مع الأحداث
بدأ الحديث عن التكامل الاقتصادي العربي تقريباً عند إنشاء جامعة الدول العربية عام 1945م أي بعد الحرب العالمية الثانية ثم عند تأسيس مجلس الوحدة الاقتصادية العربية 1957م. ومنذ ذلك الحين حتى اليوم ورغم العديد من الاتفاقيات الاقتصادية العربية ما يزال التقارب الاقتصادي العربي شعاراً للمناسبات والمهرجانات والقمم العربية أكثر منه حقيقة على أرض الواقع.ودون أي تقدم ملحوظ وملموس ولعل ذلك يعود إلى عدة أسباب أبرزها: ضعف شبكة المواصلات من طرق وخطوط ملاحية وخدمات مرتبطة بذلك مما يؤدي إلى عرقلة انسياب التجارة الاقتصادية بين الدول العربية إضافة إلى عقبات سياسية ومؤسسية وخاصة في الستينيات عندما انقسم العالم العربي إلى معسكر الدول التقدمية الاشتراكية من ناحية ومعسكر الدول الرجعية أو الرأسمالية من ناحية أخرى. كما أ، عوامل التفرق والتشرذم بين الدول وتراكم مشاكلها الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والحدودية حالت دون تلك الطموحات على العكس تماماً مما يحدث بين دول الاتحاد الأوروبي التي تم اندماجها بعضها في بعض في إطار مجموعة اقتصادية عملاقة مما كان لها آثار واضحة حرضت موجه من الاندماجات لا سابق لها حيث بلغت ذروة وطفرة صناعية كبرى قدم المساواة لتشكل شركات مشتركة عبر القوميات في أوروبا نحو تعاون أكثر تقدماً وإلى ورابط أوثق بين شركات الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي هذا العملاق الاقتصادي الذي لا تستطيع أن تجابهه أي دولة في العالم.. ولعل السؤال يفرض نفسه هنا لماذا لا نقتدي بمثل هؤلاء من أجل تحقيق مصالح ومكاسب اقتصادية عربية؟!