تعد من أطول الحروب في القارة الإفريقية
جولو (اوغندا) / 14 أكتوبر / من تيم كوكس : أبدى المتمردون قدرا من الرأفة بالأوغندية كونسي لاويل عندما اكتفوا باستئصال شفتيها وأذنيها وجدع انفها بالمنجل الزراعي ثم اجبروها بعدئذ على ابتلاع هذه الأعضاء. لقد كانوا يعتزمون قتلها أصلا بعد تشويهها. تحدثت لاويل قائلة برفق من خلال فم قد التأم دون شفتين "تدخل قائد لمنعهم من قتلي." وأضافت "إلا انه بات علي ان أكمل بقية حياتي وأنا مشوهة." ولاويل واحدة من آلاف من ضحايا حرب عمرها عقدان من الزمن تدور رحاها بين قوات الحكومة الأوغندية ومتمردي جيش الرب للمقاومة وهي الحرب التي وضعت أوزارها العام الماضي عقب وقف لإطلاق النار. ووصل مندوبو جيش الرب للمقاومة إلى أوغندا الأسبوع الماضي في زيارة تاريخية عقدوا خلالها اجتماعا مع الرئيس الأوغندي يوويري موسيفيني من اجل تعميق المحادثات الرامية إلى إنهاء واحدة من أطول الحروب في القارة الإفريقية. ويقوم المندوبون الآن بجولة في شمال أوغندا الذي تعصف به الاضطرابات من اجل حشد تأييد لمساع ترمي إلى الحيلولة دون محاكمة جوزيف كونى زعيم متمردي جيش الرب للمقاومة كمجرم حرب امام المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي وان يحاكم بدلا من ذلك أمام محكمة محلية تقليدية في أوغندا. ويختبئ كوني وثلاثة قادة آخرين من المطلوبين في ملاذ في شرق الكونجو فيما يقول مندوبو متمردي جيش الرب للمقاومة انه ليس من المرجح ان يوقع اتفاقا للسلام حتى تسقط المحكمة الجنائية الدولية التهم المنسوبة إليه. وأصبح متمردو جيش الرب للمقاومة يوصفون بسوء السمعة بسبب هجماتهم الشنيعة على المدنيين وقيامهم بضرب القرويين حتى الموت وقطع أعضاء من أجساد الضحايا علاوة على خطف ما يقدر بنحو عشرة آلاف طفل وطفلة لاستخدامهم كجنود أو كعبيد للجنس. وأزهقت أرواح عشرات الآلاف في هذا الصراع فيما أدى العنف إلى تشريد ما يقدر بنحو مليوني شخص. ويقول كثيرون من أبناء شمال أوغندا أنهم على استعداد كي يصفحوا عن متمردي جيش الرب للمقاومة في مقابل السلام إلا ان الأوغندية لاويل وهي أم لسبعة أبناء عمرها الآن 25 عاما فإنها تصبو للعدالة. وقالت وهي تعيد ترتيب أكوام من الطماطم (البندورة) على مائدة العرض بالسوق في جولو بؤرة الصراع بالمنطقة "يتعين محاكمة كوني في لاهاي. يجب ان يسجن مدى الحياة عقابا على ما اقترفه." وكان مع لاويل 11 امرأة أخرى عندما قام المتمردون ببنادقهم ومناجلهم بالهجوم عليهن في وضح النهار. واجبر المتمردون النسوة على الجلوس وقالوا لهن إنهن سيقتلن. وقالت وهي تشير إلى ما تبقى من إذنها المتغضنة "كانوا يقتادونا واحدة تلو الأخرى ويقومون بجدع أنوفنا وقطع آذاننا وشفاهنا على مرأى من الأخريات." ومضت تقول "ثم كانوا يجبرننا على مضغ هذه الأعضاء وابتلاعها." وعندما غير المتمردون من رأيهم وأطلقوا سراح النسوة سارعن باللجوء إلى مستشفى لتضميد جروحهن. ويقول مقيمون محليون ان شغف متمردي جيش الرب للمقاومة بتشويه أعضاء الضحايا كان الهدف منه هو إنزال العقاب بالمدنيين للاشتباه في تواطؤهم مع القوات الحكومية. وقالت لاويل "الهدف منها هو خلق تذكرة وعلامة. لو كنت قد قتلت لما رآني احد. إلا ان عودتي مشوهة فمن شأنها ان تنقل الرسالة إلى الجميع." وأقلمت لاويل نفسها مع هذه الندوب النفسية والجسدية من خلال الانغماس في العمل وتقول إن صديقاتها كن يشفقن عليها مما يعني ان تروج بضاعتها في السوق إلا أنها تريد عونا من الحكومة ووكالات المعونة. تقول لاويل "لماذا تساعد الحكومة متمردي جيش الرب للمقاومة ولا تمد يد العون للضحايا..؟."