الدينية مدخلاً شرعياً حسب نظرته سياسياً يأتي على شكل فرق إغاثة اجتماعية.ولكنه في الشمال الذي يشكل الإسلام جل السكان لم يجد مدخلاً سوى الفوارق التي لم تكن قبل الدعايات الغربية فوارق بالمعنى العرقية لأن التعاون مع المجموعات العرقية يهدف إلى مواجهة المشروع الإسلامي والوجود الإسلامي داخل القارة.والمراقبون يرون أن الأبعاد القبلية تؤدي دوراً مهماً لتنفيذ الإستراتيجية الأمريكية في خلخلة الأوضاع سواء في السودان أو في غيرها.
|
اتجاهات
المصير المجهول
أخبار متعلقة