بشفافية فنية
كتبها / عوضينلم تتبق إلا..ساعات معدودة إن لم نقل أيام قليلة.. وتطل علينا الذكرى الثالثة لرحيل الفنان اليمني القدير/ محمد سالم بن شامخ إلى دنياه الأبدية.. بعد أن عاش ونذر حياته من طفولته إلى ما قبل الرحيل المفاجئ إلى جنة الخالدين.. كفنان كبير قدم خلال مشواره الطويل بكل إخلاص ووفاء لوطنه وعشاق مدرسته الغنائية عصارة جهده في إغناء الساحة الفنية اليمنية بعطاءاته المتميزة والمتعددة بمختلف الألوان الغنائية وظل لأكثر من خمسة عقود من الزمن في عطاءٍ دائم يقدم الجديد والمتجدد في سماء تطوير الأغنية اليمنية الذي كان في يومٍ ما.. سفيراً لها خارج الوطن..وحتى لا أجازف وقلمي يسطر الغيث اليسير من الفيض الكبير لتاريخ فنان شامخ العطاء غزير الوفاء متواضع الخطى عظيم بعزة النفس والكرامة تجلت بشخص فنان كبير اسمه (محمد سالم بن شامخ ).. رحمة الله عليه.. وحتى لا تكون شهادتي مجروحة أكتفي بهذه المقدمة.. ليدلو أصحاب الشأن بدلوهم!!يا سادتي.. الذكرى الثالثة قادمة.. قادمة لا محالة.. لرحيل فنان عظيم بوزن/ بن شامخ أعطى.. وأعطى لنفسه والأجيال ووطنه الأم (اليمن) بكل وفاء عصارة جهده حتى ملأ الساحة الفنية - الغنائية باليمن وخارجها سمعة راقية.. وأخلص بكل أمانة وروح صادقة في إنجاح رسالته ومشروعه الغنيين في سماء الأغنية اليمنية.. إذاً.. يظل سؤال صريح يدور في أعماق كل المبدعين مفاده : الرجل.. الإنسان المواقف.. الفنان الأكثر صدقاً.. ووفاءً.. رحل عنا دون وداع.. تاركاً لوطنه مواقف ستظل محفورة في قلوب كل الشرفاء والأوفياء.. وخلال عامين مضت جرت أكثر من فعالية إحتفائية تصدى لإحيائها بعض من محبيه الأوفياء.. وهذا في حد ذاته جزء من (الوفاء) لهذا الفنان.. لكن نسأل أنفسنا بحق وبكل شفافية : هل حققنا كل الأهداف التي كان يتمنى (بن شامخ) تحقيقها لنفسه وهو على قيد الحياة؟!منها على سبيل الذكر.. أن جميع من عاش بالقرب من الفنان (بن شامخ) كان قلبه يقطر ألماً.. بالقرار الوظيفي بترفيع درجته الوظيفية التي تليق بمكانة فنان كبير بوزن/ محمد سالم بن شامخ الذي كان حينها وإلى ما قبل وفاته يستلم راتباً قدره (8 آلاف ريال) هل هذا معقول يا جماعة الخير.. أن فناناً كهذا.. كان راتبه بهذا الحال.. لا .. والله إنها المصيبة الأعظم!!..ومع كل هذا .. ظل فناننا عفيف النفس ظل صامتاً.. ولم يكن يعلم أن هذا الصمت سيؤثر سلباً على نفسيته وهذا ما أكدته الأيام لنجد.. بن شامخ قد رحل بصمت ودون ضجيج..لكنه مات كمداً!! كيف لا.. وهو الفنان الكبير الذي حظي بتكريم رفيع المستوى.. لأعلى وسام من قبل فخامة الأخ/ علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية - وعلينا أن ندرك أن من ينال وساماً بهذا الوزن.. تضاف له درجة في سلمه الوظيفي - هذا جانب - والجانب الأخر.. ذلكم القرار الذي أصدره الأستاذ/ عبد القادر با جمال معالي دولة رئيس الوزراء عامي /2002 2003م بعدم إحالة الفنان القدير/ محمد سالم بن شامخ إلى التقاعد.. لأن الفنانين الكبار بوزن هذا الفنان يظلون متفرغين بنفس رواتبهم بل وزيادتها.. لكن لا.. جرى هذا.. ولا جرت تلك.. وكأنك يابوزيد ما غزيت.. آلستم معي تتفقون.. أن بن شامخ مات كمداً.. وبصمت لأنه كان يعلم.. أن هذا الزمن.. ليس بزمن الأوفياء!!إذاً.. ماذا بعد؟هل نكتفي بذكراه الثالثة في قادم الأيام - أو - الساعات القادمة أن نكرر نفس كلمات الرثاء.. والتغني بكلمات المديح.. والإستماع للمكالمات الهاتفية من بعض الوزراء أو.. المحافظ - وقيادة السلطة المحلية مباركة خطواتنا ألخ - ما جرى من سماع إسطوانة وتكرار نفس حديث الإحتفاليتين السابقتين.. أعتقد.. أن الخير كل الخير القول لكل المبدعين ومحبي هذا الفنان - أرحموا.. الفنان القدير/ محمد سالم بن شامخ - من عذابات كلمات الرثاء.. إذا لم نكن أكثر واقعية في وضع كل النقاط على الصعوبات الأسرية التي تركها رحيل بن شامخ.. وإلا.. أن نلزم الصمت..اللهم.. إني بلغت!!