ألوان من الفلكلور والفنون الشعبية (2)
[c1]تراث وحضارة وأصالة وجمال [/c] ماهو الفلكلور .. ؟؟ هو مصطلح علمي .. وكان أول من صاغه واستعمله ، الانجليزي (وليام جون توفر) عام 1845م وكان في أول الأمر يعني تطور الآثار التي ظلت محصورة في البقايا المادية للأمم على اختلاف مراحلها وعصورها الزمنية وقد رأى (وليام جون توفر) أن هذه المخلفات لايمكن لها أن تحكي وحدها وتعطي الدلالة الواضحة للإطار الحضاري فاستحدث اضافة العناصر الاخرى الباقية والمستخدمة في الحياة اليومية للناس في أي زمان ومكان .أما المعنى الحرفي للفلكلور فقد حدده وعرفه العلماء بأنه (حكمة الشعب) كما يتفق جميع الدارسين والباحثين والمهتمين بالفلكلور على أنه يشمل كل الإبداع التقليدي للشعب ــ أي شعب من الشعوب ــ سواء كان شعباً بدائياً أو متحضراً .. وهذا الإبداع التقليدي يتخلق ويتشكل ويتحقق باستخدام الاصوات والكلمات شعراً ونثراً وكذلك الحركات. ويضم الفلكلور كذلك المعتقدات الشعبية والعادات والتقاليد والصناعات والمهن والحرف الشعبية والرقصات الشعبية .. الخ كما تعتبر الأزياء والملبوسات الوجه الحضاري الذي تتباهى وتتفاخر به الشعوب عبر التاريخ ، وماتشهده الأزياء من تغير وتطور تدل على مدى تقدم المجتمعات الإنسانية رقياً أو تخلفاً .ويمثل الزي لسان حال الإنسان يعكس ويعبر بوضوح عن مشاعره وذوقه المستمد من تراثه وواقعه الإجتماعي والنابع أصلاً من ذلك النتاج الإجمالي للتفاعلات والمتغيرات التي يعيشها الإنسان سواءً كانت تلك المتغيرات والتحولات أجتماعية أو ثقافية أو اقتصادية انتاجية وعملية وأثرها على مستوى حياة الإنسان .وقد أوضحت في سياق التناول المنشور في صحيفة 14 أكتوبر يوم السبت الموافق 8/7/2006م العدد 13457 موضوعاً عن (الزنة الصنعانية) وما تتمتع به اليمن من ثروات ثقافية هائلة وكنوز ضخمة من الوان الفلكلور والفنون الشعبية الأصيلة ، وقد اتخذ اليمنيون من فنونهم الغزيرة مناهج معبرة عن أنماط حياتهم وهي تتنوع وتتعدد من منطقة إلى اخرى بانسجام بديع مع خصوبة ذلك التنوع المناخي والجغرافي الفريد الذي حباه الله لأرض الجنتين اليمن السعيد .. مهد الحضارات الشامخة التي يشهد التاريخ شموخها العظيم وعراقتها .[c1]تاريخها وتطورها[/c]في منطقة يافع وما جاورها نجد أزياء النساء تتميز بالبساطة المطلقة وهي لاتختلف عن بقية مناطق اليمن وخاصة تلك المشابهة من حيث العوامل الجغرافية والطقس في المرتفعات الجبلية والسهلية واللذين كان لهما الأثر الكبير في إظهار وابراز ملامح الزي الموحد فنياً ( زخرفة ونقشاً ورسوماً) تكاد لاتميز بعضها بعضاً سوى الألوان ، ودليلنا في هذا التناول الجميل كتاب بعنوان (يافع بين الاصالة والمعاصرة اليمنية ) والكتاب من أعداد وتأليف الأستاذ محسن بن محسن ديان ومن الاصدارات الإبداعية والثقافية والفنية التي يعتني بها منتدى يحيى عمر الثقافي عام 1995م .