الفنان الأستاذ سعودي أحمد صالح:
الفنان القدير سعودي احمد صالح ممن عاصروا الأستاذ الموسيقار الراحل الفنان محمد سعد الصنعاني وكان سكرتيراً او نائباً للصنعاني الذي كان يرأس لجنة الألحان في محافظة لحج.يقول سعودي عنه:الأستاذ الراحل محمد سعد الصنعاني نجده في كل لحن له تجديد، بل نجد في كل لحن موسيقي له موسيقى جديدة بل وفكرة موسيقية جديدة وهذه ماتميز به وقلما نجده عند الملحنين الآخرين سواء من سبقوه او ممن عاصروه.كان رحمه الله نابغة من النوابغ الفنية المتميزة فقد تعلم علم الموسيقى وعلمها للآخرين ووصل إلى هذه المكانة الريادية بجهده ومثابرته واطلاعه المستمر ومتابعاته لكل الفنون الموسيقية العربية والعالمية.ان كل ماقدمه كان يقدمه عن دراسة وتمكن وعن علم. وذات مرة قصدت مجلسه وقلت له: ان ألحانك رائعة وانك ملحن مطور ومجدد.فنظر إلى الفنان عبدالكريم توفيق الذي كان حاضراً برفقتنا وقال له” هل تسمع ياعبدالكريم ؟؟ فأجاب عبدالكريم: نعم، وفهم القصد.وكان عبدالكريم توفيق صاحب الحنجرة القادرة على توصيل تلك الألحان الرائعة والصعبة التي كان يصيغها الأستاذ محمد سعد الصنعاني إلى الجمهور.لقد عايشت الموسيقار الراحل منذ بداية العام 1959م عندما كنت عضواً في الندوة الموسيقية أللحجية التي كان الفقيد احد مؤسسيها في تلك الفترة وكانت ألحانه بل أجملها من نصيب الفنان عبدالكريم توفيق الذي كان الفنان الأول للندوة.لقد شق الموسيقار الفنان محمد سعد الصنعاني طريقته وهي طريقة متميزة في صياغة ألحانه وكان يحب الألحان السماعية ويفضلها على الألحان السريعة الإيقاعات وأصبحت ألحانه مثمرة ولها مذاق خاص.كان رحمه الله يمارس فنوناً حرة مثل الخط والرسم وتدريس الموسيقى. وقد شجعني على التلحين عندما عرضت عليه أول لحن لي لأغنية “ بنار الشوق لكم قلبي تجلع” واعتبرت تشجيعه لي وسام شرف أضعة على صدري.لقد قدم المرحوم أروع الألحان وأغنى تراثنا الغنائي بأجمل ألحانه “ بالعيون السود” “ بكشفه للثام” “ يانجوم الليل” “ لوعتي” “ ياشاكي غرامك” “ردد التغريد” “ الهوى أمر مقدر” “ مسكنك قلبي ولى به” “ الحلم أصبح حقيقة” “ يا اللي وعدت القلب. وكثير من الألحان المتميزة الرائعة ألتي لانجد متسعاً هنا لسردها بل على وزارة الثقافة القيام بجمع أعماله وفاء لعطاءاته السخية.فالرجل متميز بخروجه عن الألحان النمطية التي تمشي على نمط واحد دون التنويع والجمل الموسيقية في ألحانه وتمتع بثقافة أدبية وموسيقية عالية. وألحانه من مقامات مختلفة ولايوجد أي تشابه بين لحن وآخر وذلك لإلمامة بأصول علم الموسيقى وإسراره. وكان على فقره ومرضه متواضعاً وعفيفاً وبسيطاً. لا يرد أي طارق على بابه لطلب المعرفة وكان يتميز بابتسامته البشوشة لمن يلقاه وهذا بإجماع كافة الناس. إنني لا اجد متسعاً لذكر أعماله الخالدة لكثرتها ولأخلاقه العالية ويجب ان يكرم من قبل الدولة وعلى وزارة الثقافة.