سطور
[c1]الورقة الأولى:[/c]إن ظاهرة تسارع نمو الحركات المتطرفة تثير سؤالاً مهما : لماذا تسارع نموها في ظل أوضاع ارتفاع الأسعار للمواد الغذائية الناتجة عن الأزمة الاقتصادية العالمية هل هي دعوة لعودة المجتمع اليمني إلى عصور التخلف والجهل وانتشار الفوضى مستخدمين الدين الإسلامي الحنيف كبش فداء من اجل كسب المال الحرام .. علماً بأن الفنون الإنسانية قد ظهرت مع الإنسان منذ أن خلقه الله في هذا الكون؟! إن مفتاح البحث في هذه الظاهرة هو افتراض تبلور في ذهني بصورة واضحة وأصبحت مقتنعة به اقتناعاً شبه نهائي ولا أقول نهائياً لان علمي فن الاجتماع والسياسة والملاحظات الاجتماعية والسياسية ايا كان نصيبها من الثبات هي أمور متغيرة يؤثر في نتائجها الأخيرة ومسلماتها الآتي من الأحداث على الدوام هذا الافتراض هو أن المجتمع اليمني مثل غيره من المجتمعات العربية تواق إلى العيش الكريم والتطور التكنولوجي والحضاري رغم الصعوبات والأحداث السياسية التي تمر بها البلد نتيجة الأزمة الاقتصادية الدولية. اخذ وعي جديد اجتماعي وسياسي يتكون شيئاً فشيئاً يخترق الوعي السائد ويحل محله ببطء رغم ظهور ظاهرة التحريم للفنون الإنسانية ونشر جرائم الدجل والسحر والشعوذة وتحريف قيم الدين الإسلامي الحنيف. [c1]الورقة الثانية:[/c]امتدت التجربة اليمنية في صنع الحضارة اليمنية العريقة التي امتزجت بالتجربة الطويلة الدينية بالدنيوية فأصبح الإسلام مكوناً اساسياً من مكونات الشخصية اليمنية بشكل عام والشخصية العربية والثقافية في هذا المجتمع الحضاري الإسلامي الذي تسوده العدالة الاجتماعية ونمو الوعي الجديد التي يسعى لإزالة القيم الحادة التي تتناول نشر الخرافات بهدف السرقة والابتزاز المالي ونشر الفوضى في المجتمع وتقوم بتحريم الفنون الإنسانية مثل الموسيقى والغناء والسينما والمسرح والفن التشكيلي هذه الفنون الإنسانية التي تنشر المحبة والإخاء وترفع من مستوى التذوق الجمالي لدى الإنسان بهدف العمل الشريف وبناء مجتمع يسوده العدل والإخاء. إن نشر الأفكار المتطرفة ضد الفنون الإنسانية وضد المؤسسات الثقافية والإعلامية بل وضد الصحفيين والمثقفين والفنانين الذين يصنفون خارج التيار الإسلامي هذه الأفكار المتطرفة تؤدي إلى الاهتزاز والتراجع في الوضع الاقتصادي والأمني في المجتمع ويجعله محشوراً في دائرة مغلقة من التجارب مقسمة إلى مسافات تشكل كل منها متاهة قائمة بذاتها. إن بناء المجتمع اليمني الحديث الخالي من التطرف والفوضى لا يتم إلا بالنزول الميداني من قبل المسؤولين في السلطة إلى الشارع ومتابعة حياة الناس في الشوارع والمصانع والحقول ومعرفة الحقيقة يساعد على التحديث و التطلع إلى المستقبل الأفضل. و تشجيع نشر الثقافة والفنون الإنسانية وتطوير الجانب الإعلامي خطوة نحو الانفتاح على العالم ليس فقط في فتح الباب للسائحين من كل مكان للتحرك بحرية في أنحاء اليمن دون خوف من الأعمال الإرهابية ولكن يجب تشجيع الانفتاح الرئيسي وهو في فتح أبواب الاستثمار أمام أصحاب رؤوس الأموال للمشاركة في أعمال القطاع العام والقطاع الخاص على حد سواء وتنفيذ المشروعات الاقتصادية والصناعية والتجارية والاستهلاكية ايضاً بالإضافة إلى بناء الفنادق والمنتجعات السياحية وتشجيع بناء الفضائيات الإعلامية والمؤسسات الثقافية وبناء المسارح ودور السينما وبناء المكتبات العامة والتخصصية وتشجيع الصحف والمجلات المتنوعة وتشجيع الفنون الإنسانية التي تهدف إلى بناء الجسم السليم والعقل السليم وذلك من خلال توعية الإنسان بما يحيط به من مخاطر بيئية ودعوته للحفاظ على سلامة وامن مجتمعه.