[c1]الأزياء القديمة للنساء في يافع [/c]يورد المؤلف أن النساء لبسن في السابق (الكار الأبيض) وهو قماش مصنوع من الكتان الخشن مع إضفاء مسحة وصبغة لونية على بياضه من مسحوق (الهرد أو النيل) وهو من المساحيق اللونية المعروفة في اليمن ، وحتى ظهور الكساء الملون مثل (كسوة حرقان) وهي أزياء ذات الوان صارخة سادة ، وبعدها دخلت ثياب تسمى (الشقه) و(البركاله) وهي من نفس قماش (الكار) مع تطوير في لمعة وبريق اللون وتثبيته بالزيت لكي لا يفسخ ويمحى جراء الاستعمال وفي نفس الوقت ادخلت عليها عملية الخياطة والتطريز اليدوي (التبشيت) وكلمة (بشت) عند أهل الخليج تعني (طرز الثوب ـ أي لمعة ونمقه) ولحقه ظهور ثوب يسمى (الطاس) ويعود ظهوره إلى ايام الدولة الرسولية وقد ورد ذكره في (نهايتها) كما ورد ذكر أسم ثوب (الطاس) في احدى اغاني يحيى عمر ثم ظهور ثوب يسمى (الصوب) وهو ثوب مقلم طولياً وكان يصنع في الهند :[c1](ماشف لي إلا القماش العالي زيد على بز بنجاله )[/c]من التراث الغنائي ـ يحيى عمر ـ .ثم ظهر ثوب (المصوع) نسبة إلى (ميناء مصوع في اريتيريا ) و (الكرستان) و (النايلون) ثم ثوب (السبعين) ويستمر الوضع تصاعدياً حتى وقتنا الحاضر الذي وصلت فيه (الموضة) في الازياء وغدت مواكبة وتتبع (الموضة) تعكس اهتمام النساء في يافع وتبرز ذوقهن الرفيع في اختيار أزياءهن الجميلة التي تزيدهن فتنة وجمالاً اخاذاً ، وكان للمهاجرين من أبناء يافع الفضل الكبير في نقل الأزياء الحديثة والجديدة من أماكن هجرتهم حتى اصبحت المرأة في يافع لاتكاد تتنفس من شدة ضغط زخم الازياء الموضات العصرية المتسارعة وبشكل يجعل المراة تتابعها دونما كلل وتحديداً أو مجاراة (للموضة) بدأت بشكل جلي وواضح في فترة السبعينات من القرن الماضي وتعددت تسميات الثياب والأزياء عند نساء يافع مثل ثوب (أبو تفاحة) وهو اغلى أنواع ثياب النساء للأفراح ومناسبات الزواج كما اطلقت اسماء بعض الزعماء والسياسيين ونجوم الفن داخل اليمن وخارجها على بعض أزياء النساء في يافع .وبالنسبة لغطاء الرأس وهو جزء من مكونات الزي الذي تلبسه المرأة في يافع فقد تعددت أنواع واسماء اغطية الرأس ابتداء من (الشال) و (المصون) و (الشبكة) و(المقرمة) و (الحجاب) و (الخنة) وأدخلت بعض الاضافات على غطاء الرأس مثل عثكلة (الشبكة) بالحرير وتطريزها بالخيوط وحياكة الأطراف ببعض النقوش اضافة (الزنبق) ورش الألوان المختلفة على (المقرمة) مع اضافة بعض الحلي الجذاب ليضفي رونقاً وجمالاً مضافاً لسحرها الخلاب وسط الحقول المخضرة ويقال لها (الطرحة) وكان يضاف على الغطاء (حظوة) مشكوكة من الخيوط والحلي الملون (الزنبق) وفي المناسبات والافراح والاعراس والأعياد تطرح النساء في يافع على (ليه) من الريحان (الشقر) أو باقات ورود وزهور النرجس كما هو معروف في منطقة (يهر) في يافع فتوضع على الرأس .والنساء في يافع كن يلبسن قديماً في المناسبات والأعياد ما يسمونه (المصبر) مصنوع من الفضة وهو عبارة عن ثلاثة خطوط من الأجراس مع جرس يتوسطها يكون أكبر حجماً من الاجراس المرتبطة حوله ويتم ربط ذلك ( المصبر) بمشبك إلى وسط الرأس من الخلف أما (الشعته) فهي تختلف عن (المصبر) في كونها عبارة عن خط واحد من الأجراس وتكون من الجهة الأمامية للرأس .(تكملة للموضوع في تناول قادم ان شاء الله ) [c1]صحفي - معد ومقدم برامج -تلفزيون عدن ق2Email : bamarhol @ yahoo . Com[c1]