ذمار/ نجيب المار :"لكل مسمى من أسمه نصيب" لست أدري إلى أي مدى ينطبق هذا المثل على طابع الدورات التدريبية التربوية، فقد تفاعلت مع هذا المثل عندما سمعته من أحد المدرسين حيث بدأ أن هذه الدورات ليست تأهيلية بل تهليلية يتم فيها ترديد الممل، وكما أن اسمها دورة فالمتدربون يدورون في حلقة مفرغة وهمية الفائدة.في اعتقادي أن هذا المدرس مخطئ في رأيه وتصوره، وبما أنه من الواجب علينا احترام آراء الآخرين، ولكي لانلغي عقولنا فقد قمت بعمل استطلاع شمل أكثر من مائة وعشرون تربوياً وكان الهدف من هذا الاستطلاع هو الإجابة بمصداقية وحياد على السؤال التالي: - هل تساهم الدورات التدريبية فعلاً في رفع كفاءة وأداء المعلم المتدرب أم لا؟ أجاب 70% من الشريحة المستطلعة بنعم، و30% بلا، أما الذين أجابوا بنعم فافادوا بأن هذه الدورات تطويرية تساهم في تحسين الكفاءة والأداء لدى المتدربين وتعالج بعض الاختلالات التي تشوه الأداء التربوي بشكل عام وتدعم تصحيح مسار العملية التعليمية بالخبرات المستجدة حديثاً، وتكسب المتدرب مهارات وخبرات ومعارف جديدة، فهي في النهاية تساهم في الارتقاء بالمستوى المنشود.وأما الذين أجابوا بلا، فأوضحوا بأن مثل هذه الدورات هي من نتاج التخبط الأعمى الذي تعيشه شعبة التخطيط التربوي مع إصرارهم بأن مثالب هذه الدورات أكثر من محاسنها، فهي تعتبر مضيعه للوقت بما ينعكس سلباً على مسار العملية التعليمية داخل المدرسة وبالتالي حصول فراغ لدى الطلبة أثناء غياب مدرسهم مما يضمن وجود فجوة في تنفيذ الخطة الدراسية السنوية وبالتالي العجز والفشل في استكمال المنهج المدرسي، إضافة إلى أن هذه الدورات تعجز عن تأهيل المتدربين لأسباب منها: أن بعض المدربين أدنى في المستوى العلمي من المتدربين وهذا بدوره كاف بأن يجعل المتدربين لايتقبلون هذا الوضع ولسان حالهم يردد المثل الشعبي "أراد أن يكحلها فعور عينها".ثم يواصلون الحديث ويصفون الدورات المعملية العملية التربوية بأنها دورات نظرية لاجدوى منها وغالباً ما تكون لمواد لاوجود لها أصلاً في أغلب مدارس الجمهورية ما يجعل مثل هذه الدورات ذات أهمية مفقودة تماماً.وخلاصة القول لدى هؤلاء أنهم يعتبرون أن هذه الدورات هزيلة عديمة غامضة لا تأتي بجديد وبعيده عن الواقع التعليمي المعاش وتؤدي إلى تمايز غير مقبول عبر شهادات قشورية عند انتهاء الدورة وفي نظرهم أيضاً أنها إحدى بوابات الفساد التربوي ومفتاح لهبر المال العام ودليلهم على أن هذه الدورات هلامية هو عدم تأثير المرتبات بها صعوداً أو نزولاً .وإقتراحهم هم تقليل هذه الدورات لأن أثارها الجانبية سلبية وإن كانت كما يقول بعض التربويون ممولة من جهات ومنظمات دولية فاقتراحهم هو تدوير هذا التمويل لطباعة الكتاب المدرسي الناقص والزام جميع المعلمين بتدريب وتأهيل أنفسهم عبر التطوير الذاتي واستشارة الموجهين الفنيين عند الضرورة.هذه هي جملة الآراء ولكن الصحيح من هذا كله مواجهة الواقع بمعنى أن الحاصلين على هذه الدورات يجب أن يترجموا ماتدربوا عليه على واقع عملي في الميدان التعليمي ونحن نشكر ونقدر ونثمن جهود أ/ عبدالكريم الحبسي – مدير إدارة التربية بمديرية ذمار، حيث أبدى تفهمه لهذه الإشكالية فكلف قسمي الرقابة والتوجيه الفني بمهمة متابعة وتقويم المتدربين وذلك عبر كشوفات معدة مسبقاً من قسم التدريب والتأهيل ومن ثم الإسراع في رفع تقرير ميداني لتتخذ الإجراءات على ضوءه.
الدورات التدريبية التربوية في ميزان النقد التربوي
أخبار متعلقة